أخبار العراق
مجتمع

مظاهر الحياة تعود تدريجيا إلى مدينة الرقة

وليد أبو الخير من القاهرة

أعيد افتتاح سوق الجمعة في الرقة الذي يعد من الأسواق التاريخية في المدينة، بعد طرد تنظيم ʼالدولة الإسلاميةʻ. [حقوق الصورة لقوات سوريا الديموقراطية]

أعيد افتتاح سوق الجمعة في الرقة الذي يعد من الأسواق التاريخية في المدينة، بعد طرد تنظيم ʼالدولة الإسلاميةʻ. [حقوق الصورة لقوات سوريا الديموقراطية]

في مشهد غاب طوال السنوات الماضية، تعج مدينة الرقة بالحركة من جديد بعد أكثر من عام على تحريرها من تنظيم "الدولة الإسلامية".

فتعج الملاعب بالأطفال والمقاهي بالشباب، فيما تتواصل أعمال إعادة الإعمار بالرغم من غياب التمويل، حسبما ذكره الأهالي لديارنا.

ويوفر مجلس الرقة المدني أي الإدارة العربية-الكردية المستقلة، الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه والغذاء.

وعادت الحياة إلى الأسواق، ولا سيما إلى سوق الجمعة الشهير، الأمر الذي أعاد العلاقات بين أهالي المدينة وسكان المناطق الريفية.

أحد أفران الرقة يقدم الخبز للمواطنين بأسعار متدنية. [حقوق الصورة لقوات سوريا الديموقراطية]

أحد أفران الرقة يقدم الخبز للمواطنين بأسعار متدنية. [حقوق الصورة لقوات سوريا الديموقراطية]

وظائف وترفيه

وقالت سناء الحج حسن وهي تعمل مع إحدى المنظمات الإنسانية المعنية بالمرأة والطفل، إن "المنظمات الإنسانية قامت بالتنسيق والتعاون مع بلدية الشعب في الرقة بترميم حديقة الأطفال في مدينة الرقة.

وأضافت أنها زرعت الأشجار وجهزت الحديقة ببنى للعب كما جهزت الأرضيات لتكون آمنة للأطفال.

وأشارت إلى أن الحديقة لا تزال تحتاج إلى بعض أعمال إعادة التأهيل وإلى التمويل، لافتة إلى أنها دمرت بالكامل جراء الحرب التي دارت في المدينة.

وذكرت أن تنظيم داعش حولها إلى مقبرة جماعية، وبالتالي "جرى نقل ما كان مدفونا فيها إلى مقابر المدينة".

ومن جهته، قال محمد الجاسم الذي يعمل في لجنة الإدارة المحلية في مجلس الرقة المدني، إنه في هذه الأثناء نظم المجلس مسابقات لتوظيف شباب الرقة لكل الاختصاصات.

ولفت في حديث لديارنا إلى أن أكثر من 1700 شاب من كل الاختصاصات، بما في ذلك أصحاب المهن الحرة والحرفيين والحائزين على شهادات جامعية، قدموا سيرتهم الذاتية.

وقال إن مشاريع إعادة الإعمار التابعة للمجلس توفر فرص عمل ممتازة لشباب المنطقة، مضيفا أن مسابقة نظمت مؤخرا هدفت إلى اختيار سائقين لقيادة شاحنات تابعة للجنة الإدارية المحلية.

أسواق تعج بالحركة

وفي هذا السياق، قال محمود الأمين وهو من أهالي الرقة، إن "الحياة عادت إلى طبيعتها بنسبة كبيرة".

وأضاف لديارنا "ينتشر شعور الأمان بين المواطنين خصوصا وأن جميع مظاهر الحياة عادت ولو ببطء إلى المدينة".

وأوضح أن المواد الغذائية تتوفر بأسعار معقولة وبعضها مدعم كالخبز، مشيرا إلى أن نحو 40 مخبزا أصبح شغالا في المدينة ومناطقها الريفية، الأمر الذي ساعد في وضع حد لضرورة الوقوف في طوابير للحصول على هذه المادة الأساسية.

كذلك، أعاد سوق الجمعة المعروف بطابعه التاريخي في الرقة، فتح أبوابه في موقعه الأساسي شمالي المدينة.

وذكر الأمين أن المحلات المنتشرة في هذا السوق تبيع السلع الأساسية والملابس ومستلزمات المنازل بأسعار أقل من سعر المحلات التجارية، وهذا أمر أعاد الحركة بين المدينة وريفها بشكل كبير.

ولفت إلى أن "الأجهزة الأمنية والرقابية تمارس عملها بشكل جدي من جهة الحفاظ على الأمن ومراقبة الأسعار وجودة المنتجات المعروضة للبيع".

كذلك، عادت الفعاليات الاجتماعية والرياضية إلى مقاهي ومطاعم المدينة، حيث يتجمع الشباب من جديد في مشهد كان غائبا عن المرحلة الزمنية الأخيرة.

وقال الأمين إن ذلك ساهم إلى حد بعيد في توطيد العلاقات بين الأهالي.

تواصل أعمال إعادة الإعمار

وفي الإطار نفسه، قال خالد مصطفى وهو من لجنة إعادة إعمار مدينة الرقة، إنه في هذه الأثناء، يجري رفع الأنقاض بالتنسيق مع القوى الأمنية وفرق التدخل المبكر، للكشف على الألغام ورفع الجثث إن وجدت تحت الأنقاض أو في المقابر التي استحدثها تنظيم داعش قبل هروبه من المدينة.

وأضاف لديارنا أنه "لا يتبقى سوى 15 في المائة تقريبا من إجمالي ما يجب رفعه من أنقاض، بالإضافة إلى ما يتم تنفيذه بناء على طلبات الأهالي [الفردية]"، علما أن هذه الأخيرة تخضع لجدول خاص بها حسب توقيت التبليغ وكمية الأنقاض المراد رفعها".

وتابع أن الأعمال قد تكون بطيئة خلال فصل الشتاء بسبب العوامل الجوية.

وشرح أن "التركيز حاليا يتم على إنجاز بعض أعمال الكهرباء، حيث جرى تركيب 20 محولا جديدا"، مضيفا أنه تم تركيب أعمدة إنارة في الشوارع.

وأشار إلى أنه مع نقص التمويل، تتم أعمال إعادة الإعمار حاليا على نفقة السكان الذين يريدون إعادة إعمار منازلهم.

وأكد أن الأعمال تتواصل "تحت إشراف مراقبين ومهندسين تابعين لمجلس الرقة المدني، حتى لا يتم التعدي على الممتلكات الخاصة والعامة".

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

الرقة سكانها عرب ولا نريد كردي يحكمنا

الرد