أخبار العراق
سياسة

إيران تدخل سوق الاتصالات في سوريا

وليد أبو الخير من القاهرة

ستواجه شركة سرياتيل، وهي أول شركة هاتف خلوي في سوريا، منافسة من شبكة جديدة تسيطر عليها إيران في هذه الصناعة. [الصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي]

ستواجه شركة سرياتيل، وهي أول شركة هاتف خلوي في سوريا، منافسة من شبكة جديدة تسيطر عليها إيران في هذه الصناعة. [الصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي]

أثارت الدلائل التي تشير إلى وجود صفقة تسمح لشركات تابعة للحرس الثوري الإيراني بتشغيل شبكة اتصالات خلوية ثالثة في سوريا أثارت المخاوف لدى بعض الدوائر.

المحامي السوري بشير البسام قال لديارنا إن السبب في هذا القلق هو أن الخطوة لها تداعيات خطيرة علىالاقتصاد السوري الذي تحاول إيران السيطرة عليه، وأيضًا لأنها تعطي إيران منصة للقيام بأنشطة تجسس ومراقبة.

وأضاف أن الاستحواذ على حصة في هذا القطاع سيمكّن إيران من التنصت والتلاعب بالاتصالات، وأيضًا فرض شروط خاصة للتشغيل تتناسب ومخططاتها فيما يتعلق بملاحقة معارضيها.

وكان وزير الاتصالات السوري إياد الخطيب قد أبلغ البرلمان السوري في وقت سابق من شهر شباط/فبراير الجاري أن الحكومة تعمل مع شركة إيرانية في إنشاء وتشغيل شبكة ثالثة للاتصالات الخلوية في سوريا.

أحد مراكز الاتصالات التابعة للنظام السوري في العاصمة السورية دمشق. [الصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي]

أحد مراكز الاتصالات التابعة للنظام السوري في العاصمة السورية دمشق. [الصورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي]

وأوضح البسام أن هذه النية كان قد أعلن عنها مرتين من قبل، خلال عامي 2016 و2017، وذلك أثناء المحادثات عن الاتفاقات التجارية والاقتصادية بين إيران وسوريا.

إلا أنه تم الآن تأكيد الصفقة وتفعليها وترسيتها بشكل مباشر على شركة تابعة للحرس الثوري الإيراني.

وأشار إلى أن "شركة سورية ستخدم كواجهة نظرًا لأن القانون السوري يشترط أن يكون مشغل الاتصالات سوريًا، لكن رأسمال الشركة إيرانيًا، كذلك الحال بالنسبة للشركات التي ستدير الشبكة الجديدة".

وستشرف على الشبكة الجديدة شركة الاتصالات المتنقلة الإيرانية التي يملكها تحالف يتكون من شركتين على الأٌقل تابعتين للحرس الثوري الإيراني.

توسيع النفوذ الإيراني

ويؤكد البسام أن "هذه الصفقة تعتبر حلقة من مسلسل سيطرة إيران على الاقتصاد السوري"، مشيرًا إلى أن إيران تسيطر بالفعل على العديد من القطاعات.

حيث تمكّن قناة العالم التليفزيونية-سوريا، وهي قناة فضائية تمولها إيران وبدأت في بث برامجها في سوريا في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2017، من الترويج لأجندتها وأفكارها.

وذكر البسام أن السيطرة على شريحة من قطاع الاتصالات ستمكن إيران من القيام بعمليات التجسس أو التتبع لمعارضيها في المنطقة، مثلما تفعل بالفعل داخليًا.

حيث كانت وزارة الخزانة الأميركية قد أشارت في العقوبات التي استهدفت في عام 2013 شركة الصناعات الإلكترونية الإيرانية إلى أن الشركة تقدم عددًا من السلع والخدمات المتعلقة بالتشويش والرقابة والتنصت.

وقالت الوزارة إن "التشويش بالأقمار الاصطناعية هو واقع منتشر في إيران، وهو يستخدم للرقابة على حرية التعبير ومنع الوصول إلى المعلومات من خلال التدخل المتعمد لغرض صريح يتمثل في منع الوصول إلى محتوى محدد".

وأضافت أن "التشويش المداري والأرضي كثيرًا ما يستخدم في إيران لمنع الوصول إلى أخبار ومعلومات معينة تبث من الخارج"، مشيرة إلى أن هذا قد استخدم لحجب الاتصالات أو التشويش عليها أو التدخل فيها، مثل المكالمات الهاتفية الخلوية والرسائل النصية وأنظمة تحديد الموقع العالمي وشبكات الواي فاي.

أنشطة المراقبة الإيرانية

وتابعت وزارة الخزانة الأميركية أنه "اعتبارًا من عام 2011، أصبح بمقدور الحكومة الإيرانية مراقبة خدمات الرسائل النصية من خلال نظام مراقبة تثبته شركة الصناعات الإلكترونية الإيرانية".

وذكرت أن "أنشطة المراقبة والتنصت، وفي سياق استخدامها من قبل الحكومة الإيرانية، تشكل جزءًا لا يتجزأ من جهود النظام الإيراني للسيطرة على المحتوى والحد منه وقمع حرية التعبير".

وأوضحت الوزارة أنه بالإضافة إلى مراقبة أنشطة شبكة الإنترنت، "تستخدم السلطات الإيرانية على نحو منتظم المراقبة في اعتقال النشطاء السياسيين واستجوابهم".

وكان متظاهر إيراني قد شارك في المظاهرات المناهضة للحكومة في أواخر عام 2017 وأوائل عام 2018 قد اتهم السلطات بأنها تحاول بصورة علنية وصريحة قطع الاتصالات "في أي وقت تشعر فيه بأي نوع من المعارضة".

وصرح هذا المتظاهر لموقع المشارق في ذلك الوقت أن السلطات تفعل ذلك عن طريق قطع خدمات الإنترنت أو إضعافها إلى النقطة التي تصبح فيها غير فعالة، مضيفًا أن منصات التواصل الاجتماعي الرئيسية تتعرض للحجب بصورة منتظمة.

وأشار البسام إلى أن إيران، وعن طريق تركيب أبراج وهوائيات في جميع أنحاء سوريا، ستتمكن من التلاعب بخدمات الانترنت ومراقبة شبكات التواصل الاجتماعي في البلاد.

وقال إن شركة الاتصالات المتنقلة الإيرانية "ستعمد دون شك إلى دخول السوق بقوة لمنافسة الشركتين الحاليتين".

وأوضح أنه عن طريق عرض أسعار تنافسية، ستتمكن من الانتشار بسرعة.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500