أخبار العراق
أمن

القوات العراقية تعمل لتأمين المناطق النائية جنوبي كركوك

خالد الطائي

عناصر من النخبة العراقية لمكافحة الإرهاب ينفذون غارة على مخابئ داعش في وادي الشاي يوم 26 نيسان/أبريل الماضي. [حقوق الصورة لجهاز مكافحة الإرهاب العراقي]

عناصر من النخبة العراقية لمكافحة الإرهاب ينفذون غارة على مخابئ داعش في وادي الشاي يوم 26 نيسان/أبريل الماضي. [حقوق الصورة لجهاز مكافحة الإرهاب العراقي]

قال مسؤولون عراقيون لديارنا إن القوات العراقية تكثف عملياتها الأمنية للقضاء على فلول تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في وادي الشاي وإحكام سيطرتها بشكل كامل على المنطقة النائية جنوبي محافظة كركوك.

وتعرف هذه المنطقة محليًا باسم وادي الموت، كونها شكلت ملاذًا لعناصر داعش بعد هزيمتهم في منطقة الحويجة في كركوك قبل عامين.

وأكد قائد اللواء 19 في جهاز الشرطة الاتحادية، العقيد علي أحمد العجيلي، أن قواته تقوم "بعمل استثنائي ومتميز" لتأمين وادي الشاي.

وأوضح لديارنا: "نفذنا عدة تدابير أمنية بهدف تأمين المنطقة ومكافحة أي تهديد إرهابي للقرى الواقعة قرب الوادي".

وحدات من الشرطة الاتحادية العراقية تقوم بعملية تفتيش عن عناصر داعش في وادي الشاي يوم 5 آب/أغسطس الماضي. [حقوق الصورة لقيادة الشرطة الاتحادية]

وحدات من الشرطة الاتحادية العراقية تقوم بعملية تفتيش عن عناصر داعش في وادي الشاي يوم 5 آب/أغسطس الماضي. [حقوق الصورة لقيادة الشرطة الاتحادية]

وأضاف: "قمنا بتجريف الأشجار والأدغال في منطقة طولها 18 كيلومترًا تمتد من قرية تل حمه باتجاه جسر داقوق لنتمكن من توضيح الرؤية في المنطقة التي نحتاج إلى مراقبتها".

وقال إن كاميرات حرارية نصبت لرصد التحركات غير الاعتيادية ومنطقة الاستهداف بصورة متواصلة.

وقال إن القوات انتشرت على 12 تلة تطل على وادي الشاي، مشيرًا إلى شن عمليات أمنية مكثفة لمطاردة فلول داعش والتفتيش عن مضافاتهم ومخابئ أسلحتهم في الوادي.

وأردف أنه خلال الثلاثة أشهر الماضية، قتلت القوات الأمنية أكثر من عشرة مسلحين، فضلًا عن اعتقال العشرات منهم، بينهم قيادات من داعش.

ومن هؤلاء ستة عناصر كانوا يشكلون خلية خطرة، ألقي القبض عليهم مطلع شهر أيلول/سبتمبر الماضي، وأدلى قائدهم باعترافات مهمة عن أنشطتهم الإرهابية، وفقًا للعجيلي.

أرض شاسعة

ولفت إلى أن "فلول العدو ينتشرون على كامل مساحة الوادي وضمن مفارز متنقلة تتألف كل منها من 25 إلى 40 عنصرًا".

وذكر أن هؤلاء يراوغون في التحرك مستغلين سعة الوادي وكثرة النباتات الطبيعية فيه.

وأضاف مشددًا "ومع ذلك، نجابههم بقوة ونقطع الطريق أمام تحقيقهم أي مكاسب".

وشهد وادي الشاي هذا العام عدة عمليات نوعية لجهاز مكافحة الإرهاب وغارات للتحالف الدولي أسفرت عن مقتل قيادات بارزة في داعش.

إلى هذا، تم تدمير شبكة أنفاق وممرات قديمة تحت الأرض كان فلول التنظيم يستخدمونها للاختباء والتنقل والحصول على إمدادات.

وقال قائمقام قضاء داقوق في كركوك، لويس العبيدي، إن فلول داعش الذين نجوا من معارك تحرير الحويجة "وجدوا في وادي الشاي ملاذًا آمنًا".

وكشف لديارنا أن هذه المنطقة شاسعة، وتمتد من تلال حمرين والعظيم في ديالى إلى جنوب قضاء داقوق باتجاه الحدود الإدارية لكركوك مع محافظة صلاح الدين.

وأوضح أن "الوادي يمتاز بكثرة القصب والأدغال والجحور والأنفاق الطبيعية، وهذا ما جعله مأوى ملائمًا للإرهابيين"، خاصة مع وجود قرى قريبة منه خالية تمامًا من السكان منذ احتلال داعش للحويجة عام 2014.

وتشمل هذه القرى قريتي تل عيدة وسماكة.

ونوّه العبيدي أن "قوات الشرطة والجيش وجهاز مكافحة الإرهاب تبذل اليوم جهودًا كبيرة من أجل القضاء على فلول الإرهابيين وتثبيت الأمن في الوادي".

أما نائب رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة كركوك، برهان العاصي، فقال إن "أنشطة فلول داعش تتراجع في منطقة وادي الشاي نتيجة للعمليات الأمنية المتواصلة هناك".

وأكد لديارنا أن تشجيع السكان على العودة إلى قراهم وممارسة أعمالهم في الزراعة بصورة طبيعية سيحول دون تمكن فلول داعش من النشاط في المنطقة.

وشدد على أن "عودة الأهالي هي عامل أساس في تأمين الاستقرار ليس فقط في منطقة وادي الشاي وإنما أيضًا في عموم محافظة كركوك".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500