أخبار العراق
أمن

عودة الحياة لسوق بلدة مركدة بعد طرد داعش

وليد أبو الخير من القاهرة

عادت الحياة لبلدة مركدة التي تقع في محافظة الحسكة السورية منذ تحريرها من تنظيم داعش يوم 9 تشرين الثاني/نوفمبر. [حقوق الصورة لعمار صالح]

عادت الحياة لبلدة مركدة التي تقع في محافظة الحسكة السورية منذ تحريرها من تنظيم داعش يوم 9 تشرين الثاني/نوفمبر. [حقوق الصورة لعمار صالح]

شهدت بلدة مركدة السورية عودة الى الحياة الطبيعية منذ طرد تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) منها يوم 9 تشرين الثاني/نوفمبر.

وقد كانت شوارع البلدة، الواقعة في منطقة الشدادي جنوب محافظة الحسكة، ممتلئة بالمتسوقين منذ أن قامت قوات سوريا الديموقراطية (قسد) ومعها قوات مجلس دير الزور العسكري بتحرير تلك المنطقة الاستراتيجية التي لها حدود مشتركة مع محافظة دير الزور.

وقد عادت الحياة سريعًا الى مركدة حيث أن معظم الأهالي لم يخرجوا منها أثناء المعارك التي دارت مع تنظيم داعش، كون المعارك الأساسية كانت تدور عند أطراف البلدة وفي القرى الصغيرة التي تحيط بها.

وقال فرهاد خوجة، وهو أحد ضباط قوات قسد المتمركزين في المنطقة، إن تلك القرى تضم علوة شمساني والشمساني والزينات وجاد وعناد.

اللافتات التي خلفها تنظيم داعش ورائه عند أحد مداخل بلدة مركدة بمحافظة الحكسة السورية هي كل ما تبقى من التنظيم منذ طرده يوم 9 تشرين الثاني/نوفمبر. [حقوق الصورة لعمار صالح]

اللافتات التي خلفها تنظيم داعش ورائه عند أحد مداخل بلدة مركدة بمحافظة الحكسة السورية هي كل ما تبقى من التنظيم منذ طرده يوم 9 تشرين الثاني/نوفمبر. [حقوق الصورة لعمار صالح]

وصرح لديارنا أن الألغام التي زرعها تنظيم داعش قد تم تطهيرها، بينما يجري العمل لتطهير القرى والمناطق الزراعية المجاورة لتمكين السكان من التحرك بحرية في المنطقة.

وأضاف أن عمليات التمشيط استغرقت وقتًا أطول بسبب مجموعة الأنفاق التي كان عناصر تنظيم داعش يستخدمونها كملاجئ خلال الهجمات البرية وغارات طيران التحالف الدولي.

منع تسلل داعش

وأشار خوجة إلى أن قوات قسد قد أقامت عددًا من الحواجز الأمنية على مداخل البلدة لبحث الأوراق الثبوتية للمواطنين ومراقبة الخارجين والداخلين لمنع أي محاولة للتسلل من قبل عناصر داعش.

وقد كان ذلك يمثل مصدرًا للقلق حيث أن الكثير من عناصر داعش كانوا يفرون من المعارك إلى أجزاء مختلفة من محافظة دير الزور.

وأكد على أنه "يوجد تعاون جيد بين الأهالي والقوات الأمنية"، مشيرًا إلى أن "غالبية العناصر الأمنية الموجودة تنحدر من منطقة مركدة والشدادي وريف الحسكة، وهو أمر أشاع جوًا من الارتياح بين الأهالي".

بدوره، قال فيصل المشوح، وهو من أهالي بلدة مركدة ويعمل تاجرًا للمواشي، لديارنا إن البلدة تشتهر بسوقها الذي يعتبر مركزًا أساسيًا للتسوق بالنسبة لسكان مناطق الحسكة والشدادي ودير الزور.

وذكر أنه منذ طرد داعش من المنطقة، عادت الحياة إلى السوق الذي بدأ مرة أخرى في توفير جميع أنواع المواد الغذائية والخضروات والفواكه والمواشي.

وأضاف أن "الأسعار معقولة ولم تشهد ارتفاعات كبيرة كباقي المناطق".

وتابع "ربما يعود السبب إلى أنها منطقة زراعية ويعمل أهلها بالزراعة وتربية المواشي وبينهم رباط عائلي وثيق يمنع حالات الاستغلال للوضع".

انتصار عسكري استراتيجي

ويشير المشوح إلى أن موقع البلدة يسمح للتجار بالوصول إليها من جميع الأطراف، سواء من دير الزور أو الحسكة أو حتى العراق، وبالتالي فإن وفرة المعروض من البضائع يجعل من ارتفاع الأسعار أمرًا مستبعدًا.

من ناحيته، قال الناشط الإعلامي والاجتماعي عمار صالح لديارنا إن تحرير بلدة مركدة يمثل انتصارًا عسكريًا كبيرًا نظرًا لموقع البلدة الاستراتيجي الهام بين محافظتي دير الزور والحسكة.

وتابع أن البلدة تعتبر شريانًا حيويًا بين المنطقتين وطريق إمداد رئيسيًا بين دير الزور والعراق.

وأضاف أن البلدة قريبة جدًا من حقل العمر للغاز، وبالتالي فإن "السيطرة عليها ضرورية لإرساء الأمن والأمان لكل المنطقة المحيطة في محافظتي الحسكة ودير الزور".

وأوضح أن البلدة تخضع لإدارة شيوخ العشائر، مؤكدًا أن هناك تعاون بينهم وبين قيادات قوات قسد لضمان حسن سير عملية العودة الى الحياة الطبيعية ومنع عناصر داعش من التسلل إلى المنطقة من جديد.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500