أخبار العراق
حقوق الإنسان

مقتل الأطفال في سوريا يفضح تجنيد هيئة تحرير الشام لهم

وليد أبو الخير من القاهرة

قُتل المراهق من معرّة النعمان أنس الحصري في معارك شرق حماة يوم 28 تشرين الأول/أكتوبر. [حقوق الصورة لمصعب عساف]

قُتل المراهق من معرّة النعمان أنس الحصري في معارك شرق حماة يوم 28 تشرين الأول/أكتوبر. [حقوق الصورة لمصعب عساف]

أكّد ناشطٌ محليٌّ لديارنا أن تحالف هيئة تحرير الشام المتطرّف الذي تسيطر عليه جبهة النصرة سابقاً، يقوم بتجنيد الأطفال والمراهقين في محافظتيّ إدلب وحماة السوريتين للقتال في صفوفه.

وقال إن التحالف يقوم بتجنيد الأطفال بأعدادٍ كبيرةٍ وحاول الإبقاء على مسألة تجنيدهم ودفعهم إلى الخدمة العسكريّة طيّ الكتمان، إلا أن وفاة عددٍ كبيرٍ منهم فضحت القضية.

وأضاف الناشط الإعلامي في إدلب مصعب عساف لديارنا: "إن مكتب التجنيد التابع لهيئة تحرير الشام يعمل منذ فترة طويلة لاستقطاب الشبان للقتال في صفوفه".

وتابع أن الهدف كان تعويض النقص في المقاتلين الذي لحق بالهيئة إثر انشقاق عددٍ كبيرٍ من العناصر والجماعات المسلّحة عنها.

وأشار إلى أن الإقبال كان ضعيفاً جداً بسبب إحجام أهالي محافظتيّ إدلب وحماة عن القتال في صفوف هيئة تحرير الشام بعد انكشاف أمر تبعيتها لتنظيم القاعدة.

الهيئة تشتري سكوت أولياء الأمر

وأردف عساف: "في ظلّ هذه الظروف، لم يكن أمام مكتب التجنيد أيّ خيار سوى تجنيد الاطفال"، وتفيد التقارير أنه جنّد العشرات منهم.

وأوضح أن هؤلاء الأطفال يتحدّرون من أسرٍ فقيرةٍ جداً، أو أنهم فقدوا آبائهم في الحرب السورية وليس لديهم أيّ معيل.

ولفت إلى أن هيئة تحرير الشام أغرتهم بالمال ودفعت لأهلهم مبلغاً شهرياً يتراوح بين 50 و100 دولار.

وأكّد عساف أن مسألة تجنيد الأطفال كانت سريةً جداً، حتى أن مكتب التجنيد حذّر عائلات الأطفال المجنّدين من مغبة الإفشاء بسر تجنيدهم متحججاً بالضرورات الأمنية.

وقال عساف إن المسألة انكشفت على نطاقٍ واسع بعد مقتل عددٍ كبيرٍ من الأطفال المجنّدين في صفوف هيئة تحرير الشام، في المعارك التي خاضتها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وقوّات النظام السوري وحلفائه في منطقة ريف حماة.

وتشير التقديرات الأوّلية إلى مقتل ما لا يقلّ عن 10 أطفال وإصابة عددٍ كبيرٍ منهم في معارك ريف حماة الشرقي يوم 28 تشرين الأول/أكتوبر.

وعُرف بين الأطفال القتلى الطفل نور الدين باسل النجار ويبلغ من العمر 14 عاماً، وهو من بلدة كفروما القريبة من مدينة إدلب، والطفل أنس الحصري البالغ 14 عاماً أيضاً، وهو من مدينة معرّة النعمان، وفقاً له.

وقال إن حملة تجنيد الأطفال تركّزت في ريف إدلب ومنطقة معرّة النعمان ومحيطها، وتسود حالة من القلق والغضب بين الأهالي الخائفين على مصير أبنائهم، إذ تمتنع الهيئة عن إعطائهم أيّ معلوماتٍ حولهم.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500