يعمل العراق على تعزيز الإنتاج الزراعي في المناطق المحررة من سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) وزرع محاصيل استراتيجية كالحنطة والشعير على المستوى الوطني.
وأعلنت وزارة الزراعة العراقية في توجيه أصدرته في 22 حزيران/يونيو أنها تعمل على تسهيل استلام محصول الحنطة والشعير من جميع الفلاحين في المناطق المحررة عبر فتح صوامع ستستعمل كمنافذ استلام وتسويق.
وأكد حميد النايف المتحدث باسم الوزارة لموطني أنه تم فتح منفذين أساسيين في بلدتي زمار وربيعة وأن الجهود متواصلة لفتح مزيد من المنافذ في المناطق المحررة الأخرى.
وأضاف أن موسم تسويق الحنطة والشعير في العراق يبدأ عادةً في أيار/مايو ويستمر لفترة ثلاثة أشهر.
وأمّنت الوزارة بالتنسيق مع القوات العراقية حركة مرور الشاحنات المحملة بالمحاصيل إلى مواقع التخزين وتعمل على إجراء عمليات فحص مختبري للتأكد من جودة وصلاحية الإنتاج عند وصوله.
الوزارة "لم تدخر جهداً إلا وبذلته"
وقال النايف إن وزارته "لم تدخر جهداً إلا وبذلته في مساعدة الفلاحين ولا سيما في المناطق المحررة من أجل النهوض بأراضيهم الزراعية وتحسين مستوى إنتاجها من كافة المحاصيل".
وأضاف "وفي ضوء استراتيجياتنا التنموية، فتحنا باب الإقراض الزراعي لإعادة تشغيل المشاريع الزراعية"، لافتاً إلى أنها متوفرة للشقين النباتي والحيواني.
وذكر أنه يتم تقديم الأسمدة والأعلاف بأسعار مخفضة فضلاً عن منظومات الري الحديثة ومكائن الحرث والتسميد والحصاد.
وأوضح أن الوزارة قامت أيضاً بإيصال مياه الري والكهرباء للمشاريع الزراعية وقامت بصيانة محطات الإرواء وتنظيف السواقي وبقية المنشآت التحتية لقطاع الزراعة.
واستدرك "نحن ماضون باتجاه تعزيز عمليات إعادة الإعمار وإنعاش قطاعنا الزراعي".
تضرر الإنتاج الزراعي بشكل ملحوظ
وبدوره، قال محمد نجيب مدير دائرة زراعة ديالى لموطني إن مقاتلي داعش سيطروا على أراضٍ واسعة من محافظة ديالى في حزيران/يونيو 2014.
وأوضح "استطاع الإرهابيون احتلال أجزاء واسعة من المحافظة كانت معظمها مناطق بساتين وحقول زراعية قبل أن تتمكن القوات الأمنية في نهاية العام المذكور من طردهم وتحرير كل الأراضي".
وتابع نجيب أن ذلك خلف خسائر زراعية كبيرة "لكننا وبجهود مشتركة مع الحكومة المحلية استطعنا تجاوز العديد من التحديات وأعدنا الحياة مجددا لقطاع الزراعة في ديالى".
وقال "وبفضل عملنا الدؤوب استطعنا هذا العام إنتاج أكثر من 200 ألف طن من محصول الحنطة و35 ألف طن شعير".
وأضاف أن "هذه الكميات التي يجري الآن تسويقها للمخازن تغطي حاجة المحافظة بالكامل".
دعم متعدد الأشكال للمزارعين
وذكر نجيب "نتحرك بموجب خطة عمل تركز على دعم الفلاحين بالبذور والمعدات الزراعية وبالأسمدة حيث نستعد الآن لتجهيزهم بـ 40 ألف طن من سماد اليوريا وسماد الداب"، مشيراً إلى هذه أسمدة مستعملة في زراعة الحنطة.
ولفت إلى أن دائرة الزراعة تعمل على تأمين الحصص المائية للمزارعين وفق جداول توزيع عادلة.
وبيّن أن الدائرة بدأت بتنفيذ قرار الوزارة القاضي بإرجاء تسديد الديون التي بذمة الفلاحين المتضررين من ممارسات داعش لتشجيعهم على تطوير أراضيهم الزراعية.
ومن جانبه، وصف النائب فريد الإبراهيمي وهو عضو في لجنة الزراعة بالبرلمان العراقي الجهود التي تُبذل لمساعدة المزارعين بأنها "مبادرة مهمة تصب في محو الآثار السلبية التي تركها الإرهاب بقطاع الزراعة".
وفي هذا السياق، قال مخلف العزاوي، 64 عاماً وهو من مزارعي ديالى، في حديث لموطني إن دائرة الزراعة في محافظته بذلت جهوداً "مضنية" لضمان نجاح عملية تسويق محاصيل الحنطة.
وذكر "ساعدونا في نقلنا محصولنا وفي توفير الحماية للشاحنات الناقلة وتسهيل إجراءات الفحص. وقبل ذلك قدموا لنا كل الدعم والاهتمام لإعمار أراضينا الزراعية".