قال مسؤولون عراقيون لموقع ديارنا إن الطائرات القتالية التي نشرت مؤخرا وهي من طراز إيغل أف-15 سي، تقدم تقنية عالية للقتال الجوي في مهمة القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وإحلال الاستقرار في المنطقة.

وقد سمحت هذه الطائرات القتالية التابعة لسلاح الجو الأميركي والتي أرسلت إلى المنطقة في مطلع العام الجاري، باستهداف دقيق لمواقع داعش وبجمع المعلومات الاستخبارية وحماية القوات البرية ضمن عملية "العزم الصلب".

وقال تحسين الخفاجي الذي يحمل رتبة لواء طيار وهو ناطق باسم وزارة الدفاع العراقية، إن هذه الطائرة مصممة "لتكون واحدة من أخطر الطائرات المقاتلة على الإطلاق".

وأوضح لديارنا "هناك عدة موديلات لطائرة أف-15، ومن أبرزها الموديل ʼسيʻ الذي هو الأكثر مبيعا"، لافتا إلى أن محركي الطائرة يؤمنان قدرة اندفاع أكبر ويسمحان بمناورة أكثر أمانا.

وأكد الخفاجي "هذه طائرة تَفوقْ جوي بامتياز، فيها نظام ملاحة إلكتروني مرتبط بالأقمار الصناعية يجعل من الصعب اكتشافها واستهدافها، حتى من أكثر المضادات الأرضية تقدما".

وشدد قائلا "لقد أثبتت أنها الأجدر ليس فقط في إصابة الأهداف بدقة ومن مسافات مختلفة، بل أيضا في تتبع واختراق المعلومات والاتصالات الإلكترونية للعدو".

وذكر أن طائرة إيغل أف-15 سي هي جزء من المنظومة العسكرية والقتالية المتقدمة التي تحتفظ بها الولايات المتحدة، ولديها القوة الكافية "لحماية نفسها جوا وبرا وبحرا والدفاع عن حلفائها".

وأضاف الخفاجي "لا تزال [الولايات المتحدة] منذ أكثر من أربع سنوات تقدم لنا الدعم الجوي عبر دك معاقل الإرهابيين"، لافتا إلى أن القوات الأميركية تقدم أيضا التدريب للجيش العراقي.

أحدث التقنيات في مجال الطيران

وبدوره، قال الخبير الاستراتيجي أحمد الشريفي في حديث لديارنا إن طائرة أف-15 سي معروفة "بامتلاكها أنظمة للتحصين الذاتي، فهي قادرة على إخفاء نفسها من رصد الرادارات".

وأضاف أن اعتمادها على أحدث التقنيات في مجال الطيران يمنحها "مزايا كثيرة" في تنفيذ المهام القتالية.

وأوضح أن هذه الطائرة تستطيع القصف من مختلف الارتفاعات والزوايا في عمليات استهداف دقيقة وذكية، كما أن لديها مقدرة فائقة على المناورة برشاقة والانسحاب بسهولة من مناطق الاشتباك.

وشدد على أن "الظروف والتقلبات المناخية لا تحد من نشاطها وكفاءتها، إذ أنها مطورة للتكيف مع أشد الأجواء رداءة كالعواصف المطرية والرملية، وفي أي وقت سواء كان ليلا أو نهارا بفضل نظامها الملاحي الدقيق جدا".

وأشار إلى أن هذه مقاتلة فريدة من نوعها "ولا تُستخدم إلا في المهمات النوعية وذات الأثر الاستراتيجي"، مؤكدا أنها تستطيع أن تطير بسرعة تتجاوز الثلاثة آلاف كيلومتر في الساعة وعلى ارتفاع أقصاه 65 ألف قدم.

وفي هذا السياق، ذكر الباحث في الشؤون الاستراتيجية والسياسية أمير الساعدي أن مقاتلة إيغل أف-15 سي "هي من أفضل الطائرات من حيث الأداء الهجومي" إذ تقوم بفعاليات متعددة كالاستطلاع والاعتراض والمهمات الجوية.

ولفت إلى إنه وبالإضافة إلى كفاءتها القتالية في كافة الظروف المناخية، "من الممكن أيضا تجهيزها بحمولة كبيرة من الأسلحة".

ونوّه بأنها مصممة أيضا لحمل وإطلاق صواريخ متعددة، لا سيما الصواريخ من نوع جو جو ("إي.آي.أم-120 أمرام" و"إي.آي.أم-9 سايدويندر" و"إي.آي.أم-7 سبارو").

وأستدرك الساعدي قائلا "بفضل التطويرات التي طرأت عليها، تعتبر هذه المقاتلة من المقاتلات المهمة في سلاح الجو الأمريكي ولدى دول الناتو وحلفاء الولايات المتحدة".