أخبار العراق
أمن

العراق يحصن سجونه تحسبا لأي هجوم من داعش

خالد الطائي

حراس السجن في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار يشاركون في دورة تدريبية حول التعامل مع السجناء الأشد خطورة. [حقوق الصورة لسجن الناصرية المركزي]

حراس السجن في مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار يشاركون في دورة تدريبية حول التعامل مع السجناء الأشد خطورة. [حقوق الصورة لسجن الناصرية المركزي]

أقرت الحكومة العراقية خطة جديدة لتحصين سجون البلاد عبر الإعتماد على نظام إلكتروني متطور لإدارتها ومراقبتها.

وأكد مسؤولون لموطني أن الخطة تهدف إلى التصدي لأي هجوم محتمل من تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) على السجون لإطلاق سراح قادته وعناصره.

وقال مدير دائرة الإصلاح في وزارة العدل العراقية إن وزارته قامت بالتعاون مع وزارة الداخلية وخلال ستة أشهر بتطوير خطة "السور الحصين" بهدف تأمين السجون والإصلاحيات كافة.

وأوضح أنه "سيتم إعادة تنظيم الإجراءات المتبعة في الحماية والطوارئ وتشديد التحصينات والأطواق الأمنية حول أسوار السجون".

وأضاف أنه سيتم الاعتماد على أنظمة وتقنيات حديثة في المراقبة والرصد والتتبع.

وأشار إلى أن دائرة الإصلاح تتعاون مع الأجهزة الأمنية لضمان نجاح الخطة " عملية إدارة السجون بما يساهم في تعزيز نظم الأمن والسلامة في هذه المنشآت الحيوية".

ولفت العسكري أنه "سيتم خلال الشهور القليلة المقبلة اعتماد خطة السور الحصين في جميع المواقع الإصلاحية لدعم منظوماتها الأمنية والإرتقاء بجهود حمايتها".

نظام مراقبة إلكتروني

من جهته، نوّه جاسم بخاتي، نائب محافظ بغداد بأن الخطة تركز على استحداث منظومة إلكترونية متطورة لحراسة وإدارة السجون بدلا من الإجراءات التقليدية المتبعة حاليا والتي تعتمد بشكل كبير على مراقبة العنصر البشري.

وذكر لموطني أنه "سيتم الاعتماد بصورة أكبر على الدعم التقني عبر نشر كاميرات حديثة للمراقبة وتقنيات للتحكم والسيطرة والإدارة الإلكترونية في مداخل ومخارج السجون وأسوارها وأبراجها".

وقال إن الخطة الجديدة متطورة بما يتلاءم مع "معايير ومبادئ حقوق الإنسان".

وأضاف بخاتي إن "الإدارة الذكية للسجون والإصلاحيات ترفع من جودة وكفاءة الأداء المهني وتقضي على حالات الفساد أو الإهمال في تأديته".

وأكد أن عدم الكفاءة والإهمال كانا سببين رئيسين في وقوع عمليات هروب جماعي كما حدث في بغداد والناصرية والبصرة والموصل.

وكان يوم 21 تموز/يوليو 2013 قد شهد هجوما واسع النظاق شنته القاعدة على سجني بغداد المركزي (أبو غريب سابقا) والتاجي (سجن الحوت)، استخدمت خلاله سيارات مفخخة وأحزمة ناسفة وقذائف هاون.

إثر ذلك، هرب من السجنين نحو 600 سجين، معظمهم من المتشددين الخطرين، في واحدة من أكبر عملية فرار جماعي.

استبعاد لأي عملية فرار في المستقبل

واستبعد بخاتي تكرار عمليات الهروب الجماعية جراء الاحتياطات الأمنية المشددة المتخذة اليوم حول السجون.

ومع ذلك، أردف: "نحن في حرب واسعة مع الإرهاب وعلينا اتخاذ أقصى درجات الحذر، فالعدو دائما ما يراهن على عنصر المباغتة، لذا اليقظة مطلوبة في كل الأوقات".

ورحب بخطة تحصين ستساهم في إحباط أي محاولة إرهابية "لتهديد أمن السجون وتهريب السجناء".

بدوره، رأى الخبير الأمني جاسم حنون، وهو مسؤول سابق بوزارة الداخلية، أن الخسائر الفادحة التي تكبدها تنظيم داعش في العراق قد تدفعه إلى تجديد هجماته على السجون.

وقال لموطني إن "التنظيم خسر قادة كبار، وأعداد مقاتليه وانتحارييه في تناقص يومي".

وبالتالي، لجوئه إلى استهداف السجون أمر وارد لمحاولة تعويض ذلك النقص والإدعاء أنه ما زال يحقق مكاسب، وفقا لما أضاف.

وختم حنون مؤكدا أن إقرار خطة جديدة لحماية السجون من الهجمات والاختراقات بإدخال التكنولوجيا المتطورة هو "خطوة بالاتجاه الصحيح وستساهم في التصدي المبكر لكل محاولات الإرهابيين".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500