أخبار العراق
إرهاب

أهالي إدلب خائفون بعد سيطرة هيئة تحرير الشام على مدينتهم

وليد أبو الخير من القاهرة

أهالي إدلب يعاينون الأضرار التي ألحقها انفجار سيارة مفخخة بالقرب من منطقة دوار الزراعة في 23 تموز/يوليو، مخلفاً عدد من القتلى في صفوف مقاتلي هيئة تحرير الشام. يتخوف الأهالي من أن تشهد الأيام المقبلة وقوع حوادث مماثلة. [حقوق الصورة لمصعب عساف]

أهالي إدلب يعاينون الأضرار التي ألحقها انفجار سيارة مفخخة بالقرب من منطقة دوار الزراعة في 23 تموز/يوليو، مخلفاً عدد من القتلى في صفوف مقاتلي هيئة تحرير الشام. يتخوف الأهالي من أن تشهد الأيام المقبلة وقوع حوادث مماثلة. [حقوق الصورة لمصعب عساف]

أكد ناشطون محليون لديارنا أن سكان مدينة إدلب السورية يخشون إحكام هيئة تحرير الشام قبضتها على المدينة ومعظم المناطق الريفية المحيطة بها.

والهيئة هي تحالف متطرّف يضمّ في صفوفه التنظيم الذي كان يُعرف سابقاً باسم جبهة النصرة.

وتنبع مخاوفهم من التقارير الإخبارية الإقليمية التي تتحدث عن إمكانية أن تصبح المدينة هدفاً لضربات التحالف الدولي الجوية أو لهجوم بري لطرد المتطرفين منها، كما حصل في مدينتي الموصل في العراق والرقة في سوريا.

وكانت هيئة تحرير الشام قد سيطرت على إدلب يوم الأحد 23 تموز/يوليو، بعد انسحاب تحالف أحرار الشام منها.

وغادر عناصر أحرار الشام المدينة متوجهين إلى جنوب المحافظة، بعد اتفاق وقف إطلاق النار وقّع يوم الجمعة بعد أيام من المعارك العنيفة بين الطرفين أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات.

وشدّدت حركة تحرير الشام قبضتها على معبري باب الهوى وخربة الجوز الحدودين مع تركيا واستولت على جميع المنشآت المدنية والعسكرية داخل مدينة إدلب.

وفي هذا الإطار، تحدث الناشط الإعلامي في إدلب مصعب عساف مستخدماً اسم مستعار خوفاً على سلامته، وقال إن "جبهة تحرير الشام تسيطر حالياً على كامل المنطقة، وشهدت الأيام القليلة الماضية قيام العشرات من الفصائل الصغيرة بمبايعتها".

وأضاف لديارنا أن المخاوف اشتدت بعد انتشار أخبار عن احتمال تعرّض المدينة لضربات التحالف الدولي ولهجوم بري وحصار، مشيراً إلى أن أهالي إدلب فشلوا في محاولتهم إبقاء مدينتهم على الحياد.

وكشف أن بعض البلدات في المناطق الريفية عقدت اتفاقات مع هيئة تحرير الشام تقضي بعدم دخول مقاتليها إليها مقابل خروج كل المتشددين منها، وخصوصاً في جرابلس والغاب وجبل الزاوية.

استبدال الأعلام في إدلب

وتابع عساف أن هيئة التحرير رفعت علمها داخل مدينة إدلب بدل علم الثورة السورية، فارضة حظراً على رفعه.

وأردف أن الهيئة شنّت حملة اعتقالات طالت نشطاء وشخصيات معارضة لها، ومنعت أي عمل إعلامي أو نشاط اجتماعي إلا إذا كان من تنظيمها.

وأكد أن الهيئة دفعت بمئات العناصر الموالية لها إلى المدينة لتأمينها وحمايتها من دخول المتسللين، "ونشرت الحواجز في شوارعها وعند مداخلها للتدقيق بأوراق الداخلين والخارجين".

إلى هذا، أعرب الأهالي عن تخوفهم من تجدّد القتال واستخدام العبوات الناسفة، لا سيّما بعد مقتل مجموعة من عناصر هيئة تحرير الشام في تفجير انتحاري وقع يوم الأحد في منطقة دوار الزراعة.

ويضاف إلى خوف سكان مدينة إدلب وريفها على أمنهم، الوضع الاقتصادي المأساوي الذي يواجهونه.

وفي هذا السياق، تحدث لديارنا الناشط والإعلامي سومر اغا الذي يعمل في تنسيقية مدينة سلمية، وقال إن العديد من المنظمات الانسانية أوقفت عملها في المنطقة بعد توسع نطاق سيطرة التحالف المتطرّف، مما أثّر على مئات العائلات.

وأوضح أنه "بعد إقفال معبر باب الهوى الذي يُعتبر شرياناً حيوياً لدخول المواد الغذائية والتموينية والأدوية وغيرها من الحاجات، ارتفعت أسعار الطعام والسلع الأخرى بشكل جنوني".

وختم مشيراً إلى أن هيئة تحرير الشام وحركة أحرار الشام أبرموا اتفاقاً يقضي بأن تدير مجموعة من المدنيين المعبر، على أن يتقاسم التنظيمان عائداته مناصفة بعد أن كانت حركة أحرار الشام تستولي عليها كاملة.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500