تشهد مدينة الفلوجة حملة تنظيف واسعة النطاق تهدف إلى رفع ما خلفته سنتان من حكم تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) من نفايات وركام في شوارعها.
ويشارك في حملة التنظيف التي تستمر ثلاثة أشهر مجموعة من المنظمات المدنية والإنسانية ومتطوعون من شباب الفلوجة، وتسعى إلى تنظيف شوارع المدينة وساحاتها وطلاء الأرصفة وزرع الزهور والأشجار دائمة الخضرة.
وقال أحمد سالم من إدارة مديرية بلدية الأنبار في حديث لديارنا، إن الحكومة المحلية والبلدية خصصتا عدداً من العجلات والآليات والكابسات لنقل النفايات إلى مواقع الطمر الصحي خارج حدود المدينة، في خطوة تهدف إلى دعم الحملة التي ينفذها المتطوعون.
وأشار إلى أن" هذه الحملة من أهم الحملات الشبابية، وكان لها اثر إيجابي في دفع عدد كبير من أهالي الفلوجة للمشاركة فيها".
مجهود جماعي
بدوره، قال أحد منظمي الحملة محمد الراوي، إن "هذه الحملة التطوعية انطلقت بمشاركة منظمات مدنية وإنسانية وبدعم من أهالي الفلوجة، وليست مرتبطة بأي حزب سياسي أو كتلة حزبية".
وأضاف لديارنا أن هدف هذه الحملة هو تنظيف الفلوجة وإشراك الشباب في هذا العمل ودعم الجهد الذي تقوم به الحكومة في هذا المجال".
وتابع أن المؤسسات الحكومية تعمل دون كلل من أجل استئناف الخدمات وبسط الأمن بعد الدمار الواسع الذي تسببت به داعش.
ولفت الرواي إلى أن القوات العراقية أمنت المنطقة المحيطة بأكوام النفايات التي جمعت من أنحاء المدينة كافة، وفتشتهم بحثاً عن أي متفجرات من مخلفات الحرب قبل أن تقوم شاحنات النفايات بنقلها.
وأكد أن الكوادر البلدية وموظفي المياه والمجاري قاموا بتوزيع أكياس خاصة لجمع النفايات إلى أصحاب المنازل والمحال التجارية، ووضعوا حاويات كبيرة للنفايات في جميع أنحاء المدينة.
أما ابراهيم عواد الجميلي أحد منظمي الحملة، فقال إن بلدية الفلوجة وفرت ضمن هذه الحملة نوعين من الحاويات لجمع النفايات، منها ما هو حديدي ومنها ما هو بلاستيكي".
وأردف أن شباب الفلوجة ووجهاءها وحتى الكوادر التدريسية والطلبة شاركوا بشكل تطوعي في تنظيف أحيائهم ومدارسهم والأماكن العامة"، مضيفاً أن العمل جار لإصلاح عدد من بوابات شبكات المجاري المدمرة.
وذكر لديارنا أن "الحملة ستشمل جميع مناطق الفلوجة، وستطلق قريباً حملات تنظيف أخرى في سائر مدن الأنبار المحررة من تنظيم داعش".
من جانبه، قال صالح محمود النعيمي أحد المتطوعين في حملة تنظيف الفلوجة، إن "إعادة إعمار وتأهيل الخدمات والمشاريع وإعادة الحياة إلى الفلوجة، يجب ألا يقتصر على الجهد الحكومي فقط وعلى جميع المواطنين المشاركة فيه".
وأوضح لديارنا "أننا نحتاج اليوم لتكاتف الجميع لإعادة مناطقنا إلى سابق عهدها".
محو آثار حكم داعش
واعتبر أن "أهالي الفلوجة أظهروا تعاوناً كبيراً مع كوادر الحملة، إذ قاموا بجمع النفايات والأنقاض وساعدوا العجلات المخصصة على رفعها وزرعوا الأشجار والزهور في الساحات وعلى جوانب الأرصفة".
وأشار إلى أن حملة الفلوجة شملت أيضاً رفع اللافتات والمعالم التي تركتها داعش في المدينة وإعادة طلاء الأرصفة التي كان المتشددون قد طلوها باللون الأسود.
من جهته، وصف أحد أهالي الفلوجة حسن داود الشعباني، 44 عاماً، حملة تنظيف الفلوجة بأنها "ضخمة" وقال: "اعتراني شعور بالفرح وأنا أرى الشباب والرجال وهم يعملون على رفع النفايات وحتى أنقاض المنازل المدمرة وتوزيع أكياس جمع النفايات وتحديد مناطق وضعت فيها حاويات كبيرة".
وأضاف أن "المرحلة الحالية تحتاج إلى حملات أخرى لتنظيف المدارس وتأهيلها وفتح الطرق ومعالجة الحفر في الطرقات الرئيسية والفرعية التي حدثت جراء انفجار العبوات الناسفة والمفخخات التي استخدمتها داعش خلال السنوات الماضية".
وختم لافتاً إلى "أننا نحتاج إلى حملات شبابية تطوعية كحملة الفلوجة في سائر مدن الأنبار، على أن تدعمها الحكومة المحلية لتتمكن من المساهمة في إعادة الحياة إلى المحافظة".