أخبار العراق
عدالة

الولايات المتحدة وحلفاؤها يشنّون ضربات عسكرية ضد سوريا

من اعداد فريق عمل ديارنا ووكالة الصحافة الفرنسية

الدخان يتصاعد من مركز البحوث بالقرب من العاصمة دمشق بعد استهدافه من قبل قوات التحالف الدولي ردا على الهجوم الكيميائي المفترض يوم 7 نيسان/أبريل. [حقوق الصورة لبهاء السهلي]

الدخان يتصاعد من مركز البحوث بالقرب من العاصمة دمشق بعد استهدافه من قبل قوات التحالف الدولي ردا على الهجوم الكيميائي المفترض يوم 7 نيسان/أبريل. [حقوق الصورة لبهاء السهلي]

شنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا فجر السبت (14 نيسان/أبريل) عملية عسكرية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد ردا على الهجوم الكيميائي الأخير الذي اتهمت به دمشق، حسبما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وفيما كان ترامب يعلن عن الغارات في خطاب توجه به الى الامة من البيت الابيض، سُمع دويّ الانفجارات في العاصمة السورية في تطور جديد في الحرب الأهلية الوحشية الجارية منذ أكثر من سبع سنوات.

وتردد دوي انفجارات متتالية عند الساعة الرابعة من فجر يوم السبت، يليها صوت طيران يحلق في السماء فوق العاصمة دمشق. وتصاعد الدخان من المشارف الشمالية والشرقية للعاصمة.

وقال ترامب في خطاب متلفز “قبل فترة وجيزة، أمرت القوات المسلحة الأميركية بإطلاق غارات دقيقة على أهداف مرتبطة بقدرات الديكتاتور السوري بشار الأسد الكيميائية”.

وقال "تجري عملية عسكرية مشتركة مع فرنسا وبريطانيا، ونحن نشكر" البلدين.

وقال ترامب إن الهجوم الكيميائي المفترض على دوما الأسبوع الماضي هو “مجزرة شكلت تصعيدا كبيرا في نمط استخدام الاسلحة الكيميائية من قبل هذا النظام الرهيب”.

وتابع “لقد ترك الهجوم أمهات وآباء وأطفال في ألم شديد ويلهثون للهواء. هذه ليست تصرفات رجل. إنها جرائم وحش”.

ضربة قوية

وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال جوزيف دانفورد للصحافيين ان ضربات مركزة ضربت ثلاثة أهداف: مركز أبحاث علمي بالقرب من دمشق, منشأة قريبة من الهدف الأول كانت تستعمل لتخزين الأسلحة ومركز قيادة, بالاضافة الى مرفق لتخزين الأسلحة الكيميائية بالقرب من حمص.

وأضاف دانفورد أن صواريخ أرض جو سورية حاولت الرد، ولكن لم ترد تقارير أولية عن أي خسائر في صفوف قوات التحالف.

وشكل الهجوم تصعيدا ملحوظا من الضربة الأميركية التي أطلقت قبل عام, عندما تم استخدام صواريخ كروز ضد مطار واحد.

وقال دانفورد انه تم تحذير القوات الروسية الموجودة في سوريا من خلال قنوات " خفض التصعيد" بأن الطائرات الغربية ستتواجد في الأجواء السورية، ولكن واشنطن لم تكشف مسبقا عن المواقع المستهدفة أو توقيت الضربات.

وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس انه لا توجد خطط لضربات اضافية ما لم يستخدم الأسد الأسلحة الكيميائية مرة أخرى.

وقال “كانت الضربات في غاية الدقة والاتساق، ولكن في نفس الوقت, فإنها كانت قوية”.

جبهة موحدة

وحذر ترامب كل من روسيا وإيران من الوقوف بجانب حليفهما في دمشق.

وقال "يتعين على روسيا أن تقرر ما إذا كانت ستستمر في هذا الطريق المظلم أم أنها ستنضم إلى الدول المتحضرة كقوة للاستقرار والسلام".

يذكر أن الضربات كانت متوقعة منذ ظهور صور مروعة في أعقاب الهجوم الذي وقع في دوما، مما أثار ردود فعل دولية عارمة للتنديد به.

وسرعان ما انضم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتأييد ترامب وعزمه الواضح على الرد، حيث أعلن ماكرون انضمام بلاده للرد المشترك.

وقال ماكرون في بيان له "لا يمكننا التساهل في الاستخدام المتكرر للأسلحة الكيميائية".

أما رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي فأعربت عن موقف أكثر حذر، مع العلم أنه ما أن تم إطلاق أول صاروخ كروز كان موقف التحالف الدولي موحدا.

وقالت ماي "لا يمكن أن نسمح باستخدام الكيميائي في سوريا أو حتى في شوارع بريطانيا، أو في أي مكان آخر في عالمنا"، وذلك في اشارة منها إلى محاولة اغتيال العميل الروسي المزدوج مؤخرا.

"لدينا دليل”

في الأيام الفاصلة بين الهجوم في دوما والرد الذي تقوده الولايات المتحدة، تصادمت واشنطن وموسكو مرارًا وتكرارًا في تصريحات صحافية ومناقشات أميركية.

ونفت موسكو أن يكون لحليفها الاسد أي دور في الهجوم الكيميائي، مما دفع مجموعة متنوعة من النظريات البديلة التي بلغت ذروتها بادعاء روسيا بأن بريطانيا هي وراء التخطيط للهجوم.

وفي الأمم المتحدة، استخدم دبلوماسيو روسيا حق النقض ضد اقتراح أميركي بإعادة تشكيل لجنة تحقيق دولي للنظر في ادعاءات استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.

ورغم ذلك أصرت واشنطن وباريس ولندن على أن معلوماتها السرية تشير إلى إدانة الأسد، فيما قالت المتحدثة باسم الإدارة الأميركية يوم الجمعة إن الولايات المتحدة لديها “دليل" على استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية ضد السكان.

وكان الجيش الروسي قد تعهد بالرد على أي هجوم.

وبعد الضربات، قال سفير موسكو في الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف: "حذرنا من أن تصرفات كهذه ستكون لها عواقب".

وكان الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس قد حذر يوم الجمعة من أن التوتر المتصاعد بين القوى الكبرى قد يفضي إلى "تصعيد عسكري شامل" في سوريا، وشدد على ضرورة "تجنب خروج الوضع عن السيطرة”.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500