أخبار العراق
إرهاب

نحاتون من الموصل يعملون على إحياء معالم المدينة

خالد الطائي

نحاتان يعملان على بناء تمثال بديل لتمثال ʼبائع السوسʻ. وكان التمثال الأصلي قد دمر على يد تنظيم داعش. [حقوق الصورة لصفحة عين الموصل على فيسبوك]

نحاتان يعملان على بناء تمثال بديل لتمثال ʼبائع السوسʻ. وكان التمثال الأصلي قد دمر على يد تنظيم داعش. [حقوق الصورة لصفحة عين الموصل على فيسبوك]

يعمل فريق من النحاتين على إعادة إحياء التماثيل التي دمرت من قبل عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مدينة الموصل.

واستطاع الفريق الشهر الماضي وبعد ثلاثة أشهر من العمل المضني، إنجاز أول مشاريعه المتمثل ببناء نسخة جديدة لتمثال "بائع السوس" الذي كان قائما عند دوار السواس قبل أن يدمره عناصر داعش.

وقال النحات عمر الخفاف إن الفريق الذي يرأسه النحات نزار عبد اللطيف ويضم نحاتين آخرين هما محمد نزار وخالد العبادي، "عقد العزم على إعادة الوجه التراثي" للموصل.

وأوضح في حديث لديارنا "كانت البداية مع تمثال بائع شراب السوس الذي يعتبر واحدا من المعالم الفولكلورية التي كانت تزين مدينة الموصل قبل مجيء الإرهابيين وقيامهم بتدميره وهدم الكثير من الشواهد التاريخية".

نحاتان يعيدان بناء تمثال ʼبائع السوسʻ في مدينة الموصل في 13 نيسان/أبريل، بعد أن دمره تنظيم داعش. [حقوق الصورة لصفحة عين الموصل على فيسبوك]

نحاتان يعيدان بناء تمثال ʼبائع السوسʻ في مدينة الموصل في 13 نيسان/أبريل، بعد أن دمره تنظيم داعش. [حقوق الصورة لصفحة عين الموصل على فيسبوك]

وتابع "بدأنا أولا بإجراء دراسة كاملة عن التمثال القديم الذي بُني خلال سبعينيات القرن المنصرم على يد النحات الموصلي طلال صفاوي، وأردنا في النسخة الجديدة لذلك المعلم وضع بصمتنا فيه".

وأشار إلى أن أعمال النحت جرت في ظروف مليئة بالتحديات.

وأشار إلى أن "الدعم المحلي كان محدودا وبالكاد كان يغطي تكلفة المواد المستخدمة"، مضيفا أن إحدى المشاكل التي تمت مواجهتها كانت بإيجاد مساحة عمل واسعة.

وذكر "لم نتمكن حتى من استئجار مكان فسيح لتحويله إلى ورشة عمل، فاضطررنا بأن يكون منزلي هو الورشة. لكن بالنهاية، أنجزنا العمل (في 18 نيسان/أبريل)".

وأضاف "هذه باكورة مشاريعنا"، مؤكدا أن الفريق يهدف إلى استخدامها "كنقطة الانطلاق لمشروعات نحتية أخرى بالتعاون مع دائرة البلدية وبقية الجهات المحلية".

خطط إضافية لتنفيذ أعمال التأهيل

ولفت الخفاف إلى أن فريقه يطمح لإعمار تماثيل أخرى في الموصل، ومن بينها تماثيل عثمان الموصلي وأبو تمام وفتاة الربيع.

وأكد أن مثل هذه المنحوتات تجسد الهوية الثقافية للمدينة، ومن الضروري تأمين التمويل الكافي لإنشائها.

وأوضح أن تمثال بائع السوس الجديد يبلغ ارتفاعه خمسة أمتار وهو مصنوع من مادة الإسمنت وليس من البرونز. وسيتم نصبه في مكان التمثال القديم و في حي المنصور بالجانب الغربي من الموصل.

وأشار إلى أن الجهات البلدية تقوم حاليا بإعادة تأهيل الساحة التي سيعلو فيها التمثال، والمعروفة محليا باسم دوار السواس.

وفي هذا السياق، قال حيدر اسماعيل وهو المشرف على الأعمال البلدية الخاصة بتطوير ساحة السواس، إن فريقه يعمل على قدم وساق لإنجاز المشروع.

وأوضح أن ذلك يتضمن تهيئة قاعدة تمثال السواس وتشجير المكان بالثيل والأزهار وبناء نافورة لإضفاء طابع جمالي.

وذكر أن "دورة السواس هي من الساحات القديمة والمميزة بالموصل حيث تقع بالقرب من الطريق المعروف بطريق بغداد وتعتبر واجهة حضارية للمدينة"، لافتا إلى أن هذه الساحة تشتهر منذ عقود طويلة بانتشار بائعي شراب السوس فيها.

وأكد اسماعيل أن تمثال السواس كان معلما محببا لقلوب سكان الموصل، إذ أن المدينة مشهورة بصناعة وبيع شراب السوس.

كما أنه يجسد صورة للإنسان الكادح الذي يقضي نهاره يجوب الطرقات حاملا إبريق الشراب الضخم على كتفه لكسب قوت عائلته.

وشدد على أن "عودة نصب التمثال بعد اكتمال أعمال تطوير الدورة ستدخل البهجة في نفوس أهالي الموصل لكون هذا المعلم مرتبطا بذاكرتهم وبالتراث الشعبي لمدينتهم".

إصلاح المعالم التاريخية

وبدوره، قال علي محمود مدير إعلام خلية الأزمة بالموصل، في حديث لديارنا إن المدينة مصرة على إصلاح التمثال وغيرها من المعالم التاريخية المدمرة.

يُذكر أن الخلية تدير حاليا شؤون المدينة بعد إقالة محافظ نينوى على خلفية حادثة غرق العبّارة في 21 آذار/مارس الماضي.

وأشار محمود لديارنا إلى أن "الخلية كانت قد شكّلت لجنة خاصة من المهندسين والمعماريين والآثاريين تتولى الإشراف على مختلف المشروعات المتعلقة بإحياء التراث الإنساني في الموصل".

"وقال "اليوم هناك عمل دؤوب لإعادة ترميم جميع المعالم التاريخية المدمرة من الإرهابيين وأبرزها جامع النوري الكبير حيث انطلقت أعمال رفع الأنقاض منه تمهيدا لإعادة بنائه مجددا".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500