أخبار العراق
سياسة

فيلق القدس الإيراني يواصل تسليح المليشيات العراقية

فارس العمران

عناصر من ملييشيا كتائب الإمام علي المدعومة من إيران يُشاهدون في هذه الصورة التي نشرتها الميليشيا على شبكة الإنترنت يوم 21 تشرين الأول/أكتوبر 2018.

عناصر من ملييشيا كتائب الإمام علي المدعومة من إيران يُشاهدون في هذه الصورة التي نشرتها الميليشيا على شبكة الإنترنت يوم 21 تشرين الأول/أكتوبر 2018.

يؤكد مراقبون عراقيون أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني يواصل تزويد مليشيات عراقية تابعة له بشحنات السلاح والصواريخ في تجاهل صارخ للقانون العراقي.

ويشيرون إلى أن هذا التقويض المتعمد لسيادة العراق وقانونهيبين أن إيران تبحث اتخاذ "تدابير أكثر عدائية" لتهديد أمن العراق والمنطقة مع اشتداد الضغط الدولي عليها.

ففي شهر آب/أغسطس الماضي، أوردت وسائل إعلام أن إيران نقلت خلال الأشهر القليلة الماضية نحو 20 صاروخًا بالستيًا لمليشياتها بالعراق في إطار برنامج يشرف عليه قائد "فيلق القدس الجنرال "قاسم سليماني".

وقد تضمنت تلك الصواريخ الصاروخ "ذو الفقار" و"فاتح-110" و"زلزال"، التي يتراوح مداها بين 200 و700 كيلومتر.

استعراض عسكري لمليشيا "جند الإمام" في معسكر بمدينة سامراء في هذه الصورة التي نشرتها الميليشيا يوم 26 كانون الأول/ديسمبر 2017.

استعراض عسكري لمليشيا "جند الإمام" في معسكر بمدينة سامراء في هذه الصورة التي نشرتها الميليشيا يوم 26 كانون الأول/ديسمبر 2017.

ويقول الخبير العسكري "مؤيد سالم الجحيشي" إن طهران تعتبر إمداد مليشياتها بالسلاح "خيارًا لابد من المضي قدمًا به" في إطار استراتيجيتها لفرض هيمنتها.

وأوضح في حديث لديارنا أنه "من الطبيعي والمؤكد أن الإيرانيين نقلوا أسلحة وصواريخ لمليشياتهم بالعراق،ولا سيما كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وجند الإمام".

وتابع "ربما تكون الأسلحة خفيفة والصواريخ ذات مدى قصير وليست من النوع المتطور تكنولوجيا ولا تستطيع إصابة الأهداف بدقة، لكن لا يمكننا مطلقًا تصور أن هذه الأنشطة لم تحدث أو أنها توقفت".

الدعم لتصنيع الصواريخ

وأكد "الجحيشي" أنه بالإضافة إلى شحن السلاح إلى العراق عبر منافذ حدودية سرية، يقدم الإيرانيون أيضًا الدعم لمليشياتهم في تصنيع الصواريخ داخل العراق، ولا سيما في بغداد وكربلاء.

وقال إن فيلق القدس هو من يتولى مسؤولية هذا الجهد، مضيفًا أن التقارير الإعلامية تشير إلى أنه "تم بالفعل تدريب عراقيين في إيران على كيفية تشغيل الصواريخ".

بدوره، قال المحلل السياسي "عادل الأشرم بن عمار" في حديث لديارنا إن عمليات تدفق شحنات السلاح من إيران للعراق "متواصلة"، ناهيك عن "المساعي الإيرانية لتوفير التدريب والمشورة للمليشيات".

وأضاف أن "إيران تحاول تقوية تواجدها في العراق من خلال الميليشيات التي تدعمها في ذلك البلد، وأنها "تتجه لذلك حاليًا على نحو أكبر مما سبق في ظل المعطيات الراهنة".

وتابع أنها "تبحث عن تدابير أكثر عدائية للحفاظ على ما تمتلكه نفوذ،" مبينًا أن دعم المليشيات بالصواريخ والسلاح والتدريب "هو إحدى أهم أدواتها".

وبحسب "بن عمار"، فإن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني يدفع بالجماعات العراقية المرتبطة به لتصدر المشهد السياسي بالعراق، ما يهدد أمن العراق والمنطقة.

ونوّه إلى أن إيران واثقة تمامًا من إخلاص تلك الجماعات المسلحة، وأن الموالين لها "سيطيعون أوامرها" دون وضع أية اعتبارات بنظرهم حيث أن الطاعة بالنسبة لهم واجبة، "حتى لو كانت على حساب أمن ومصلحة بلدهم".

تشديد الرقابة على المعابر الحدودية

وشدد "بن عمار" على أن خطر المليشيات يتفاقم، مشيرًا إلى أن الإيرانيين "يسعون لإثارة الفوضى بإرسال السلاح إلى العراق لتحويله إلى جبهة صراع ومواجهة وتخندق".

وأوضح أن هذه المليشيات تنفذ أجندة النظام الإيراني، كما أنها "تمنح إيران فرصة للاستحواذ على مقدرات البلد البشرية والاقتصادية ووضعها تحت تصرفها".

ولهذا السبب، قال الخبير الاستراتيجي "أحمد الشريفي" في حديث لديارنا إنه يلزم على العراق أن يحكم سيطرته على المنافذ الحدودية لمنع تدفق أي سلاح أو مقذوف بصورة غير قانونية.

وأكد "الشريفي" أنه "من الضروري أن يكون السلاح أيًا كان نوعه بيد الدولة، فهذا من المفاهيم والثوابت الأساسية للدولة الحديثة".

وأضاف "لا بد أن يخضع أي توريد للأسلحة لقوانين ضابطة ولإجراءات حازمة لا تسمح بتهريب السلاح ووقوعه بالتالي بيد جهات خارج المؤسسة الرسمية".

وتابع أن "ضبط السلاح جزء مهم وحيوي من جهود إدارة وتقويض الأزمات بالعراق وإبعاد البلد عن دوامة الصراعات والتجاذبات والانفلات الأمني".

يذكر أن قائد قيادة المنطقة الوسطى الأميركية الجنرال "جوزيف فوتيل" كان قد قال في نيسان/أبريل الماضي إن الولايات المتحدة ستستخدم وسائل غير مباشرة للحد من توسع إيران ودعمها للجماعات المسلحة في المنطقة.

وأكد أن الولايات المتحدة ستقوض أنشطة إيران، بما في ذلك عن طريق اعتراض شحنات الأسلحة السرية المتوجهة لبلدان في منطقة الشرق الأوسط.

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

اللهم انصر المقاومة الأسلاميه في العراق وأيد وسدد الجمهوريه الأسلاميه الأيرانيه ...وخذل المنافقين عملاء بني صهيون

الرد