تلاحق فرقة العقاب التابعة لهيئة تحرير الشام الناشطين المناهضين لها وتعمد إلى احتجازهم أو اغتيالهم، حسبما أكد لديارنا فنان سوري يعاني من ملاحقة التحالف المتطرف له.
وقال الفنان السوري أحمد خليل الجلل إن فرقة العقاب داهمت منزله في كفر نبل بمحافظة إدلب في محاولة لاعتقاله، وهو منذ ذلك الحين متواري عن الأنظار.
والجلل معروف أنه يقوم منذ بداية الثورة السورية بتصميم اللافتات التي ترفع خلال التظاهرات رسما وكتابة.
وهاجم بشدة في لافتاته الأخيرة هيئة تحرير الشام وتنظيم القاعدة.
وأوضح الجلل لديارنا أن "مقاتلي التحالف المتطرف يلاحقون الناشطين في إدلب بسبب الخلاف العقائدي بين الطرفين".
وأضاف أن الصراع بالنسبة إلى هيئة تحرير الشام هو صراع فكري وهذا ما يبرر ممارساتها لأن من يعتنق فكرا شموليا "لا يتقبل الاخر ويحاول تصفيته".
وتابع أن اغتيال المعارضين لفكرها ليس بالأمر الجديد على هيئة تحرير الشام، مذكرا بملاحق مقاتلي التحالف للناشط رائد فارس مدة سنتين قبل أن ينجحوا بقتله.
'أنا مسلم واعتز بإسلامي'
وكشف الجلل أن بعض الوسطاء تواصلوا معه لحثه على التخفيف من حدة انتقاده لهيئة تحرير الشام، على أمل أن يبرموا اتفاقا مع التحالف يقضي بعدم التعرض له.
وأكد أن الأوضاع في إدلب صعبة جدا، فالمدنيون خائفون من التحالف الذي يستخدم فرقة العقاب لتشديد قبضته على المنطقة.
وقال "إن معظم الأصوات الحرة التي حركت التظاهرات ضد النظام عام 2011 قد اعتقلت أو قتلت على أيدي النظام والفصائل المتطرفة"، مضيفا: "لا أتوقع من المدنيين رد فعل حاسم".
وأردف الجلل أن رسوماته هاجمت بشكل مباشر وصريح هيئة تحرير الشام وكان يتوقع أن يتلقى تهديدات من المتطرفين.
ومع أن اغتياله يبقى أمرا محتملا، تعهد بعدم تخفيف لهجته مؤكدا أنه سيواصل مواجهة هيئة تحرير الشام بواسطة لافتاته.
وقال: "قد يظن البعض أنني علماني معادي للأديان ولذلك أهاجم المتطرفين الإسلاميين، لكنهم مخطئون".
وتابع: "أنا مسلم وأعتز بإسلامي، وواجبي تجاه ديني (وهو دين الرحمة) أن أدافع عنه وأحميه من الذين يحاولون تشويهه".