توجه مؤخراً شباب عراقيون إلى الأنبار لزراعة أشجار الزيتون في شوارع الفلوجة والرمادي والمشاركة في نشاطات رياضية وثقافية مع أقرانهم في المحافظة الواقعة أقصى غربي البلاد.
وقال حميد الدليمي، عضو مجلس محافظة الأنبار، إن الحملة التي استمرت أربعة أيام ونظمتها وزارة الشباب والرياضة، شهدت "مشاركة كبيرة من الناشطين والشباب والمتطوعين من مختلف المحافظات العراقية".
وأضاف لديارنا أن الشباب الذين قدموا من بغداد والنجف وكربلاء والناصرية وبابل، زرعوا أكثر من ألفيّ شجرة زيتون فى الرمادي والفلوجة، وشاركوا أيضًا فى الفعاليات الفنية والرياضية.
وأشار إلى أن "هذه الحملة تبعث رسالة سلام ومحبة وتآخي بين أبناء الشعب العراقي، بعد طرد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) من الأنبار".
أما مدير رياضة الرمادي محمد عبيد الفهداوي، فوصف الحملة بأنها "رسالة واضحة للتنظيمات الإرهابية، مفادها أن الشعب يقف يدًا واحدة".
وتابع لديارنا أنها تعبر بشكل جليّ عن رفض الشباب العراقي للطائفية والتمييز والعقائد التي تتبنى التطرف والعنف.
'أرض الصمود'
وأوضح أن فعاليات الحملة تضمنت عملًا مسرحيًا عن أهل الأنبار بعنوان "أرض الصمود".
وأردف أن "المسرحية تُظْهِر كيف حاربوا الإرهاب وحرروا أرضهم وأرسوا الأمن والاستقرار وأعادوا الحياة إلى مدنهم بعد ثلاث سنوات من المعاناة نتيجة للنزوح والدمار الذي لحق بمنازلهم".
وتحدث عن فعاليات ثقافية أخرى تضمنت أمسية شعرية شارك فيها شعراء من الأنبار وسائر المحافظات.
ولفت الفهداوي إلى أن الشعراء تغنوا في قصائدهم بحب وطنهم ووحدة أبنائه في مواجهة الإرهاب، الذي سعى إلى تدمير مدن الأنبار لكن محاولاته باءت بالفشل.
وأضاف أن "أشجار الزيتون زُرعت في ساحات المدارس وعند تقاطعات الشوارع والحدائق العامة، كرمز للصمود".
وفي حديث لديارنا قال الشاعر خليل العامري من العاصمة بغداد، إن زيارته للأنبار "جاءت لدعم أهلنا في الرمادي والفلوجة ومكانهم في القلب".
وأردف: "تُطلق شائعات كثيرة تقول إن الأنبار ما تزال مكانًا خطيرًا لا يمكن العيش فيه، لكننا شهدنا العكس تمامًا، ونحن سعداء برؤية حركة الإعمار والناس وهم يتجولون فيها بحرية".
روابط متينة
وتابع الأميري أن "الحياة الثقافية والفنية والرياضية في الأنبار لها أهميتها على الصعيد الوطني".
وقال: "بين أبنائها العديد من الشعراء والأدباء في كل المجالات، وأتينا لكي نستفيد من تجاربهم ونوطد علاقاتنا بهم ما يمهد الطريق لتنظيم فعاليات مشتركة خلال الفترة المقبلة".
أما حسين كنعان من كربلاء، فأكد أن "الأنبار وأهلها تجمعهم وسائر المحافظات العراقية روابط عشائرية ودينية واجتماعية متينة".
وأضاف: "نحن اليوم بين أهلنا، ولا يسعنا سوى الشعور بالسعادة ونحن نشاركهم فرحتهم بالتحرير وعودة الحياة الطبيعية إلى مناطقهم. ونقول لا للإرهاب ونعم للسلام والوحدة والمحبة".
وذكر أن "مشاركة أهالي الأنبار بنشاطات، كمباريات كرة القدم، مع فرق محلية موهوبة وواعدة هي بمثابة دعوة للحكومة والجهات الرياضية المعنية لكي تشملها باهتمامها".
ولفت إلى أن نجومًا كبارًا في لعبة كرة القدم ينحدرون من الأنبار كالمرحوم عمو بابا وهشام محمد الذي يعيش حالياً في الفلوجة ويلعب في صفوف فريق الطلبة، إضافة إلى نجوم لامعة أخرى في مختلف الألعاب الرياضية.
رفع المعنويات في الأنبار
من جانبه، قال الكابتن حيدر الشمري من الفلوجة، إن "زيارة الوفد الشبابي والرياضي للفلوجة شكلت دفعة معنوية كبيرة".
وأضاف لديارنا: "سنرد لهم الزيارة إذ نحن بصدد تنظيم فعاليات رياضية وفنية ستقام في بغداد وكربلاء والنجف والبصرة بالمستقبل القريب".
وأكد أن "الإرهاب حاول تشويه الحقائق في الأنبار وعزلها عن سائر المحافظات العراقية، لكنه فشل بوجه ثبات موقف أهلها".
وأضاف الشمري أن الحياة والحركة الرياضية عادت كما كانت.
إلا أنه أعرب عن حاجة الفرق المحلية إلى ملاعب مأهلة وتجهيزات رياضية حديثة للإرتقاء بأدائهم.
وختم قائلاً إن ترميم البنية التحتية والاستثمار فى معدات جديدة سيسمح لهم بالمشاركة فى البطولات الوطنية حيث يتم اكتشاف المواهب الجديدة.