أخبار العراق
تحليل

إيران تكثف جهودها لنشر فكرها والاستيلاء على الممتلكات في شرقي سوريا

فارس العمران

صورة تم تداولها على الإنترنت يظهر فيها ما يسمى بكشافة الولاية التابعة للمركز الثقافي الإيراني في سوريا خلال احتفال ديني.

صورة تم تداولها على الإنترنت يظهر فيها ما يسمى بكشافة الولاية التابعة للمركز الثقافي الإيراني في سوريا خلال احتفال ديني.

قال ناشطون محليون إن النظام الإيراني ينفذ خطة لإحداث تغيير ديموغرافي وتعزيز عقيدته في أجزاء استراتيجية من سوريا، مع تركيز هذه الجهود بشكل كبير على محافظة دير الزور الشرقية.

وذكر الناشط والصحافي عهد الصليبي وأصله من دير الزور للمشارق أنه منذ دخول الميليشيات الموالية لإيران المنطقة قبل نحو 6 سنوات، تحاول طهران الضغط على السكان المحليين لتغيير انتمائهم الطائفي.

وأوضح أنها تقوم بذلك عبر افتتاح مؤسسات للدعوة مثل المركز الثقافي الإيراني، حيث تعطى دروس اللغة الفارسية إلى جانب عقد الندوات والدورات والفعاليات الدينية التي تستهدف الأطفال.

وينظم المركز الثقافي الإيراني رحلات إلى مرقد عين علي في محيط الميادين. ويخضع الضريح الشيعي الواقع في المنطقة الصحراوية حول القرية لحراسة مشددة من قبل الحرس الثوري الإيراني.

ميليشيات متحالفة مع إيران في عرض لإحياء ذكرى مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وذلك في محافظة حلب السورية يوم 2 كانون الثاني/يناير 2021. وقتل سليماني في بغداد في كانون الثاني/يناير 2020. [حساب QalaatM على تويتر]

ميليشيات متحالفة مع إيران في عرض لإحياء ذكرى مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وذلك في محافظة حلب السورية يوم 2 كانون الثاني/يناير 2021. وقتل سليماني في بغداد في كانون الثاني/يناير 2020. [حساب QalaatM على تويتر]

صورة التقطت في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2018 بمدينة القائم العراقية، تظهر فيها بلدة البوكمال الحدودية في محافظة دير الزور السورية. [أحمد الربيعي/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة التقطت في 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2018 بمدينة القائم العراقية، تظهر فيها بلدة البوكمال الحدودية في محافظة دير الزور السورية. [أحمد الربيعي/وكالة الصحافة الفرنسية]

وينظم المركز أيضا أنشطة ورحلات للطلاب إلى حديقة كراميش الواقعة في منطقة مدينة دير الزور التي تسيطر عليها الميليشيات الإيرانية والتي أعاد تأهيلها مهندسون إيرانيون بضجة كبيرة عام 2021.

وتقدم مراكز أخرى مثل "النجم الساطع" في الميادين و"الإخوة الودودين" في البوكمال، برامج مماثلة للأطفال وصفها ناشطون محليون بأنها جهود تبشيرية مبطنة.

توسع ديني

وتعمل إيران بنشاط على تكثيف وجودها الديني في المنطقة ولا تعتمد في ذلك على المراكز التعليمية أو الثقافية فقط، حسبما ذكر ناشطون.

فقد عمد الحرس الثوري إلى تحويل مساجد وبينها مسجد عبد الله بن عباس في بلدة البوكمال الحدودية بين سوريا والعراق، إلى حسينيات أو قاعات للتجمعات الشيعية.

وتدير الحسينيات ميليشيات نافذة تابعة لإيران مثل ميليشيا كتائب حزب الله العراقية ولواء فاطميون الذي يقوده الحرس الثوري.

وفي تقرير صدر في أيلول/سبتمبر 2022، ذكرت وسيلة عين الفرات الإعلامية أن الحرس الثوري أنشأ فندقين في بلدة الحري الحدودية في دير الزور ليكونا بمثابة محطات استراحة ليلية لقوافل الحجاج الإيرانيين والعراقيين.

إلى هذا، تبذل إيران جهودا كثيفة لكسب قلوب وعقول السكان المحليين في المناطق السورية التي تسيطر عليها، بهدف تعزيز مكاسبها.

وللوصول إلى غرضها، تروج لعقيدة ولاية الفقيه التي تدعو إلى طاعة الولي الفقيه أي المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي.

ويبرر هذا الطرح الفقهي الشيعي نظام الحكم الديكتاتوري في إيران ومبدأ تصدير "الثورة" إلى جميع أنحاء المنطقة، لكن المجتمع الشيعي يرفض هذا المفهوم على نطاق واسع باعتباره هرطقة دينية.

وأشار الصليبي إلى أن الجهود الإيرانية للترويج لهذا الفكر تصاعدت في تشرين الثاني/نوفمبر 2017، عندما بدأت الميليشيات الموالية لإيران بالتمدد في المنطقة بعد تطهيرها من عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

ولكن لم تنجح هذه الجهود سوى في جذب أقل من 10 آلاف موال جديد، على حد قوله. وأكد أن معظم المنضمين يقيمون في قرية حطلة شمالي دير الزور ولا يؤمنون بشدة بهذه التعاليم.

الاستيلاء على الممتلاكات

وفي السياق نفسه ووفقا لتقارير عديدة، تبذل إيران جهودا كبيرة للتلاعب بالتركيبة الديموغرافية للمنطقة باستخدام طرق عدة أخرى، بينها تملك عقارات بعد إتلاف أو تزوير مستندات إثبات ملكيتها.

وفي تقرير صدر يوم 27 نيسان/أبريل، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ناشطين لاحظوا قيام ميليشيا متحالفة مع الحرس الثوري بتحويل منازل في البوكمال إلى مقرات عسكرية وثكنات.

وأضاف المرصد أن التحويل هذا حدث بعد إكراه أصحاب العقارات على مغادرة منازلهم.

وورد أيضا أن الحرس الثوري استولى على أراض زراعية في الباغوز الذي كان آخر معقل سوري لداعش.

وأشارت تقارير مختلفة إلى أن عناصر الميليشيات المدعومة من إيران يزعمون زورا أنهم يشترون المنازل والمباني الأخرى والأراضي الزراعية من أصحابها.

وذكر الصليبي أن الكثيرين يعيشون في منازل مملوكة في الأصل لمعارضي النظام السوري أو غيرهم من السكان الذين غادروا المنطقة عندما كانت تحت سيطرة داعش، أو فروا بعد ذلك بضغط من الحرس الثوري.

وأوضح أن الميليشيات رفضت إخلاء هذه المنازل رغم طلبات العديد من أصحابها الذين قرروا العودة لبلدهم، لافتا إلى أن بعض المنازل تحولت إلى مواقع محصنة.

وأكد أن إيران ستواصل محاولة توسيع نفوذها وتعزيز عقيدتها في محافظة دير الزور، لأن موقع المنطقة يعتبر استراتيجيا ويستخدم لنقل الأسلحة والمقاتلين بين العراق وسوريا.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500