أخبار العراق
بيئة

حرائق تلتهم مساحات شاسعة من الحقول الزراعية في العراق

خالد الطائي

فرق الدفاع المدني والمزارعون يبذلون جهودًا مضنية لوقف زحف النيران داخل حقل زراعي بمحافظة نينوى يوم 20 أيار/مايو 2019. [الصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي]

فرق الدفاع المدني والمزارعون يبذلون جهودًا مضنية لوقف زحف النيران داخل حقل زراعي بمحافظة نينوى يوم 20 أيار/مايو 2019. [الصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي]

بعد اشتعال الحرائق في مساحات شاسعة مزروعة بمحصولي الحنطة والشعير اللذين كانا على وشك الحصاد، كثفت السلطات الحكومية من الدوريات الأمنية لمنع الحرق العمد ورفعت حالة الاستعداد والتأهب لمكافحة النيران.

وقد اتهم مسؤولون محليون ووسائل إعلام جهات تخريبية، وبالأخص تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش)، بإحراق المحاصيل الأساسية، قائلين إن الهدف من وراءها هو ابتزاز الفلاحين وضرب الاقتصاد الوطني.

وقد طالت الحرائق عدة محافظات، لكنها كانت الأكثر حدة في قرى زراعية تابعة لمحافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين وديالى، ما تسبب بهلاك آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية حيث كان أصحابها يستعدون لموسم الحصاد.

ونجحت فرق الدفاع المدني بإخماد حرائق كثيرة، فيما تم نشر عربات الإطفاء داخل الحقول وقرب صوامع الحبوب، وتم استدعاء قوات الأمن لمراقبة الوضع.

رجال إطفاء يحاولون إخماد حريق نشب بعربة زراعية في أراض مزروعة بالقمح في ديالى يوم 18 أيار/مايو 2019. [الصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي]

رجال إطفاء يحاولون إخماد حريق نشب بعربة زراعية في أراض مزروعة بالقمح في ديالى يوم 18 أيار/مايو 2019. [الصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي]

وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين سبهان ملا جياد لديارنا إنه "قد جرى إحراق أراضٍ زراعية شاسعة بصورة متعمدة، حيث عثر الفلاحون ورجال الأمن على أدوات لإشعال النيران، ما يثبت أنها من تدبير فاعل".

ومع أن التحقيقات الرسمية لم تحدد بعد الفاعل، لم يستبعد ملا جياد وقوف داعش وراء ذلك.

كما أشارت مصادر محلية إلى مسؤولية داعش عن الحرائق.

محاولة ابتزاز

وقد أشارت تقارير من عدد من المزارعين المتضررين في قرى حول بلدة مخمور جنوب شرق نينوى إلى أن فلول داعش كانت تبتز المزارعين للحصول على المال، وهددت بحرق محاصيلهم إذا لم يدفعوا.

ووفق جياد، فقد "خسر مقاتلو التنظيم كل مصادر تمويلهم ولم يعد أمامهم سوى فرض الضرائب والابتزاز للحصول على المال".

وأشار إلى أن الأراضي الزراعية المتضررة في نينوى تقع في مناطق مفتوحة في مخمور وغرب مدن بيجي وتكريت وسامراء.

ونوّه إلى أن "أعضاء فرق الدفاع المدني سيطروا على عدة حرائق، وهم يبذلون جهدًا كبيرًا لإخماد النيران المشتعلة ومنع تمددها".

وأوضح أنهم قاموا أيضًا بنشر شاحنات محملة بالمياه قرب صوامع الحبوب تحسبًا للمزيد من الحرائق في المستقبل، فيما بدأت دوريات الأمن تجوب مراكز تجميع الحبوب والحقول لرصد التحركات المريبة والإيقاع بالفاعلين.

خسائر واسعة

وفي محافظة ديالى، دمرت النيران مئات الدونمات المزروعة بالحنطة في أطراف بلدات خانقين والعظيم وجلولاء والسعدية.

ومن ناحيته، اتهم عضو لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي عبد الخالق العزاوي، وهو نائب عن ديالى، عناصر داعش بإضرام النار في الحقول الزراعية الموجودة بمحافظته.

وقال في حديث لديارنا إن رجال الإطفاء والأمن والأهالي تداركوا الأمر وأوقفوا النيران من التمدد والاشتعال في مساحات زراعية أكبر.

وأوضح أنه قبل اندلاع الحرائق، سادت توقعات بموسم حصاد وفير نتيجة للأمطار الغزيرة التي هطلت على البلاد في فصل الشتاء الماضي، مشيرًا إلى أن "الهدف من الإتلاف المتعمد للحنطة وبقية المحاصيل الاستراتيجية هو الإضرار بالاقتصاد العراقي".

وذكر أن هناك مصادر تشير إلى داعش، لكن قد تكون خلف الحرائق أيضًا "جهات تخريبية مجهولة تسعى لاستهداف قطاع الزراعة حتى يبقى العراق بلدًا مستوردًا ولا يحقق الاكتفاء الذاتي من الغذاء".

ودعا العزاوي الحكومة إلى "تكثيف إجراءات الحماية عبر تشكيل خلية أزمة معنية بالتحقيق في تلك الحرائق".

وتابع أنه بالإضافة لذلك، يلزم وضع تدابير للتصدي لأية كوارث قد تهدد ثروات العراق الطبيعية وأمنه الغذائي.

الحاجة لتدابير إضافية

هذا ولم يتضح بعد النطاق الكامل للخسائر المرتبطة بالحرائق.

لكن الخبير الاقتصادي باسم جميل أنطوان قال لديارنا إن "الخسائر كبيرة للغاية، حيث أن النيران اجتاحت مساحات واسعة من حقول الحنطة والشعير".

وأكد أنه رغم الخسائر، لا يزال توجد "وفرة في الحبوب"، مضيفًا أن "التوقعات تبشر بتسويق الفلاحين للدولة كميات من الحبوب هي الأكبر منذ سنوات طويلة".

وشدد "لكن على الأجهزة الحكومية المختصة اتخاذ كافة الاحتياطات الضرورية لمنع تكرار هذه الحرائق ومعرفة كل الحقائق بشأنها".

كما حث أنطوان على الإسراع بتعويض الفلاحين المتضررين.

مبينًا أن "زراعة الحبوب الاستراتيجية عملية شاقة تمتد لشهور ومكلفة، ولا ينبغي ترك هؤلاء المتضررين دون تعويضات منصفة".

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

ميليشيات أيران جعلت من داعش شماعه تعلق عليها افعالها القذره كل مايدور في العراق من تخريب هو برعاية ايران الطاغوت الاكبر وبواسطة يدها الضاربه الميليشيات المجرمه

الرد