أعلنت قوات الصناديد مؤخراً انضمامها إلى قوات سوريا الديموقراطية في الحرب التي تشنها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام'" (داعش)، وهي واحدة من أعتى القوات العشائرية في شمال سوريا.
ورأى مسؤولون عسكريون أن الناس والعشائر في شمال سوريا يثبتون وحدتهم ضد داعش عبر انضمامهم إلى صفوف التحالف العربي الكردي المعارض.
وقال القائد العسكري لقوات الصناديد بندر الحميدي الدهام، إن "قوات الصناديد هي قوات عسكرية عناصرها من أبناء العشائر خصوصاً أبناء عشيرة شمر، ويصل عدد المتفرغين منهم للقتال 4500 عنصر، يضاف إليهم عدد مماثل أو أكثر من المدنيين الذين من الممكن ان يتم استدعاؤهم إن لزم الأمر".
وأضاف لديارنا أن هذه القوات "تأسست عام 2013 بهدف الدفاع عن النفس ضد الخطر الذي يمثله انتشار تنظيم داعش".
وتابع الدهام أن هذه القوات تسيطر على مناطق تل كوجر وتل حميس وبعض مناطق الحسكة.
وأشار إلى أنها "تعمل حالياً تحت مظلة قوات سوريا الديموقراطية، ما يعتبر حيوياً لجهة توحيد الجهود والقوى بهدف القضاء على التنظيم".
وأثنى على العلاقة "الممتازة" التي تربط الصناديد بسائر فصائل قوات سوريا الديموقراطية، بما فيهم القوات الكردية والقوات الأشورية.
موحدون ضد داعش
من جهته، اعتبر أحد المشاركين في حملة غضب الفرات، وحيد الخلف، المتحدر من بلدة خلف البيك في محافظة الرقة، أن "انضمام قوات الصناديد إلى قوات سوريا الديموقراطية مهم جداً ويعدّ نقطة تحوّل في مسار الحرب ضد تنظيم داعش".
وأوضح لديارنا أن أهميته تكمن في تفنيده لادعاءات داعش حول سوء العلاقة بين العرب والأكراد، لافتاً إلى أن التنظيم يحاول استمالة العشائر العربية إلى جانبه بحجة حمايتها من الأكراد.
وبالتالي، تابع، يعتبر وقوف أبناء العشائر جنباً الى جنب مع قوات سوريا الديموقراطية والتي تضم في صفوفها جميع المكونات العرقية، "ضربة كبيرة للتنظيم" تقوّض كل محاولاته لبث التفرقة.
وأضاف الخلف أن "توحيد القوات التي تقاتل داعش تحت مظلة غرفة عمليات مشتركة هو أمر ضروري وحيوي لتنسيق عملية تحرير منطقة الرقة".
وذكر أن "المنطقة شاسعة جداً وتحتاج لجهود جميع أبناء المنطقة لتغطيتها وحمايتها بشكل كامل".
وأردف الخلف أن انضمام العشائر إلى قوات سوريا الديموقراطية ودعم شيوخ العشائر لهذه القوات من شأنه أن "يريح العرب من أبناء المنطقة"، إذ يؤكد من جهة عدم إقصاءهم راهناً من هذه العملية ومن جهة أخرى"أنه لن يتم مستقبلاً إقصائهم".
وقال إن هذا الدعم يسرّع ويسهل عمليات إجلاء المواطنين من المناطق التي قد تشهد قتالاً خلال عمليات التحرير.
وأوضح أن قوات سوريا الديموقراطية اتبعت حتى الآن خلال تقدمها باتجاه مناطق سيطرة داعش سياسة إجلاء معظم المدنيين لضمان سلامتهم، وأمنت لهم ملاجئ مؤقتة لحين انتهاء العمليات العسكرية وعمليات التمشيط ومسح الألغام والمفخخات.
انضمام العديد من العشائر إلى قوات سوريا الديمقراطية
وفي السياق نفسه، أشار الصحافي السوري محمد العبد الله المقيم في القاهرة، إلى أن العديد من عشائر المنطقة حذت حذو قبيلة شمر وأعلنت وقوفها بشكل مطلق مع قوات سوريا الديموقراطية، ومنها قوات النخبة التابعة لتيار الغد السوري.
إلى هذا، أعلنت عشائر الرقة دعمها الكامل لقوات سوريا الديموقراطية، ودعت شباب المنطقة للإنخراط في صفوفها لقتال داعش.
وجاءت هذه الخطوة إثر اجتماع عقد في 16 كانون الثاني/يناير برئاسة الشيخ سعيد محمود الدبسة، وهو شيخ عشيرة الولدي التي تعتبر من أكبر عشائر الرقة، بحسب ما تابع.
وأضاف أن "دعم العشائر في المعركة ضد داعش أمر حيوي كونها تنتشر في معظم المناطق التي يسيطر عليها التنظيم".
يضاف إلى ذلك، وفقاً له، امتداد وجودها إلى خارج الحدود السورية ليصل إلى العراق وإلى الموصل تحديداً، كحال عشيرة الدهام.
وختم العبد الله مؤكداً أن التفاف أبناء الشمال السوري حول قوات سوريا الديموقراطية تحت "مظلة عسكرية موحدة، من شأنه أن يعزز الدعم التي تحظى به هذه القوات في المعركة التي تخوضها بهدف التخلص من تنظيم داعش".