أخبار العراق
إرهاب

مراقبون: 'خلافة' داعش تفككت في سوريا

وكالة الصحافة الفرنسية

رجال يركبون دراجة هوائية في مدينة دير الزور بشرق سوريا أثناء عملية عسكرية قامت بها قوات الحكومة ضد تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) يوم 4 تشرين الثاني/نوفمبر. [مراسل حر/وكالة الصحافة الفرنسية]

رجال يركبون دراجة هوائية في مدينة دير الزور بشرق سوريا أثناء عملية عسكرية قامت بها قوات الحكومة ضد تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) يوم 4 تشرين الثاني/نوفمبر. [مراسل حر/وكالة الصحافة الفرنسية]

تقلص وجود تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) في سوريا بصورة كبيرة، حيث أن مقاتليه إما في حالة فرار وإما محاصرون وأصبحوا بلا فعالية إلى حد كبير.

ويوم السبت، أعلنت حكومة بغداد نهاية جهدها العسكري الضخم الذي شهد استعادة القوات العراقية كل شبر من ثُلث البلاد الذي كان التنظيم المتطرف يسيطر عليه منذ ثلاثة أعوام.

كما أن الجانب السوري من "الخلافة" التي أعلنها تنظيم داعش عام 2014 قد تفكك، حيث لا يوجد الآن إلا مجموعات من المقاتلين الذين يشنون هجمات قصيرة الأجل أو يتمسكون بجيوب صغيرة حيث يُحاصرون بالكامل.

ولم يعد التنظيم يسيطر على أية بلدة في سوريا، ومع أنه ربما لا يزال يوجد بضعة آلاف من المقاتلين في صفوف التنظيم، فإن المراقبين يتوقعون أن تعلن دمشق النصر النهائي قبل نهاية العمل.

لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال يوم الأحد إن ذلك من السابق لأوانه قليلًا وتوقع أن "تتواصل العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في سوريا حتى منتصف شباط/فبراير ونهايته".

بدوره، قال رامي عبد الرحمن الذي يترأس المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تنظيم داعش أصبح الآن بلا دفة توجهه وإن الوحدات الباقية لا تقوم أساسًا إلا بالدفاع عن نفسها.

وأضاف أنه "لم تعد هناك قيادة مركزية واحدة تصدر الأوامر. لقد تحول تنظيم داعش إلى مجموعات مشتتة عبر سوريا".

لكن مقاتلي داعش أكثر نشاطًا في محافظة دير الزور بشرق سوريا حيث يدافعون عن آخر بقع الأراضي التي كانت جزءًا من "خلافتهم".

حيث لا يزال يتواجد بضع مئات منهم في المحافظة وحدها، وهو عدد غير كاف لتخطيط أية عملية واقعية لإعادة غزو الأراضي، لكنهم كافون لشن هجمات مدمرة على غرار حرب العصابات.

ووفقًا لعبد الرحمن، فقد لقي 23 من القوات الموالية للحكومة مصرعهم يوم الاثنين في هجوم بالقرب من البو كمال، وهي آخر بلدة كبيرة كان تنظيم داعش يسيطر عليها بالكامل قبل أن يفقدها في نهاية الأمر في شهر تشرين الثاني/نوفمبر.

بقايا الخلافة

لا يزال تنظيم داعش يسيطر على 18 قرية في الجانب الشرقي من نهر الفرات في محافظة دير الزور، بحسب المرصد.

كما يسيطر على منطقة صغيرة في شمال شرق محافظة الحسكة، وبعض المناطق النائية في محافظة حمص بوسط البلاد، حيث يحتفظ بجيبين اثنين لكن يُتوقع أن يستعيدهما النظام قريبًا.

ويتواجد مقاتلو تنظيم داعش كذلك ببقعة صغيرة في محافظة حماة إلى الشمال، حيث يقاتلون متطرفين من إحدى المجموعات المنافسة.

كما أن لديهم تواجد في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، لكن مقاتلي داعش هناك محاصرون منذ سنوات.

ولدى التنظيم مواقع ثابتة في منطقتين أخريين في جنوب دمشق، وهما الحجر الأسود وحي التضامن.

وفي محافظة درعا الجنوبية، يحتفظ مقاتلون تابعون لتنظيم داعش بتواجد صغير.

لا مقار ولا هيكلية

وقال عبد الرحمن "ربما سنشهد نهاية داعش كقوة مسيطرة على الأرض قريبًا، لكن التنظيم سيستمر في التواجد من خلال الخلايا النائمة".

ومع قيام الكثير من القوات المناوئة للمتطرفين باستعادة أراض من داعش على مدار السنوات الثلاثة الماضية، يُعتقد أن آلاف المتطرفين الذين تعرضوا للسحق قد ذابوا ببساطة في الصحراء أو رجعوا لحياتهم المدنية.

وقال أيمن جواد التميمي، وهو أكاديمي وخبير في الجماعات المتطرفة، إن "تنظيم داعش قد حاول الحفاظ على الحكم في الأماكن التي كان يمارس فيها سيطرته الرسمية والكاملة، لكن المعيار الآن هو أن يقوم بوظيفته كتنظيم متمرد".

أما عن مكان زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي ومستوى مشاركته الراهن، فهذا أمر غير معروف. فلم يعد للتنظيم مركز سلطة واضح، كما أن ماكينة دعايته التي كانت ذات مرة غير قابلة للإيقاف أصبحت شديدة الضعف الآن.

وأضاف التميمي "أنا متأكد من أنه لا تزال توجد سلسلة قيادة، لكن الهيكل الكلي ربما أصبح أقل تماسكًا من ذي قبل".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500