أخبار العراق
إعلام

غارة عراقية تسكت إذاعة داعش في الموصل

خليل الطائي

إذاعة البيان في غربي الموصل التي يستخدمها تنظيم 'الدولة الإسلامية في العراق والشام' لأغراض دعائية، وقد تم تدميرها في غارة جوية للقوات العراقية في 25 شباط/فبراير. [الأرشيف]

إذاعة البيان في غربي الموصل التي يستخدمها تنظيم 'الدولة الإسلامية في العراق والشام' لأغراض دعائية، وقد تم تدميرها في غارة جوية للقوات العراقية في 25 شباط/فبراير. [الأرشيف]

دمرت غارة جوية عراقية الشهر الماضي إذاعة البيان التي تعد وسيلة إعلامية حيوية لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) في غربي الموصل.

وتوقف بث الإذاعة في 25 شباط/فبراير، بعد أن كانت تبث برامجها على مدار 24 ساعة من مبنى حكومي سابق في حي الرافدين بالموصل.

واستهدفت القوة الجوية العراقية الإذاعة بهدف "إسكات الوسيلة الإعلامية الأوسع انتشاراً والأكثر فعالية لداعش والتي تستخدمها لبث أكاذيبها"، وفقاً لما قاله العميد فراس بشار صبري المتحدث باسم قيادة عمليات تحرير محافظة نينوى.

وأوضح أن الهجوم على الإذاعة جاء في إطار العملية العسكرية الواسعة التي تشنها القوات العراقية منذ 19 شباط/فبراير الفائت لاستعادة أحياء غربي الموصل.

القوات العراقية تسيّر دوريات في المناطق التي حررتها في غربي الموصل من سيطرة مقاتلي تنظيم 'الدولة الإسلامية في العراق والشام' خلال تقدمها باتجاه المدينة في 9 آذار/مارس. [أريس ميسينيس]

القوات العراقية تسيّر دوريات في المناطق التي حررتها في غربي الموصل من سيطرة مقاتلي تنظيم 'الدولة الإسلامية في العراق والشام' خلال تقدمها باتجاه المدينة في 9 آذار/مارس. [أريس ميسينيس]

وأشار صبري إلى أن داعش بدأت البث على الموجة القصيرة (FM) مطلع عام 2015 بعد استحواذها على معدات وأجهزة إرسال.

ويغطي بث الإذاعة مدينة الموصل وتمثل المنبر الإعلامي الرئيس للتنظيم، إذ كان يستخدمها لإذاعة خطب قادته وبياناته وأوامره للأهالي.

وأضاف صبري أن "رسائل داعش التي كان يبثها عبر تلك الإذاعة كانت مجرد أكاذيب وأضاليل". وأكد أنهم "كانوا يروجون لانتصارات وهمية ويعلنون كذباً عن استعادتهم لمناطق وأحياء داخل الموصل طردوا منها ليرفعوا معنويات مقاتليهم المنهارة ويخدعوا الأهالي".

وقال إن القوات العراقية أسكتت هذه المحطة إلى الأبد"، لافتاً إلى أن عملياتنا العسكرية لتحرير ما تبقى من الموصل "تحقق تقدماً جيداً".

رسائل مضللة

من جانبه، لفت الصحافي سفيان المشهداني، نائب رئيس مؤسسة إعلام نينوى، إلى إن داعش استولت عقب اجتياحها للموصل على محطات إذاعية وتلفزيونية كانت تبث من المدينة.

وأضاف لدريانا أن التنظيم "تمكن من إطلاق إذاعته تحت اسم البيان، مستخدماً مرسلات مسروقة من تلك المحطات".

وتابع المشهداني أن الإذاعة كانت الوسيلة الإعلامية الوحيدة للتنظيم.

وذكر أن "الإذاعة كانت تبث الأناشيد والتسجيلات الصوتية لقادة داعش وخطبائها"، إضافة إلى الأخبار والتقارير اليومية المتعلقة بسير المعارك التي تخوضها وعملياتها.

وأوضح أن "كل برامجها كانت تركز على الترويج لأيديولوجية التنظيم وأفكاره المتطرفة وتلميع صورته ونقل صورة كاذبة ومعاكسة للواقع عن سير المعارك".

فخلال هجوم داعش الفاشل على مدينة كركوك في 21 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بثت الإذاعة أناشيد وبيانات لقادة التنظيم ادعوا فيها أن المدينة باتت تحت قبضتهم.

لكن أهالي الموصل سرعان ما اكتشفوا زيف هذا الإدعاء وأن التنظيم تكبد هزيمة فادحة ولم يكن الهجوم سوى عملية بائسة للتقليل من زخم الانتصارات التي حققتها القوات العراقية مع انطلاق عملية تحرير الموصل، وفقاً للمشهداني.

إنحسار تأثير داعش

بدوره، قال الناشط والإعلامي من مدينة الموصل ماهر العبيدي، مسؤول شبكة منظمات المجتمع المدني في محافظة نينوى، إن داعش استخدمت الإذاعة في ترويع الأهالي وبث الذعر في نفوسهم.

وأكد لديارنا أن "الإرهابيين كانوا يبثون رسائل تهديد ووعيد صريحة للناس بقتلهم بأبشع الصور إذا خالفوا أوامرهم أو حاولوا الفرار من المدينة أو امتلاك هاتف خلوي أو جهاز استقبال للبث التلفزيوني الفضائي على سبيل المثال".

ولفت العبيدي إلى أن الإذاعة كانت تعتمد في حربها النفسية على تشويه الحقيقة وتخويف السكان وزرع مشاعر عدم الثقة بالجيش العراقي.

وأردف العبيدي، أن "دعايته المضللة التي روّج لها عبر الأثير انهارت بعد التعامل الإنساني للجنود المحررين مع الأهالي".

وختم مشدداً أن "داعش خسرت الآن واحدة من أهم أدوات التأثير الإعلامي والنفسي"، مضيفاً أن "التنظيم لم يعد يمتلك ما يخدع به الناس ونفوذه يتهاوى في غرب الموصل".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500