أخبار العراق
إرهاب

حرق داعش للآبار النفطية يزيد معاناة المدنيين العراقيين المحررين

علاء حسين من بغداد

مواطن عراقي يمشي في شارع يغطيه الدخان بعد أن أضرمت ʼالدولة الإسلامية في العراق والشامʻ (داعش) النار على أحد الآبار النفطية في منطقة القيارة جنوب الموصل في أواخر شهر تشرين الثاني/أكتوبر 2016. [ياسين أكغول/وكالة الصحافة الفرنسية]

مواطن عراقي يمشي في شارع يغطيه الدخان بعد أن أضرمت ʼالدولة الإسلامية في العراق والشامʻ (داعش) النار على أحد الآبار النفطية في منطقة القيارة جنوب الموصل في أواخر شهر تشرين الثاني/أكتوبر 2016. [ياسين أكغول/وكالة الصحافة الفرنسية]

قال سكان محليون لموقع ديارنا إن الدخان الذي تصاعد من الآبار النفطية التي أحرقها تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، لا يزال يملأ سماء المناطق المحيطة بالقيارة بعد مرور أكثر من شهرين على طرد القوات العراقية لعناصر التنظيم منها.

وذكر مسؤولون عراقيون أن الدخان الكثيف الناتج عن الحرائق التي أضرمتها داعش عند انسحابها من المنطقة إلى جنوب شرق الموصل ، كان يهدف إلى تشكيل حاجب يساعد في حماية عناصر التنظيم من غارات القوات العراقية والتحالف.

وأوضحوا أن هذا الأمر لم ينجح، قائلين إنه لم يؤدي إلا إلى زيادة المعاناة التي أجبر السكان على احتمالها تحت حكم التنظيم.

وأشار أهالي القيارة إلى أنه بالإضافة إلى الدخان الأسود، تكوّن السخام على الأشجار والملابس والجدران وحتى على جلود المواشي والخراف، ويتسبب الدخان المتبقي بحالات اختناق وسعال.

وذكروا أن كبار السن والمرضى هم الأكثر تضرراً من هذه الحالات.

في هذا السياق، قال أبو نضال وهو أحد سكان القيارة وطلب استخدام اسم مستعار خوفاً على سلامته، "ما أن شعر الإرهابيون أنهم خسروا المعركة، حتى أحرقوا الآبار وفروا".

وأضاف لديارنا "لقد تركونا نعاني من هذه الأزمة الخانقة".

ولفت إلى أن الأمر لم يقتصر على الهواء الملوث الذي تسبب به الدخان، إذ سال النفط المحترق في الشوارع وسدّ الطرقات وبعث بروائح كريهة.

ويشتكي الأطفال من عدم القدرة على النوم ليلاً، قائلين إن السخام يصعّب عليهم التنفس، في حين ذكرت أمهات أن ملابس عائلاتهم تتخذ لوناً أسود كل اليوم، ويعود السخام ليكسوها بعد غسلها فيما هي على حبل الغسيل.

إصابات صحية خطيرة

وقال المتحدث الإعلامي باسم وزارة الصحة العراقية أحمد رديني لديارنا، إن للتلوث الناتج عن حرق الآبار النفطية أضراراً جسيمة على الصحة العامة.

وأشار إلى أنه قد يكون له آثار قصيرة المدى كحالات الحساسية وضيق التنفس نظراً لازدياد نسبة التلوث الجوي، إضافة إلى آثار بعيدة المدى كسرطان الرئة والتليف الرئوي.

ولفت إلى أنه بالإضافة إلى الدخان المتصاعد من حريق الآبار النفطية، ثمة دخان في الجو سببه حرق معمل كبريت المشراق .

وذكر أنه بعد هذا الحادث، أصيب نحو 500 شخص بحالات اختناق نقلوا على أثرها إلى المستشفيات في المدن القريبة حيث تلقوا العلاج بالأوكسجين.

وأكد أن "وزارة الصحة استنفرت كافة كوادرها لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية".

وأضاف أنه تم تزويد ثلاثة مستشفيات وتسعة مراكز صحية في محافظة نينوى بكل مستلزمات ومعدات معالجة حالات تنشق الدخان.

وبيّن أن الوزارة تنسّق أيضاً مع وزارة الصحة في الإقليم الكردي والدوائر الصحية في كل من محافظتي صلاح الدين وكركوك من أجل معالجة هذا النوع من الحالات.

إخماد الحرائق

بدوره، قال المتحدث باسم وزارة النفط عاصم جهاد لديارنا، إن الوزارة تحركت بشكل مباشر حال تحرير مدينة القيارة لإطفاء الآبار المشتعلة.

وأشار إلى أن فرقاً فنية وهندسية متخصصة من شركة نفط الشمال عملت بالتنسيق مع الفرق الأمنية ونجحت في إخماد النيران في عدد من الآبار.

وذكر أن الفرق عملت أيضاً على منع تسرّب النفط في شوارع وسواقي المدينة وفي أحيائها السكنية.

ولم يخفِ جهاد صعوبة المهمة.

فكشف أن داعش قامت "بتفخيخ رؤوس الآبار والمناطق المحيطة بها، الأمر الذي جعل العمل معقداً إلى حد كبير وأخّر بعض شيء إنجاز المهمة".

وأكد أن فرق الوزارة تواصل عملها لإطفاء ما تبقى من الآبار وقد عززت كوادرها بفرق جديدة، إلا أن بعض الآبار تقع في مناطق تشهد اشتباكات عسكرية ولا يمكن بعد العمل فيها.

وتابع أن الأضرار لا تقتصر على ما وقع من خسائر بيئية وصحية، بل تشمل أضراراً كبيرة لحقت بالاقتصاد العراقي طيلة السنوات التي سيطر خلالها تنظيم داعش على الحقول النفطية وما تلاها من إحراق لهذه الثروة الوطنية المهمة.

تقدم العمليات العسكرية

وأشار إلى أن "الوزارة لا تمتلك حالياً إحصاءً دقيقاً عن حجم الخسائر المادية إلا أنها ستعمل حال الانتهاء من إخماد النيران على حصر مدى الخراب الذي خلفه التنظيم وحجم الخسائر المادية التي تسبب بها للبلاد".

ولكنه أكد قائلاً "أوقفنا تهريب النفط إلى الأبد ونعمل على وقف احتراقه وبذلك نكون قد انهينا مسألة الهدر في الثروة الوطنية العراقية".

وفي هذا الإطار، قال قائد عمليات نينوى اللواء الركن نجم الجبوري لديارنا، إن حرق داعش للآبار النفطية "لن يؤثر بالمطلق على سير العمليات العسكرية لتحرير الموصل".

وأضاف "كما أنها لم ولن تؤثر مطلقاً على أداء القوات الجوية في المعركة".

وأعلن أن الجيش العراقي يحرز تقدماً لافتاً في معارك تحرير الموصل من دون أن تعيقه عمليات إحراق الآبار، لافتاً إلى أن الحرائق اقتصرت على المنطقة الممتدة بين القيارة والشورة.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500