أكملت الحكومة العراقية المرحلة الأولى من خطتها الوطنية لتطهير مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار من المخلفات المتفجرة التي تركها تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش).
ونتيجة لتلك الجهود، أكد مسؤولون محليون لديارنا، أن آلاف العبوات المتفجرة، والسيارات المحترقة والردم أزيلت من شوارع الأنبار تمهيدا لاستقبال سكانها النازحين.
وقامت فرق عراقية بتفتيش المنازل لضمان خلوها من المتفجرات.
وقال عضو مجلس محافظة الأنبار محمد ياسين لديارنا إن القوات الأمنية ومعها الدوائر الحكومية المعنية أنجزت تأهيل أحياء شمال المدينة استعدادا لعودة السكان النازحين.
وأوضح ياسين أن تلك الأحياء هي الحي العسكري الأول والثاني والشرطة والضباط والمعلمين والوحدة وتقاطع الحضرة المحمدية والجغيفي والشارع الجديد..
وبعد تحرير المدينة من داعش، بحسب ما ذكر، أطلقت القوات الأمنية والوزارات المعنية خطة لإزالة مخلفات الحرب.
وإضافة إلى أعمال تنظيف الشوارع والتأكد من إزالة العبوات غير المتفجرة، تقضي الخطة بتأهيل الفلوجة وإعادة الخدمات إليها استعدادا لاستقبال الأسر العائدة.
وتابع ياسين أنه تم إنجاز المرحلة الأولى من الخطة، وأصبح القاطع الشمالي من الفلوجة من المناطق التي باتت "مؤمنة بشكل جيد من المتفجرات وفيها خدمات، وهي جاهزة لاستقبال سكانها النازحين".
ولفت ياسين إلى المباشرة بأعمال التنظيف والإعمار في الجزء الجنوبي من الفلوجة ضمن المرحلة الثانية من خطة العمل الوطنية.
وقال "بدأت آليات رفع المخلفات التابعة لوزارات الإعمار والصناعة والنفط والدوائر البلدية بالعمل في الأحياء السكنية الواقعة جنوب الفلوجة".
"ونأمل خلال شهر من الآن إتمام عملية تأهيل المدينة بالكامل ويكون كل شيء جاهز أمام المواطنين الراغبين بالعودة"، حسب ما أشار.
عودة السكان النازحين
ونوّه ياسين أن عمليات إعادة النازحين إلى الفلوجة وتحديدا إلى مناطق الكرمة والصقلاوية والنساف والحصي بدأت مطلع شهر أيلول/سبتمبر عقب تطهيرها من العبوات والألغام.
وزاد "خلال الأيام المقبلة سنباشر بإعادة النازحين وعلى شكل وجبات إلى مركز المدينة (الفلوجة)".
من جانبه، أكد عيسى الساير قائم مقام الفلوجة لديارنا إن جهود إعمار المدينة تتواصل بوتيرة سريعة.
وذكر "حققنا تقدما جيدا ضمن خطة إعمار الفلوجة، وباتت نصف أحياء المدينة تقريبا مهيأة لعودة ساكنيها".
وأضاف أن قوات الجيش والدوائر الحكومية تمكنت من إزالة جميع مخلفات داعش وفتح الطرق الرئيسة والفرعية.
وتابع الساير "كما بدأنا بإعادة ضخ الماء للمنازل وإصلاح خطوط ومحولات الكهرباء المتضررة وتأهيل الطرق والقطاعات الخدمية الأخرى وتهيئة المدارس لاستقبال أبناء النازحين".
ويشير إلى أن أعمال التأهيل انتهت في أحياء الفلوجة الشمالية، وهناك استعدادات للمباشرة بإرجاع العائلات النازحة لديارها.
ولفت إلى أن القوات الأمنية لا تزال تعمل في الناحية الجنوبية من المدينة لتفكيك العبوات الناسفة.
جهود مستمرة
وأوضح الساير أنه بمجرد تأمين أي منطقة من المتفجرات، يتم المباشرة فورا بتنظيفها من الأنقاض وإصلاح المشاريع الخدمية المتضررة فيها.
بعدها، وفق ما قال، يرحب بعودة الأهالي النازحين.
هذا وشدد على أن "عمليات إعادة النازحين إلى مناطق أطراف الفلوجة مستمرة"، لا سيما وأن الفرق العسكرية والبلدية تطهر المزيد من المناطق.
وفي ذات الصِّلة، قال فرحان العبيدي عضو مجلس محافظة الأنبار لديارنا إن الحكومة تسخر كل طاقاتها للإسراع في إعمار الفلوجة وتسريع عودة ساكنيها.
وأضاف أن "المخلفات والعبوات التي تركها الإرهابيون كانت كبيرة وكانت تحتاج لوقت طويل لإزالتها وإصلاح الأضرار الحاصلة في البنية التحتية"، "لكن مع الجهود المشتركة لقوات الأمن والقطاعات الحكومية تخطينا الكثير من التحديات والمصاعب".
وشدد على أن هناك عمل أمني وخدمي كبير أنجز داخل الفلوجة وضواحيها كانت من نتائجه المباشرة بإعادة النازحين.
وقال العبيدي "نتمنى من جميع المنظمات ودول العالم مساعدتنا على إنجاز عمليات إعادة الإعمار في مدننا والمساهمة في تلبية احتياجات السكان العائدين".