أخبار العراق
إرهاب

فلول داعش في موقف دفاعي بمعقلهم السابق شمالي العراق

خالد الطائي

عناصر جهاز مكافحة الإرهاب العراقي يشاركون في تمرين على الرماية في 3 تموز/يوليو. [صفحة جهاز مكافحة الإرهاب على موقع فيسبوك]

عناصر جهاز مكافحة الإرهاب العراقي يشاركون في تمرين على الرماية في 3 تموز/يوليو. [صفحة جهاز مكافحة الإرهاب على موقع فيسبوك]

قال مسؤولون عراقيون إنه في شمالي العراق، حيث أقام تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ذات يوم دولة "الخلافة" العابرة للحدود وحكم بالرعب والخوف ثلاث سنوات كاملة، تعيش اليوم فلوله في حالة تشتت وفوضى.

وكان قد تم طرد تنظيم داعش من عاصمته الفعلية، الموصل، عام 2017 واختبأ الناجون، فيما استمرت الخلايا النائمة في شن هجمات متفرقة.

لكن جهاز مكافحة الإرهاب العراقي تعقبهم بلا هوادة بالتنسيق مع التحالف الدولي والقوات الكردية، وذلك عبر سلسلة من العمليات التي أسفرت في الأشهر الستة الماضية عن مقتل 35 من عناصر داعش.

وقال المتحدث باسم جهاز مكافحة الارهاب صباح النعمان للمشارق إن بعض القتلى هم من كبار قادة الصف الأول المسؤولين عن التخطيط لهجمات إرهابية.

عناصر جهاز مكافحة الإرهاب العراقي يشاركون في عملية أمنية للبحث عن فلول داعش في 25 أيار/مايو. [صفحة جهاز مكافحة الإرهاب على موقع فيسبوك]

عناصر جهاز مكافحة الإرهاب العراقي يشاركون في عملية أمنية للبحث عن فلول داعش في 25 أيار/مايو. [صفحة جهاز مكافحة الإرهاب على موقع فيسبوك]

وكشف عن اعتقال 55 عنصرا آخر من داعش في النصف الأول من العام الجاري.

وأكد مسؤولون عراقيون أنه بالإضافة إلى عدم قدرتهم على التحرك بحرية، فإن عناصر داعش يواجهون صعوبة في التواصل مع بعضهم البعض، بسبب الإطاحة بقيادتهم، وأنهم يعملون بموارد محدودة للغاية.

ولفتوا إلى أن هذا الامر جاء نتيجة العمليات الأمنية والاستخباراتية المكثفة التي تُنفذ ضدهم والتي أحكمت الخناق عليهم.

وقال النعمان "نحن متيقظون ونراقب أي تحرك لفلول داعش وقد قطعنا شوطا طويلا في تتبعهم بالاعتماد على الجهدين البشري والتقني".

ونوّه إلى أن التقييم الحالي لفعاليات داعش يظهر أن حركة بقاياه مقيدة "وليس بإمكانهم الانتقال من مكان لآخر أو التواصل بينهم، فهناك مراقبة مستمرة لمناطق اختبائهم".

وأوضح النعمان أن معظمهم "من العناصر المحلية التي تفتقر للتمويل وأيضا للجوانب اللوجستية، وأعدادهم تتراجع جراء العمليات الأمنية الدقيقة".

استهداف قادة داعش

وفي السياق نفسه، نفذ جهاز مكافحة الإرهاب في العراق في النصف الأول من هذا العام سلسلة من العمليات البارزة استهدفت أوكار داعش.

ومن بين هذه العمليات عملية جرت في شباط/فبراير في وادي حوران بمحافظة الأنبار، قُتل فيها 17 عنصرا من عناصر داعش، بينهم قيادات بارزة.

وخلال عملية شباط/فبراير في وادي الشاي بمحافظة كركوك، قتل جهاز مكافحة الارهاب ثلاثة من قادة التنظيم، بينهم "شرعي عام" كركوك، المدعو حمود إبراهيم أحمد عبد الله الجبوري (الملقب أبو جعفر).

وقُتل أيضا أركان عز الدين حسين محمد الجاجاني (أبو حارث وأبو هاجر)، وهو "مسؤول عسكري" في ناحية الدبس بمحافظة كركوك، وآمر المفرزة محمد خلف محمد سحل الجبوري.

وفي 2 حزيران/يونيو، قُتل ثلاثة متطرفين يرتدون أحزمة ناسفة في عملية مدعومة من الجو في تلال حمرين في ديالى، وهي مخبأ معروف لفلول داعش شهد سابقا غارات جوية وكمائن.

وأضاف النعمان أنه بهدف مواصلة الضغط عليهم، ينسق جهاز مكافحة الإرهاب على مستوى عال مع السلطات الأمنية في المنطقة الكردية.

وأشار إلى أن العمليات المنسقة أدت إلى اعتقال عناصر متطرفة وإعادة الأمن في المناطق الفاصلة بين الإقليم الكردي والأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة الاتحادية في نينوى وكركوك وديالى.

وفي بيان صدر في 21 حزيران/يونيو، قال جهاز مكافحة الإرهاب إن لديه "تنسيقا عالي المستوى مع أربيل والسليمانية" أسفر عن عدد كبير من الاعتقالات.

عمليات عابرة للحدود

ولفت مسؤولون عراقيون إلى أن القوات العراقية تساعد أيضا التحالف الدولي في ملاحقة قادة داعش عبر الحدود في سوريا من خلال توفير المعلومات الاستخباراتية والعمل الأمني المنسق.

وأدى ذلك إلى استهداف كبار قادة داعش بنجاح، مثل أبو بكر البغدادي وخليفته عبد الله قرداش في سوريا.

وفي نيسان/أبريل، وخلال عملية منسقة في محافظة إدلب السورية، قُتل خالد عايد أحمد الجبوري (المعروف أيضا باسم يعقوب المهاجر)، وهو "من عتاة الإرهابيين" وكان يعمل في محافظة نينوى العراقية.

وقال المتحدث باسم الجيش العراقي اللواء يحيى رسول إن هذه النجاحات الأمنية هي ثمرة جهود عسكرية واستخباراتية وتبادل معلومات وتنسيق مشترك.

وأوضح للمشارق أن هناك عمليات ناجحة جدا نفذها مؤخرا جهاز مكافحة الارهاب ووكالات ووحدات عسكرية أخرى للقضاء على عناصر داعش المختبئين في الجبال والوديان والصحراء.

وقال رسول إنه يتم تعقب العناصر المتطرفة أينما كانوا يختبئون، مهما كان المكان نائيا ويصعب الوصول إليه بالوسائل التقليدية.

وأكد أن لدى قوات الأمن تقنيات رصد حديثة وطائرات استطلاع وتعدد في مصادر الحصول على المعلومات الدقيقة عن تحركات فلول داعش، ما يجعل المعركة اليوم "معركة استخبارات" بالدرجة الأساس.

وأشار رسول إلى فقدان الجماعة "القيادة والمركزية" في توجيه الهجمات بسبب الاستهداف المتكرر لقادتها في عمليات مخططة بعناية.

وأضاف أن العمليات الحالية التي تنفذها قوات جهاز مكافحة الإرهاب والقطعات العسكرية تركز على تطهير محافظة نينوى وسلاسل جبال مكحول وقره جوغ جنوب الموصل وتلال حمرين من داعش.

وأوضح أن هذه العمليات تستهدف أيضا مناطق صحراوية في غرب البلاد تمتد إلى سوريا، وتم اعتراض المتسللين عبر الحدود.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500