ضبطت قوة من مديرية الاستخبارات العسكرية العراقية قطعا أثرية نفيسة في منزل مهجور جنوب شرق الموصل يعود لقيادي في تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش).
وذكر مسؤول إعلام المديرية علي الدهلكي أن القطع الاثرية عثر عليها بعد إخبارية من السكان المحليين تحركت على إثرها القوات الامنية.
وقال لديارنا: "وردتنا معلومات دقيقة من سكان محليين تفيد بوجود قطع أثرية في أحد المنازل قرب مدينة النمرود الأثرية".
وعلى الفور تحركت قوة من الاستخبارات العسكرية في الفرقة 16 التابعة للجيش العراقي لتفقد المكان"، مضيفا بأن المنزل يعود لأحد قادة داعش الذي فر بعد أن استعاد الجيش السيطرة على النمرود.
وقال الدهلكي "قامت القوة بمداهمة المنزل وعثرت على القطع وكان مجموعها 12 قطعة، ثلاث جرار فخارية وتسع قطع أخرى عبارة عن أجزاء من أحجار وألواح أثرية تعود للقرن الثالث عشر قبل الميلاد وسرقت من موقع النمرود بعد نسفه وتجريفه من قبل عناصر داعش".
ويضيف "فور عثورنا على هذه النفائس التي لا تقدر بثمن قمنا بنقلها لمكان آمن وسلمناها بعد ذلك إلى مديرية الآثار في محافظة نينوى".
وكانت القوات العراقية قد طردت عناصر داعش من مدينة النمرود الأثرية في ١٣ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بعد عامين من سيطرة التنظيم عليها.
وفي 6 آذار/مارس 2015 نشر التنظيم على شبكة الانترنت فيديو يظهر عناصره وهم يحطمون أيقونات أثرية في النمرود لثيران مجنحة وجداريات كبيرة بالفؤوس وبمثاقب كهربائية.
وبعد فترة أقدم المسلحون على تسوية بعض أنحاء المدينة بالأرض باستخدام الجرافات وفجروا براميل متفجرة في أنحاء أخرى.
قطع أثرية مسروقة
ويؤكد سعدي علي مسؤول موقع النمرود أن العثور على بعض القطع المسروقة من آثار النمرود يقدم دليلا واضحا على أهمية الآثار لداعش كإحدى مصادر تمويلهم الأساسية.
وقال لديارنا "داعش استباحت مدينة النمرود بالكامل. حوّلت كل شيء إلى أطلال".
وزاد "كان المكان يزخر بالتماثيل وبالقطع الأثرية التي تزن مئات الأطنان. كلها دمرت".
وقبل وبعد تفجيره وتجريفه، تعرض الموقع (النمرود) لعمليات نهب واسعة لقطع اثرية صغيرة من قبل عناصر داعش، وفق ما تابع.
ويوضح علي "سرقوا كل ما يسهل حمله وبيعه أما الموجودات الأثرية الكبيرة صار نصيبها النسف والهدم. ما تعرض له ذلك الإرث الحضاري الإنساني كان أمرا مخيفا ومحزنا جدا".
وشدد علي على الحاجة لجهود كبيرة من المجتمع الدولي لإعادة تأهيل المدينة الأثرية، مبينا أن "المهمة صعبة جدا".
واشار إلى أن "هناك قطع كبيرة ربما من السهل ترميمها لكن بعضها للأسف تهشمت بالكامل ومن الصعب استعادتها".
ولفت إلى أنه ليس هناك حاليا تصور واضح عن المسروق من الآثار والمدمر منها، داعيا إلى "تعاون الجميع لإرجاع ما فقدناه".
تقييم الأضرار
والآن وبعد طرد داعش من النمرود ، تستمر الجهود بتقييم الأضرار.
في 14 كانون الأول/ديسمبر، قام وفد من منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة (يونسكو) بزيارة النمرود لتقييم وتوثيق الأضرار واتخاذ الإجراءات المطلوبة للترميم والحماية.
وقالت المدير العام للمنظمة إيرينا بوكوفا، "إن الأونيسكو يعيد التأكيد على تصميمه الكامل للعمل مع السلطات العراقية لضمان حماية ما تبقى من آثار ووضع الأسس لإعادة تأهيل الموقع بشكل تدريجي".
واضافت أن "ذلك له أهمية كبرى لشعب العراق. إنه أمر أساسي للأمن والاستقرار في المنطقة، وهو مهم لتاريخ البشرية".
وقال عبد الرحمن الوكاع، عضو مجلس محافظة نينوى لديارنا إن "الأجهزة الأمنية استدلت على الآثار المسروقة من النمرود بناءً على بلاغات من مواطنين".
واعتبر أن ذلك "يدل على اهتمامهم بكنوزهم الأثرية ويعكس انسجامهم وثقتهم العالية بقواتهم المسؤولة عن حمايتهم".
ورجّح الوكاع أنه ومع التعاون المستمر للسكان واستمرار تحسن الوضع الأمني فلا بد من العثور على قطع أثرية في أوكار أخرى لداعش.
ونوّه بأن "ذلك التنظيم كان يتاجر بالآثار العراقية ويجني من عمليات تهريبها وبيعها أموالا طائلة"، وليس من المستبعد اكتشاف المزيد من المسروقات في مخابئ جديدة حيث لم يكن أمام عناصر داعش "متسعا للوقت للتصرف بها".
ولفت إلى أن مجلس المحافظة دعا الحكومة إلى الطلب من كل الدول والمنظمات المعنية المساعدة في استعادة الآثار التي نهبها تنظيم داعش من المحافظة خلال فترة سيطرته عليها.
وأكد الوكاع "نريد من العالم المساهمة المباشرة في الحفاظ على تراثنا الحضاري واعمار ما خربه الإرهابيون".
العراق أستبيح من زمن بعيد يعود إلى الطاغية صدام وما يجري الآن هو تولي دواعش المنطقة الخضراء العراق ليتبعهم دواعش الموصل والانبار والله أعلم من يأتي بعد هؤلاء .
الرد1 تعليق