أخبار العراق
مجتمع

الاستعانة بخطباء مساجد بمحافظة نينوى لتعزيز الاعتدال

علاء حسين من بغداد

أئمة وخطباء يحضرون محاضرة ألقاها الوقف السني في محافظة نينوى هذا الشهر. [حقوق الصورة للوقف السني في نينوى]

أئمة وخطباء يحضرون محاضرة ألقاها الوقف السني في محافظة نينوى هذا الشهر. [حقوق الصورة للوقف السني في نينوى]

يتلقى خطباء المساجد في المناطق النائية من محافظة نينوى تشجيعًا نشطًا من السلطات لنبذ التطرف من على منابرهم وتعزيز خطاب التعايش السلمي.

وقد حضر خطباء من قضاء الشورة وحمام العليل في جنوب الموصل ورشة تدريبية أقامتها جمعية التحرير للتنمية بالتعاون مع الوقف السني في محافظة نينوى وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وقد ركزت الدورة، التي تحمل عنوان "سبل تعزيز التعايش السلمي من خلال الخطاب الديني"، على نقل المعارف والمهارات التي ستساعد الخطباء على تعزيز التسامح الديني في خطبهم والابتعاد عن الطائفية.

ويأتي هذا الجهد في إطار توجه عام بالعراق للتركيز على الاعتدال من خلال التثقيف الديني، ولاسيما في المحافظات المحررة من تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش).

أئمة وخطباء يحضرون دورة تدريبية يحاضر فيها مسؤولو الإرشاد في الوقف السني في محافظة نينوى. [حقوق الصورة للوقف السني في نينوى]

أئمة وخطباء يحضرون دورة تدريبية يحاضر فيها مسؤولو الإرشاد في الوقف السني في محافظة نينوى. [حقوق الصورة للوقف السني في نينوى]

وقال مسؤول شعبة الوسطية والاعتدال في ديوان الوقف السني في نينوى "علي أسامة" إن الهدف من الدورة التدريبية هو "تحفيز رجال الدين والخطباء على إعادة العلاقة الطيبة واللحمة الوطنية بين مختلف مكونات المجتمع".

وأضاف في تصريح لديارنا أنه تم تشجيع رجال الدين على تبني خطاب معتدل.

وبين أن الدورة استهدفت 60 إمامًا وخطيبًا من المناطق النائية في محافظة نينوى، وقد تم تدريبهم من قبل كوادر مديرية الإرشاد في الوقف السني في المحافظة .

بدوره، رأى مدير منظمة التحرير للتنمية "عبد العزيز الجربا" أن مثل هذه الدورات يمكن أن تخلق موانع ثقافية ودينية لمنع عودة الجماعات المتطرفة مثل داعش إلى تلك المناطق .

وأشار في حديث لديارنا إلى أن التركيز "كان على خطباء المساجد في المناطق النائية حيث تقل فرص التواصل والاتصال مع الشرائح المجتمعية هناك".

مواجهة التطرف

من ناحيته، قال المتحدث باسم دار الإفتاء العراقية الشيخ "عامر البياتي" إن دورات مكافحة التطرف هامة لأنه "إذا التزم الخطيب بتعزيز الوسطية والاعتدال، فإنه سيستطيع مواجهة الأفكار المتطرفة التي تبثها الجماعات الإرهابية".

وبين في حديث لديارنا أن الخطاب الديني المعتدل قادر على مواجهة نوع الفكر المتطرف العنيف الذي تروجه ماكينة داعش الإعلاميةعلى شبكة الإنترنت.

ووصف الخطب المعتدلة التي يلقيها الخطباء بأنها مثل السيف "ضد دعاة التفرقة والطائفية والتطرف" الذين استخدمهم تنظيم داعش للتحريض على الكراهية في المجتمعات ذات الصبغة الدينية العميقة.

وأضاف "البياتي" أنه يجب على السلطات الحكومية والمنظمات غير الحكومية والمدارس أن تلعب دورها في القضاء على التطرف.

وقال إن "مكافحة التطرف ليست مهمة مقتصرة على الخطباء ورجال الدين فقط، بل هي واجب وطني على جميع الشرائح الأخرى بالمجتمع".

كما رأى أن "التطرف لا يخص طائفة أو عرق أو جماعة بعينها، لكن يمكن رؤيته في كل الأديان والقوميات والأعراق".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500