أخبار العراق
أمن

القوات العراقية تلتزم المهنية والانضباط في قتال داعش بالموصل

خالد الطائي

عنصر في القوات العراقية يوجه الناس في حي المحاربين في الموصل للتجمع لاستلام المساعدات في 8 كانون الأول/ديسمبر. [محمد السامرائي/وكالة الصحافة الفرنسية]

عنصر في القوات العراقية يوجه الناس في حي المحاربين في الموصل للتجمع لاستلام المساعدات في 8 كانون الأول/ديسمبر. [محمد السامرائي/وكالة الصحافة الفرنسية]

أكد مسؤولون لموقع ديارنا أنه وعلى الرغم مما تشهده معارك تحرير مدينة الموصل من تحديات إنسانية إلا أن القوات العراقية تتخذ أقصى درجات الحذر والانضباط لتلافي وقوع خسائر بين المدنيين أو تعريضهم للخطر.

وأثنى سكان محليون تحدثوا لديارنا على بسالة القوات المحررة ومهنيتها العالية في إدارة محاور القتال ومهارتها في انتزاع المناطق من سيطرة عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش).

ويؤكد المواطن بلال عبد الله الذي يسكن في حي الانتصار بالموصل الذي حرر خلال تشرين الثاني/نوفمبر، أن قوات الجيش كانت في "قمة الإنسانية والالتزام بالمبادئ العسكرية".

وذكر لديارنا أن "أخلاق الجندي العراقي لا يعلى عليها"، حيث كان الجنود لا يردون على مصادر النيران التي يطلقها عناصر داعش من المنازل خوفا على سلامة الأهالي.

عنصر من القوات العراقية يوزع المساعدات على السكان العائدين إلى منطقة الحمدانية شرق الموصل. [حقوق الصورة لوزارة الدفاع العراقية]

عنصر من القوات العراقية يوزع المساعدات على السكان العائدين إلى منطقة الحمدانية شرق الموصل. [حقوق الصورة لوزارة الدفاع العراقية]

"وكانوا ينجحون في سحب عناصر داعش إلى الشوارع والأزقة وقتلهم دون إيقاع خسائر من المدنيين"، بحسب ما قال.

ويكمل عبد الله حديثه "وعندما تحرر حيّنا خرجنا من منازلنا واستقبلنا جنودنا الأبطال بالقبلات والزغاريد. كان ذلك أجمل ما عشته في حياتي كلها".

وزاد "الجيش يقوم اليوم بتقديم المواد الغذائية والماء لنا وإسعاف الأهالي المرضى والمصابين جراء القتال. وسعادتنا بالتحرير لا توصف".

ثقة عالية بالقوات العراقية

ويقول حسام الدين العبّار عضو مجلس محافظة نينوى إنه لمس ومن خلال متابعاته اليومية ولقاءاته مع أهالي المناطق المحررة بالموصل وجود "تفاعل إيجابي وثقة كبيرة بين المواطنين وقواتهم الأمنية".

ويضيف لديارنا "قبل انطلاق معارك التحرير حاولت داعش وبكل أدواتها الإعلامية إثارة الخوف بين الناس".

وأكد "لكن الحقيقة كان الأهالي بانتظار من يخلصهم من بطش الإرهابيين"، وتعززت ثقتهم بقواتهم عندما شاهدوا انضباطها العالي وحرصها الكبير على سلامتهم.

وتابع العبّار "كان الجنود لا يترددون لحظة واحدة في التضحية بأنفسهم حتى لا يصاب أي مواطن أو عائلة بمكروه ويتقاسمون حصصهم من الطعام والشراب مع الأهالي ويتسابقون في إسعاف المصابين. وهذا ما شاهدته أنا بنفسي".

ولفت إلى أن قوات التحرير حذرة في تقدمها فهي تريد أن تكون معركتها نظيفة وأن لا يقع ضحايا بين السكان المدنيين.

"وبالرغم من ذلك استطاعت قواتنا إحراز انتصارات كبيرة بتطهير أغلب أحياء الساحل الأيسر للموصل والتي كانت توصف بالساخنة حتى قبل اجتياح داعش للموصل".

واجب عسكري وانساني

ومن جانبه، اعتبر حسن العلاف نائب محافظ نينوى أن القطعات العسكرية في الموصل لا تنفذ مهاما عسكرية فحسب وإنما إنسانية أيضا.

وأوضح لديارنا "اليوم يقع على عاتق الجنود التصدي لعصابات داعش وفي الوقت ذاته حماية ومساعدة الأهالي وإغاثتهم وإخلاء الجرحى".

وأشار العلاف إلى أن القوات المحررة وجّهت جزءا كبيرا من طاقاتها للأغراض الإنسانية وخدمة المدنيين.

"وهي تعمل حاليا معنا كحكومة محلية ومع منظمات مدنية على توفير مياه الشرب للسكان بعد قيام داعش بإغلاق مشروع الماء الذي يجهز أحياء الساحل الأيسر ".

وشدد "قواتنا أثبتت كفاءتها ومقدرتها على تحمل كل الأعباء والتحديات. ورسالتها للأهالي أنها جاءت للقضاء على تنظيم داعش وتخليصهم من شره".

ويؤكد بدوره المتحدث باسم قيادة عمليات تحرير نينوى العميد فراس بشار صبري أن القوات العراقية تخوض معركة تحرير الموصل بحرفية قتالية مع مراعاة حقوق الإنسان.

وذلك بشهادة منظمات حقوقية عالمية ووسائل إعلام، كما ذكر.

واجب وطني وأخلاقي

وذكر لديارنا "قواتنا تدربت جيدا على فنون القتال وحرب الشوارع وأيضا على كيفية مساعدة وإغاثة الضحايا المدنيين وإنقاذهم، فهذا التزام وطني وأخلاقي تؤكد عليه كل المرجعيات العسكرية".

ولفت صبري إلى مواقف إنسانية كثيرة عاشها الجنود مع الأهالي في الموصل. وكان من بينها قيام أحد الضباط بتوليد سيدة حامل فاجأها المخاض أثناء محاولة الجيش تخليصها من داعش.

"وكتب الله للأم ووليدها السلامة"، بحسب ما قال.

وتابع صبري "وفي موقف آخر رصدنا مكالمة عبر اللاسلكي لانتحاريين أثنين كانا يحتجزان عائلة وينويان تفجير أنفسهم وسط أفرادها (أي العائلة) إذا حاصرهم الجيش".

وتابع "وعلى الفور توجه أربعة جنود للمكان وشاغلوا الانتحاريين بالنيران الكثيفة وأنقذوا العائلة المحاصرة".

واستدرك "وهناك قصص كثيرة لا تحصى وتدل على مهنية وشجاعة قواتنا والتزامها بالضوابط الإنسانية".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500