أخبار العراق
تربية

إعادة فتح المدارس في الرمادي والفلوجة بالرغم من التحديات

علاء حسين من بغداد

وضع المدارس في محافظة الأنبار هو من التحديات الأساسية التي تواجهها السلطات. وكانت هذه المدرسة التي صُوّرت عام 2015 في حي الكرمة بمحافظة الأنبار والمغطاة بثقوب الرصاص، تُستخدم كقاعدة لمقاتلي تنظيم ʼالدولة الإسلامية في العراق والشامʻ (داعش). [أحمد الربيعي/وكالة الصحافة الفرنسية]

وضع المدارس في محافظة الأنبار هو من التحديات الأساسية التي تواجهها السلطات. وكانت هذه المدرسة التي صُوّرت عام 2015 في حي الكرمة بمحافظة الأنبار والمغطاة بثقوب الرصاص، تُستخدم كقاعدة لمقاتلي تنظيم ʼالدولة الإسلامية في العراق والشامʻ (داعش). [أحمد الربيعي/وكالة الصحافة الفرنسية]

قال مسؤولون لموقع ديارنا إنه بالرغم من التحديات الكثيرة التي يواجهها قطاع التربية في مدينتي الرمادي والفلوجة في محافظة الأنبار، عاد الطلاب إلى المقاعد الدراسية في بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر بعد توقف دام سنتين.

وذكروا أنه خلال فترة سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) على المدينتين، فرض التنظيم منهجه التعليمي المبني على أيديولوجية تدعو إلى العنف. ونتيجةً لذلك، رفض العديد من الأهالي إرسال أولادهم إلى المدرسة.

وأعادت الحكومة العراقية سيطرتها على المدينتين بعد معارك عنيفة انتهت بتحرير الرمادي في كانون الأول/ديسمبر وتحرير الفلوجة في حزيران/يونيو.

ومنذ ذلك الحين، شُنّت حملات مكثفة لإعادة الاستقرار والخدمات قبل عودة النازحين.

أعادت الحكومة العراقية بناء المدارس في الفلوجة لاستيعاب الطلاب العائدين بعد أن أُلحقت الهزيمة بتنظيم ʼالدولة الإسلامية في العراق والشامʻ (داعش). [حقوق الصورة لوزير التربية العراقية محمد إقبال]

أعادت الحكومة العراقية بناء المدارس في الفلوجة لاستيعاب الطلاب العائدين بعد أن أُلحقت الهزيمة بتنظيم ʼالدولة الإسلامية في العراق والشامʻ (داعش). [حقوق الصورة لوزير التربية العراقية محمد إقبال]

المدارس تعيد فتح أبوابها رغم التحديات

وقال العضو في مجلس محافظة الأنبار عذال الفهداوي لديارنا إن حكومة الأنبار المحلية تمكنت من مواجهة العديد من التحديات التي وقفت في وجه التعليم، مما سمح بانطلاق العام الدراسي الجديد في الوقت المحدد.

وذكر أن "أبرز المشاكل التي تواجه العام الدراسي الأول في الرمادي بعد هزيمة داعش هي الأبنية المدرسية، حيث خسر قضاء الرمادي وحده 39 مدرسة دُمرت بالكامل نتيجة المعارك".

وأضاف أن الأضرار في بقية المدارس تراوحت بين 30 و90 في المائة.

ولفت إلى أن أكثر من 50 مدرسة دُمرت في الموصل بعد سيطرة داعش على المدينة.

وأشار إلى أن "المحافظة تجاوزت هذه المشكلة بدمج أكثر من مدرسة في بناية مدرسية واحدة"، مما أدى إلى استقبال طلاب من أربعة أو خمسة مدارس مختلفة في بعض المباني في دوامات متتالية. وبذلك، قُلّصت ساعات الدوام الدراسي إلى ثلاث ساعات يومياً كحد أقصى.

وأوضح الفهداوي أن من التحديات الأخرى، نقص المدرسين إذ بعضهم لا يزال مهجراً، لافتاً إلى أن ثمة مناطق كجزيرة الخالدية والطاش والعنكور لم يتم تطهيرها بالكامل بعد من مخلفات الحرب وهي بالتالي ليست آمنة بعد لعودة الأهالي النازحين.

وقال إن مديرية التربية في المحافظة اتخذت بعض التدابير للتعويض عن النقص على مستوى الكوادر التدريسية، ومنها تنفيذ عمليات نقل إدارية بين مختلف مدارس المحافظة.

محاكمة المعلمون التابعون لداعش

وذكر الفهداوي أن المعلمين الذين تعاونوا مع داعش خلال فترة سيطرتها على المحافظة "سيكون مصيرهم السجن والمحاكمة العادلة".

وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية قد ضبطت بالفعل عدداً من أولئك المعلمين "أثناء تحرير مدينتي الرمادي والفلوجة وقد اعتُقلوا بتهمة التعاون مع تنظيم إرهابي".

وكشف أن مديرية التربية في الأنبار ستقوم أيضاً بفصل كل معلم يثبت القضاء تعاونه مع داعش أو تدينه المحاكم بتهم تتعلق بالإرهاب، بموجب المادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب العراقي.

وأكد الفهداوي أن "لا مكان للأفكار المتطرفة والإرهابية في مستقبل محافظة الأنبار".

وشدد على أن "الجيل الجديد لا بد أن يتربى على قيم التسامح والتآخي وقبول الآخر".

إعادة تأهيل المدارس

بدورها، كشفت هديل العامري الناطقة باسم وزارة التربية العراقية، أن الوزارة أنجزت مؤخراً أعمال إعادة تأهيل عدد من المدارس في المناطق المحررة من تنظيم داعش في محافظة الأنبار قبيل انطلاق العام الدراسي الجديد.

ولفتت إلى أن "الوزارة أهّلت 79 مدرسة في الرمادي و50 مدرسة أخرى في الفلوجة وناحية الصقلاوية [المجاورة]".

من جانبه، أكد قائم مقام الفلوجة عيسى الساير أنه تمت إعادة تأهيل المدارس في أحياء الشرطة والضباط والحي العسكري شمالي الفلوجة وقد بدأت تستقبل الطلاب للعام الدراسي الجديد.

وبيّن في حديث لديارنا أن "السلطات المحلية في القضاء تعمل حالياً على تهيئة المدارس الأخرى المنتشرة في الأحياء الجنوبية من المدينة لتكون جاهزة لاستقبال طلبتها في وقت لاحق من العام الحالي".

وأكدت العامري في هذا السياق أن "العلم والمعرفة خير رد على الإرهاب والجهل والظلم".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500