أخبار العراق
إرهاب

أهالي الموصل يشتبكون مع عناصر داعش مع اقتراب الجيش العراقي

خالد الطائي

قائد عمليات نينوى اللواء نجم الجبوري (وسط) ومسؤولين عسكريين آخرين يرفعون شارة النصر بعد افتتاح جسر في القيارة جنوب الموصل. [حقوق الصورة لصفحة الجبوري على فيسبوك]

قائد عمليات نينوى اللواء نجم الجبوري (وسط) ومسؤولين عسكريين آخرين يرفعون شارة النصر بعد افتتاح جسر في القيارة جنوب الموصل. [حقوق الصورة لصفحة الجبوري على فيسبوك]

مع اقتراب القوات العراقية من تخوم الموصل تشهد مناطق مختلفة من المدينة اشتباكات وتحركات شعبية مناهضة لوجود عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش).

وأكد مسؤولون محليون يوم الاثنين، 18 تموز/يوليو، أن مواجهات عنيفة اندلعت خلال الأيام الماضية بين عناصر داعش ومئات الشبان المناوئين للتنظيم في جنوب الموصل.

وأشار عضو مجلس محافظة نينوى، عبد الرحمن الوكاع إلى أن المواجهات بدأت أولا في منطقة القيارة عندما قام عدد من الشبان بإحراق منازل لعناصر داعش، وسرعان ما امتدت إلى منطقة "حمام العليل" التي دارت فيها اشتباكات مسلحة.

وأوضح الوكاع في حديثه لديارنا أن "الشبان المنتفضين اجبروا الكثير من الإرهابيين على التراجع والانسحاب من ساحات المواجهة".

وقال "الأمور خرجت من سيطرة تنظيم داعش الذي يعيش حاليا حالة انكسار حقيقي"، ونوّه بأن "سطوة ونفوذ تنظيم داعش على السكان المحليين في القيارة وحمام العليل تهاوت للغاية".

وأضاف أن الأهالي بدأوا يتجاهلون العديد من أحكام وفتاوى داعش في المدينة، "حيث بدأ الرجال يدخنون السجائر علانية ولا يرتدون الأزياء التي تفرضها عليهم داعش والنساء خلعن النقاب".

ولفت الوكاع إلى أن تقدم القوات الأمنية نحو الموصل من جهة الجنوب ووصولها إلى مشارف القيارة شجّع الناس على حمل السلاح بوجه داعش والانتفاضة عليها.

الأهالي يسعون للانتقام

ومن جهته، أكد علي خضير عضو مجلس محافظة نينوى أن انتفاضة الأهالي على داعش في القيارة وحمام العليل، تمثل "رسالة دعم وإسناد معنوي للقوات الحكومية المتقدمة لتحرير الموصل".

وقال خضير لديارنا إنه مع وصول قطعات الجيش لمشارف الموصل، أحرق المواطنون مقرات داعش واشتبكوا مع عناصر التنظيم بالسلاح وأجبروا العديدين على الهرب.

وأشار إلى أن تنظيم داعش "أذاق هؤلاء السكان شتى صنوف القمع والاضطهاد، فقد قتل خلال العامين الماضيين من مناطق جنوب الموصل لوحدها ما لا يقل عن خمسة آلاف مواطن".

وتابع "كما مارس التنظيم الإرهابي حملات اعتقال وتجاوزات على الأهالي لترهيبهم وإخضاعهم لسلطته. والناس الآن تريد الانتقام والتأكيد لقوات التحرير أنهم يرفضون وجود داعش وسيفعلون ما بوسعهم للتعاون في طرد عناصرها من مناطقهم".

ونوّه بأن الجيش العراقي يتمركز حاليا في قرية "الحاج علي"، وهذه القرية لا تبعد سوى خمسة كيلومترات عن منطقة القيارة وحوالي 60 كيلومترا عن مركز مدينة الموصل.

وأعرب خضير عن خشيته من قيام تنظيم داعش بأعمال وحشية لإخماد الحراك المناهض ضده، داعيا القوات الحكومية إلى سرعة التحرك وطرد عناصره.

رفع الأعلام العراقية في الموصل

وبدوره، أشار محمد البياتي، وهو صحافي من محافظة نينوى ويعمل معد ومقدم برامج في إذاعة الغد أف أم، إلى أن نفوذ تنظيم داعش في منطقة حمام العليل وأطرافها أنحسر بشكل كبير.

وأوضح لديارنا "حسب ما وصلتني من معلومات من مصادر محلية إن عناصر داعش، العراقيين والأجانب، جميعهم غادروا المنطقة مع عائلاتهم ولم تتبق سوى أعداد ضئيلة أغلبهم مقاتلون محليون".

وذكر "الأعلام العراقية ترفرف حاليا فوق المباني العامة ومنازل المواطنين وتحت مرأى ما تبقى من [مقاتلي] داعش الذين يخشون مواجهة غضب الأهالي".

ومن جانبه، قال سعيد مموزيني مسؤول إعلام الحزب الديموقراطي الكردستاني لديارنا، إن موجة الغضب والتمرد تجتاح أغلب مناطق الموصل ولا يقتصر الحال فقط على منطقتي القيارة وحمام العليل.

وأشار إلى قيام بعض السكان بكتابة شعارات على الجدران تندد بداعش وتوزيع منشورات تحث أهالي الموصل على الانتفاضة ضد التنظيم.

كما تحدث مموزيني عن حادثة قال إنها حصلت قبل أيام قليلة في سوق بمحلة التأميم بالموصل عندما اقتحمت مجموعة من عناصر داعش متجرا لغرض مصادرة جهاز استقبال البث التلفزيوني الفضائي.

وأوضح "لكن عناصر داعش تعرضوا لوابل من الحجار تقاذف عليهم من كل مكان ومن نساء غاضبات على الممارسات القمعية للإرهابيين".

وختم قائلا "هذه الحوادث تعكس مدى انكسار داعش".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500