لم تمض سوى أيام قليلة على تحرير القوات العراقية لمدينة الشرقاط من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، حتى بدات الحياة الطبيعية تدبّ فيها.
وأكد الأهالي لديارنا، أن المدارس فتحت أبوابها هذا الأسبوع وعاد موظفو القطاع العام إلى ممارسة عملهم وباتت الأسواق تضج بالحركة، كما عادت المياه والخدمات الصحية إلى سابق عهدها.
وقال قائم مقام المدينة علي دودح لديارنا، إن قوات الجيش والعشائر تمكنت يوم 22 أيلول/سبتمبر من تحرير الشرقاط بعد "عملية خاطفة".
وأضاف "كانت عملية التحرير فريدة من نوعها فلم تستغرق مدة طويلة ولم تخلف موجة نزوح كبيرة، فأغلب العائلات التزمت منازلها حسب توجيهات القيادات الأمنية".
لا خوف بعد الأن
وأكد دودح أن الأضرار في المنشآت العامة كانت محدودة إذ أن المدارس الموجودة بالمدينة وعددها ١٦٢ مدرسة والمستشفى العام والمراكز الصحية والدوائر البلدية كلها سليمة ولا تحتاج لأعمال تأهيل كبيرة.
وذكر أن هناك بعض المنشآت فقط التي فجرها الإرهابيون في الفترة التي أعقبت اجتياحهم للمدينة قبل عامين، حيث طال التدمير مقرات للشرطة ومبنى القائممقامية وكلية التربية الأساسية وإعدادية الصناعة.
ولفت إلى مباشرة مختلف القطاعات الحكومية بعمليات إعادة الإعمار.
وقال: "بدأنا بتشغيل محطة ماء الشرقاط بكامل طاقاتها وتصل الآن مياه الشرب إلى كل أنحاء المدينة".
وتابع: "هناك عمل مكثف لتصليح شبكات الكهرباء المتضررة وخلال أيام سنتمكن من إعادة الطاقة الكهربائية الوطنية لجميع المنازل".
في غضون ذلك، استأنفت الشرطة وقوات الدفاع المدني عملها في تأمين الحماية للمواطنين، فضلا عن بدء عودة الكوادر الطبية والصحية والخدمية.
وأشار دودح إلى أن "الحياة عادت إلى طبيعتها بسرعة، فالأسواق والمحال التجارية فتحت أبوابها والنَّاس عادوا لمصالحهم وممارسة شؤونهم اليومية دون خوف من بطش واستبداد الإرهابيين".
وأردف أن فرحة السكان بتحرير مدينتهم وخلاصهم من حكم داعش كانت "لا توصف".
"فالأهالي المحاصرين استقبلوا قواتهم الأمنية بالتحيات والزغاريد، والإرهاب الذي جثم على صدورهم طيلة الفترة الماضية أصبح من الماضي"، حسبما أضاف.
عودة الأهالي النازحين
ومنذ منتصف شهر حزيران/يونيو، نزحت من الشرقاط أكثر من 12 ألف عائلة متوجهة إلى مراكز النزوح بالقرب من تكريت، بعد أن صعّدت داعش عدوانها ضدهم مع اقتراب القوات العراقية.
وأكد دودح عودة 500 عائلة منهم، متوقعا أن تتسارع وتيرة عودة النازحين بشكل تدريجي.
بدوره، قال الشيخ جاسم الجبارة رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين لديارنا، إن "مدينة الشرقاط تنعم حاليا بالأمان والاستقرار، إذ أن القوات الأمنية وأبناء العشائر من اللواء 51 يفرضون سيطرتهم بالكامل على أحياء المدينة كافة".
وأوضح لديارنا أن "قواتنا اليوم تلاحق العدو في الجهة الشرقية من الشرقاط عبر نهر دجلة، وكثّفت انتشارها وجهود المراقبة هناك لصدّ أي محاولات تسلل للإرهابيين".
وأشار إلى أن الجهد العسكري الهندسي فكك أكثر من ٤٠٠ عبوة ولغم زرعها مسلحو داعش أثناء انسحابهم من المدينة، لافتا إلى أن "الشرقاط باتت الآن مؤمنة كليا من المتفجرات".
استئناف الخدمات
ونوه جبارة أن مواد الإغاثة والمشتقات النفطية بدأت بالتدفق إلى المدينة، وتمّ إصلاح بعض شبكات الكهرباء واستئناف العمل بالمراكز الصحية.
وقال الجبارة إن القوات الأمنية باشرت عملية تسجيل العائلات الموجودة في المدينة والتدقيق في بياناتها لردع أي محاولة تسلل.
وأضاف أن "السكان يعيشون الآن تحت مظلة القانون وحياتهم تعود شيئا فشيئا إلى طبيعتها".
أما حردان لفته، عضو مجلس محافظة صلاح الدين، فأكد أن القوات الأمنية حققت "انتصارا باهرا" في الشرقاط.
وقال لديارنا إن "معركة التحرير وفضلا عن سرعة إحراز النصر فيها، لم تشهد خسائر بين صفوف المدنيين والقوات المحررة أو في البنى التحتية، ما يجعلها واحدة من أنظف المعارك".
وتابع لفته أن الجهود تنصب الآن على إعادة الاعمار.
وختم بالقول: "نحتاج في هذه المرحلة إلى دعم ومساعدة كل الجهات الحكومية والدولية لإزالة مخلفات داعش والنهوض بالمحافظة".