أخبار العراق
إرهاب

الأنبار تعالج الفكر المتطرف في مرحلة ما بعد داعش

سيف أحمد من الأنبار

مشايخ الرمادي يشاركون في اجتماع عقد في منتصف شهر تموز/يوليو للتشديد على أهمية توعية الشعب ضد الفكر المتطرف. [سيف أحمد/ديارنا]

مشايخ الرمادي يشاركون في اجتماع عقد في منتصف شهر تموز/يوليو للتشديد على أهمية توعية الشعب ضد الفكر المتطرف. [سيف أحمد/ديارنا]

بعد مرور عامين على تحرير مدن الأنبار من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، تركز السلطات المحلية والمنظمات المدنية جهودها على القضاء على ما تبقى من فكر متطرف نشره التنظيم.

وقال مسؤولون إن حملات التوعية توجهت بشكل خاص إلى الأطفال والشباب في مخيمات النزوح بالأنبار.

وتشمل هذه الحملات ندوات وورش عمل، فضلا عن نشر ملصقات ومنشورات منددة بالتطرف.

وفي هذا الإطار، أكد الشيخ قطري السمرمد العبيدي قائد الحشد العشائري في الأنبار، أن حملات التوعية مهمة لا سيما في منطقة أعالي الفرات التي تضم بلدات هيت والبغدادي والرطبة والقائم الحدودية مع سوريا.

تجمع لعراقيين في شارع الفلوجة الثقافي، حيث نظمت فعاليات في منتصف تموز/يوليو الماضي لمعالجة التطرف ورفض الطائفية. [سيف أحمد/ديارنا]

تجمع لعراقيين في شارع الفلوجة الثقافي، حيث نظمت فعاليات في منتصف تموز/يوليو الماضي لمعالجة التطرف ورفض الطائفية. [سيف أحمد/ديارنا]

وقال لديارنا إن هذه الجهود "ستضمن محو الفكر المتطرف من عقول الأطفال والشباب".

ولفت إلى أن "الأنبار خرجت من حرب طاحنة ضد داعش تسببت بدمار كبير في البنى التحتية وسقوط عدد كبير من الأبرياء".

وأكد أن نتيجة الحرب كانت بتحرير المحافظة من قبضة داعش، إلا أن استدامة الأمن والاستقرار "تعتمد على معالجة الأفكار الإرهابية ونبذ العنف بكل أشكاله".

وبدوره، قال حميد أحمد الهاشم عضو مجلس محافظة الأنبار لديارنا، إنه بعد تحقيق الفوز على داعش، حان الوقت لمواجهة الفكر المتطرف الذي يحاول البعض نشره، خصوصا داخل مخيمات النزوح.

وأوضح أن داعش عملت على تشويه عقول الأطفال والقاصرين، مشددا على أن هذه الخطوة تتطلب حملات توعية وتربية لمعالجة مسألة غسل الدماغ الفكري الذي اعتمده التنظيم.

وقال الهاشم إن حملات التوعية المنفذة في الأنبار أطلقتها دائرة الرعاية الاجتماعية في الحكومة والمنظمات والمؤسسات الدولية والمدنية.

وأشار إلى أن ورش عمل وجلسات حوار نظمت لتوعية الشباب وكشف حقيقة فكر داعش، مضيفا أن الحملة تُنفذ بالتعاون مع الشرطة المجتمعية وزعماء العشائر ومديرية الوقف السني في الأنبار ومجلس علماء الرباط المحمدي.

استقرار مستدام

وفي هذا الإطار، قال محمد مهند الهيتي رئيس مجلس هيت المحلي، إن "الفترة الحالية تحتاج لتكاتف الجهود الحكومية والمدنية لمعالجة ما تبقى من آثار الفكر الإرهابي لدى بعض الأهالي ممن يعيشون في مخيمات النازحين".

وأوضح لديارنا أن هذه الجهود يجب أن تبذل "قبل إعادتهم إلى مناطقهم والانخراط مجددا بالمجتمع".

وتابع أن "الوضع الأمني مستقر وهناك تعاون كبير من قبل الأهالي مع الأجهزة الأمنية"، لكن ضمان استدامة الاستقرار يتطلب محاربة الفكر المتطرف وكشف فتاوى داعش الكاذبة.

ولفت إلى أن منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية، بما في ذلك دوائر التربية والرعاية الاجتماعية، تلعب دورا أساسيا في زيادة الوعي حيال انحراف فكر داعش.

وذكر أن قيادة شرطة الأنبار أنشأت مديرية الشرطة المجتمعية في حزيران/يونيو الماضي، وهي تنشط في مختلف مدن الأنبار.

وأضاف أن المديرية لعب دورا رئيسيا في محاربة الفكر المتطرف والجريمة والعنف المنزلي، إلى جانب إبلاغ المواطنين بكيفية التعاون مع الأجهزة الأمنية.

تأمين ʼأجواء آمنةʻ للعائلات النازحة

أما الباحثة والناشطة في مجال حقوق الإنسان سميرة المحمدي وهي من الفلوجة، فقالت إن "داعش نفذت انتهاكات خطيرة ضد الأبرياء خلال سيطرتها على أغلب مدن الأنبار في عام 2014".

وأشارت إلى أن هذه الانتهاكات تركت وراءها آثارا نفسية من المهم معالجتها، مضيفة أن الشرطة المجتمعية وتعاون العشائر ورجال الدين مع القوات الأمنية هي عوامل "لعبت دورا مهما في كبح الفكر الإجرامي".

وتابعت أن "العمل مستمر من جانب المنظمات وعلماء الدين والشرطة المجتمعية وشيوخ العشائر والوجهاء، وفي خطب الجمعة من أجل نشر التوعية لمخاطر الأفكار المتطرفة وخطورتها على الأطفال".

وقالت إن فرقا تطوعية من الشباب أخذت على عاتقها زيارة مخيمات النزوح في أقضية العامرية والحبانية وبزيبز "لتوعية الأهالي مع تقديم الدعم النفسي والمجتمعي لهم".

وختمت قائلة إن "الحياة عادت طبيعية في الأنبار" وتُبذل جهود متواصلة في الهيئات الحكومية والمنظمات الدولية بغية توفير أجواء آمنة للعائلات النازحة التي عادت إلى مناطقها وتلك التي لا تزال نازحة.

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

حبُّ عليّ اتّباع لأخلاقه وعطفه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يا من تتبعون التكفيريين والخوارج والنواصب والدواعش، التفتوا إلى أنّ حبّ عليّ المقرون بالعمل الصالح والتقوى هو المنجي، وحبّ عليّ يعني اتّباع نهجه وأخلاقه ورحمته وعطفه وعدالته وأبوّته- عليه السلام-، فإذا كان عليّ لم ينتقم من قاتله فكيف تفجّرون أنفسكم بين الأبرياء وتقتلون الأطفال والنساء، التفتوا إلى أنفسكم ولا يُخدع أحدكم بكلمات يُراد بها التغرير والانحراف والضلال، التفتوا إلى هذا. مقتبس من المحاضرة {8} من بحث: (ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد) تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي لسماحة المرجع الأعلى السيد الصرخي الحسني- دام ظله-

الرد