يعمل عناصر مدربين تدريبا عاليا من القوات العراقية على منع تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) من استخدام أهالي الموصل دروعا بشرية من خلال انقاذ العائلات التي يحتجزها عناصر التنظيم رهائن.
وفي حادثة أخيرة في حي التميم شرق المدينة، اقتحم جنود من القوات العراقية أحد المنازل لإجلاء عائلة من سبعة أشخاص يحتجزها عناصر التنظيم رهينة.
ويروي رب الأسرة "أبو شاكر" لديارنا، وقد طلب عدم استخدام اسمه الحقيقي، هول ما عاشته أسرته المكونة من سبعة أفراد فجر 12 كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وقال "قام داعشيان باقتحام منزلي وحاولا استخدامنا كدروع بشرية قبل أن يتخذا من سطح المنزل مكانا لمهاجمة قوات الأمن".
وأضاف "احتجزونا في إحدى الغرف. كنت خائفا على أسرتي كثيرا وأحاول تهدئتهم".
ويضيف "ومع حلول الصباح هدأ صوت الرصاص وصار بعيدا. وفجأة سمعنا أحدا ينادي في المنزل: هل من أحد هنا؟ نحن أخوانكم في جهاز مكافحة الإرهاب. قتلنا الإرهابيين".
"وحال سماعنا ذلك صرخنا مستغيثين. وقام الجنود بكسر باب الغرفة وإنقاذنا".
ويكمل أبو شاكر "لم نتوقع أننا سننجو. نحمد الله ونشكر قواتنا على شجاعتها".
استراتيجية الجبناء
ويؤكد المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية العميد الطيار تحسين إبراهيم أن الاحتماء بالعائلات هو دليل على جبن عناصر داعش وخستهم.
وقال إن "الإرهابيين ليس لديهم دين أو رحمة وعقيدتهم الوحيدة هي القتل ولا غير القتل".
وزاد "هم يدركون أن قواتنا تحترم قواعد الاشتباك وملتزمة بحماية المدنيين انطلاقا من مسؤولياتها الوطنية وإيمانها بتطبيق مبادئ حقوق الإنسان التي تقرها اللوائح الدولية".
وأشار إبراهيم إلى أن التنظيم حاول وأكثر من مرة جّر قواتنا لقتاله في أكثر المناطق اكتظاظا بالسكان لإبطاء التحرير وكسب الوقت.
"وكان (تنظيم داعش) لا يتردد في تنفيذ أعنف الهجمات الانتحارية وسط الأحياء ونشر قناصته فوق أسطح المنازل وتفجير البيوت دون أن يأبه بوجود العائلات فيها"، وفق ما أشار.
وشدد على أن "قوات التحرير تقف بالمرصاد لكل أساليب داعش ، وتسعى لإبعاد الخطر عن الأهالي والتصدي لمحاولات استهدافهم والتخفي ورائهم".
ونوّه إبراهيم "جنودنا اكتسبوا خبرة واسعة بحرب الشوارع وكيفية إنقاذ الرهائن والمحتجزين وتوجيه الأهالي في مناطق النزاع نحو الممرات والمناطق الآمنة".
واستدرك بالقول إن القوات العراقية تنقذ يوميا عائلات كثيرة وتدحر الإرهابيين "وتلحق بهم الهزيمة تلو الأخرى".
الانجازات العسكرية تتواصل
وقال خلف الحديدي عضو مجلس محافظة نينوى لديارنا إن أداء القوات العراقية في ضمان سلامة الأهالي وإنقاذ المحاصرين اتسم بالدقة والكفاءة العالية.
وذكر "الإرهابيون لا يهتمون بحياة الناس في مناطق القتال ويتعاملون معهم بعنف ووحشية"، وأضاف "كانوا يقتحمون المنازل ويجبرون العائلات على البقاء في الأزقة والشوارع لتخفيف الضربات عليهم من البر والجو والتحرك بحرية".
ولفت الحديدي إلى أن "تنظيم داعش أوعز لعناصره استهداف سكان الأحياء المحررة انتقاما منهم لدعمهم القوات الأمنية وترحيبهم بها".
ونفذ التنظيم عدة هجمات انتحارية وقصفا عشوائيا بالهاونات على المدينة.
غير أن التقدم العسكري مستمر في كافة الاتجاهات، بحسب ما ذكر.
وزاد أن قوات التحرير وخلال المرحلة الثانية من معركة (قادمون يا نينوى) التي أعلن عن انطلاقها (أي المرحلة الثانية) في 29 من الشهر الماضي، استطاعت إبعاد مصادر النيران عن السكان ومكافحة اختراقات عناصر داعش.
وشدد على أن القوات العراقية تمكنت لغاية الآن من بسط سيطرتها على أغلب أحياء الساحل الأيسر للموصل وكان آخرها حي سومر والساهرون.
حماية المدنيين
وبدوره، يشير بنيان الجربا عضو اللجنة الأمنية بمجلس محافظة نينوى إلى أن "وجود مئات الآلاف من المدنيين المحاصرين في الموصل هو التحدي الأكبر في معركة تحرير المدينة".
ويتابع لديارنا "منذ اليوم الأول للمعركة عمدت داعش للعب على ورقة السكان لتأخير نهايتها فكانت تلجأ إلى احتجاز الأهالي والتخفي خلفهم".
وكثيرا ما تعمد التنظيم استهداف المدنيين بالعمليات الانتحارية وتفجير العبوات عليهم أثناء فرارهم وقصف منازلهم.
ويؤكد الجربا أن "القوات العسكرية كانت حذرة في كل عملية تقدم لها وحررت المئات من العائلات المحتجزة بعمليات نوعية وشجاعة".
وعلى الرغم من هذه التحديات فقد تمكنت القوات العراقية من تحقيق تقدم متواصل، بحسب ما قال.
ولفت إلى أن القوات العراقية تكافح حاليا لترسيخ الأمن بالمناطق المحررة وتمكين الجهات الحكومية والإنسانية من تقديم الخدمات للسكان، وزاد "داعش تخسر كل شيء والنصر يلوح".