تقوم الفرق الهندسية منذ تحرير مدينة منبج شمال سوريا بنزع العدد الكبير من الالغام والعبوات الناسفة التي زرعها تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش).
وقال عناصر ينتمون إلى الفرق الهندسية المختصة بتفكيك الالغام التابعة لقوات مجلس منبج العسكري، إن التنظيم زرع الألغام والعبوات على طول الطرقات والحقول الزراعية وفي المنازل.
وأضافوا أنه تم تفكيك ألغام زرعت داخل الاواني المنزلية والبرادات والغسالات والأسرّة والارائك، في إشارة إلى أن ذلك يهدف لإلحاق خسائر في صفوف المدنيين.
وقال سنان قامشلو وهو قائد مجموعة قوات سوريا الديمقراطية لكشف الالغام في مدينة منبج، لديارنا إن قوات مجلس منبج العسكري وقوات سوريا الديمقراطية وباقي القوى المشاركة بعملية تحرير منبج وضعت يدها على عشرات المستودعات التي تحتوي على ألغام ومفخخات.
وأشار إلى أن العبوات كانت تحوي القطع الحديدية المقطعة بطريقة مسننة والمسامير.
وأوضح أنه "تم تجهيزها من قبل عناصر التنظيم لزرعها في المنطقة"، إلا أنه وبسبب "سرعة تقدم القوات [المحررة] افشلت عملية الزرع".
وتم وضع اليد في هذه المستودعات على مئات الكيلوغرامات من المواد الكيميائية التي تستعمل لتصنيع المتفجرات، بالاضافة إلى عشرات الاحزمة الناسفة التي يرتديها مقاتلو التنظيم خلال المعارك، وفق ما ذكر.
استهداف المدنيين
وأضاف أنه تم نشرالعبوات والالغام بهدف إسقاط أكبر عدد من المواطنين الرافضين الخضوع لحكم تنظيم داعش، و"تأخير وإعاقة تقدم" القوات المحررة.
ومن خلال هذا التكتيك، تضطر تلك القوات إلى التقدم البطيء بمرافقة خبراء الالغام والفرق الهندسية حتى يتم الكشف على الطرقات المراد استعمالها.
من جانبه، أفاد عبد الفتاح نصرالدين وهو من عناصر من كتائب شمس الشمال المشاركين بالحملة على منبج، لديارنا "أن الاخطار تستمر وبشكل كبير".
وذلك بسبب وجود آلاف الالغام التي زرعها داعش داخل المدينة وريفها وعلى أطراف المنطقة "وخصوصا المعابر التي قد يستعملها المدنيون للهروب الى المناطق المحررة"، بحسب ما قال.
وأضاف نصر الدين أن العديد من المواطنين تعرضوا للإصابات البليغة وبتر الاطراف والموت بسبب حوادث تتعلق بانفجار ألغام.
حيث تم تفخيخ المنازل من الداخل بشكل تنفجر معه الالغام عند استعمال اي قطعة من الاثاث، كالثلاجات مثلا التي تم تفجير العديد من مفخخاتها والتي وضعت بطريقة تنفجر عند محاولة فتح بابها.
وعن عدد القتلى والمصابين بسبب الالغام قال نصر الدين إنه من غير الممكن حصر العدد بشكل دقيق حاليا بسبب المساحة الكبيرة للجبهة المفتوحة مع داعش وانتشار المدنيين المصابين على عدة مستشفيات ومراكز طبية ميدانية.
وتابع "إلا انه تم احصاء ما لا يقل عن 200 إصابة للآن وسقوط أكثر من 40 قتيلا"، مشيرا إلى أن الحالات البسيطة يتم التعامل معها في المستشفيات المتنقلة والميدانية، اما الخطيرة فيتم نقلها اجمالا إلى مستشفى كوباني.
استمرار عمليات نزع الالغام
ولفت نصر الدين إلى أن عددا كبيرا من المصابين هم من الاطفال، فيما العديد من الجثث لا تزال في الحقول القريبة من المدينة والذين سقطوا اثناء محاولتهم الهروب، ويستحيل حاليا سحبها بسبب المعارك المستمرة.
بدوره، قال مصطفى شيلان من الفريق الهندسي التابع لوحدات الحماية الكردية المكلف بإزلة الالغام، والذي يعمل حاليا بالتنسيق مع قوات مجلس منبج العسكري، لديارنا إن المجموعات الهندسية المختصة تمكنت حتى الآن من تفكيك أكثر من 7000 لغم وعبوة ناسفة في مناطق مختلفة من منبج والاراضي الزراعية التي تحيط بها.
وأكد شيلان أن ارتفاع عدد المصابين والقتلى بسبب بالالغام يأتي نتيجة قرار داعش بتفخيخ أغراض منزلية مثل تفخيخ اباريق القهوة والشاي والعاب الاطفال والبرادات والغسالات.
وأضاف بأنه "تم تفكيك ألغام تم زرعها في الاسرة او الكنبات والتي من المفترض ان تنفجر لدى الجلوس عليها، كما تم تفكيك بعض العبوات الموصولة باجهزة حساسة جدا والتي تنفجر عند اي صوت مرتفع".
وأوضح شيلان أن القوات الأمنية وعدد من الفرق الهندسية تسعى إلى تعميم خطر الالغام على المواطنين والاهالي الذين يريدون العودة إلى منازلهم.
وقال "إن القرار اتخذ بعدم السماح بالعودة الى المناطق المحررة الا بعد التاكد من خلوها من الالغام والمفخخات وانهاء الفرق المختصة لعملها".
وأشار إلى أن العملية قد تستغرق وقتا طويلا بسبب طبيعة المنطقة وتوزع الحقول والمناطق السكنية على مسافات واسعة جغرافيا.