قامت قوات التحالف الدولي بتسيير دوريات مشتركة مع قوات سوريا الديموقراطية بالقرب من كوباني في شمالي شرقي سوريا، بعد تعرض المناطق الشرقية والغربية من المدينة للقصف من الجانب التركي من الحدود.

وقال أحد المسؤولين في قوات سوريا الديموقراطية إن القصف أسفر عن سقوط عدد من الضحايا وزرع الخوف في المنطقة، إلا أن الوضع عاد إلى طبيعته فور تسيير الدوريات.

وعندما بدأ القصف في 31 تشرين الأول/أكتوبر، أعلنت قوات سوريا الديموقراطية عن تعليق عملياتها العسكرية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في منطقة هجين بمحافظة دير الزور الشرقية.

ويوم الأحد، 11 تشرين الثاني/نوفمبر، أعلنت هذه القوات استئناف العمليات مجددا، عقب "اتصالات مكثفة" مع التحالف الدولي و"نشاط ديبلوماسي كبير" لنزع فتيل الأزمة، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت قوات سوريا الديموقراطية في بيان إن "قيادة قوات سوريا الديموقراطية قررت استئناف العمليات العسكرية ضد داعش والعمل لضمان هزيمتها النهائية".

وأضافت أنه "في حين أنها تبقى مصممة على ملاحقة الإرهاب، تؤكد (قوات سوريا الديموقراطية) أيضا تصميمها على حماية الحدود الشمالية لسوريا".

وفي هذا السياق، قال مصطفى بالي مدير المركز الإعلامي في قوات سوريا الديمقراطية، لديارنا إن الدوريات المشتركة بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف الدولي في المنطقة الحدودية تأتي في إطار التنسيق بين الفريقين، وتهدف إلى إحلال الهدوء في المنطقة.

وأضاف أنه إلى جانب تسيير الدوريات المشتركة، يدعو قادة التحالف القوات الكردية والتركية إلى ضبط النفس، لتجنب التصعيد ودعم جهود قوات سوريا الديموقراطية لمكافحة الإرهاب.

وتابع أن "هذه الدوريات غير محددة الزمان والمكان وستستمر حتى عودة الأمور إلى طبيعتها".

المدنيون يخشون على سلامتهم

ومن جهته، قال الصحافي صالح مسلم الذي رافق أولى دوريات قوات سوريا الديموقراطية والتحالف الدولي في كوباني، إن القصف زرع الخوف بين المدنيين ودفع قوات التحالف الدولي إلى إجراء دوريات مشتركة مع قوات سوريا الديموقراطية على طول الحدود.

وذكر أن الدوريات التي انطلقت في 2 تشرين الثاني/نوفمبر، أجريت من الشريط الفراتي في منطقة الشيوخ حتى سلوك وتل أبيض والدرباسية وفي مقاطعتي الجزيرة والفرات السابقتين.

واكد مسلم أن هذه الدوريات "أراحت [المواطنين] بشكل كبير" وأبعدت شبح الحرب الذي كان قد هيمن على المنطقة، مما سمح للأسواق باستئناف حركة الشراء والبيع بعد تراجع ملحوظ في الحركة التجارية.

وأوضح أن بعض المدنيين الذين يقيمون بالقرب من الشريط الحدودي، ولا سيما في كور علي وسليم، نزحوا إلى مدينة كوباني في حين استعد المدنيون المتواجدون في المدينة للمغادرة في حال تطور الأمور.

ولكن مع انطلاق الدوريات، عاد الأهالي إلى منازلهم بعد بضعة أيام وأعيد فتح المدارس التي أقفلت أبوابها في بعض القرى خوفا على أرواح الطلاب.

إعادة الاستقرار إلى كوباني

وبحسب مسلم، قام ضباط التحالف وقوات سوريا الديموقراطية المسؤولون عن الدوريات، بطمأنة الأهالي بعدم صحة الأخبار التي وردت عن تجدد القصف أو العمليات العسكرية في المنطقة.

وفي هذا الإطار، قال محمود عبدو وهو من أهالي غرب كوباني ويعمل في مجال الزراعة، إن القصف أعاد إلى أذهان العديد من سكان كوباني الظروف التي عاشوها أثناء اجتياح تنظيم داعش المنطقة.

وأوضح لديارنا أن ذلك أثار حالة من الرعب بين المدنيين، لافتا إلى أن الخوف تزايد مع ارتفاع عدد الضحايا وكانت فتاة في السابعة من العمر بين القتلى، وقد قرر كثيرون مغادرة المنطقة خوفا على سلامتهم.

وتابع عبدو أن ريف كوباني مؤلف من قرى غير مجهزة بملاجئ لحماية المدنيين من القصف، مضيفا أن الوضع بدأ بالعودة إلى طبيعته فور الإعلان عن تسيير الدوريات.

وذكر عبدو أن "الدوريات تتنقل على طول الشريط الحدودي وتتوقف أحيانا في القرى لطمأنة المدنيين بأن الأوضاع هادئة وأن لا عودة إلى العمليات العسكرية".

وأكد أن أهالي المنطقة عبروا عن تقديرهم لسرعة تحرك قوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديموقراطية لوقف عمليات القصف وإحلال السلام في المنطقة.