أخبار العراق
إرهاب

مسؤولون: فشل خطة داعش بالتوسع في أفغانستان

كارافانسيراي

الأجهزة الأمنية الأفغانية تجري دورية خلال عملية ضد عناصر ʼالدولة الإسلاميةʻ في ناحية شبرهار بولاية نانغرهار في 21 أيار/مايو 2017. [نور الله شيرزادا/وكالة الصحافة الفرنسية]

الأجهزة الأمنية الأفغانية تجري دورية خلال عملية ضد عناصر ʼالدولة الإسلاميةʻ في ناحية شبرهار بولاية نانغرهار في 21 أيار/مايو 2017. [نور الله شيرزادا/وكالة الصحافة الفرنسية]

تعرض تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لهزائم كبيرة منذ إطلاق أنشطته في أفغانستان، وشكّل طرده مؤخراً من منطقة تورا بورا آخر ضربة تكبدها.

وكانت داعش قد أعلنت في كانون الثاني/يناير 2015 تشكيل فرع لها في خراسان، يدير العمليات في أفغانستان وباكستان.

وقال نائب رئيس الأركان الأفغاني في الجيش الوطني الأفغاني الجنرال مراد علي مراد في مؤتمر صحافي عقد في نيسان/أبريل في كابل، إن المركز الاستراتيجي للتنظيم الإرهابي كان أساساً في منطقة آشين بولاية ننغرهار، مع جماعات أصغر ناشطة في أجزاء أخرى من أفغانستان.

وأشار مراد إلى أن الهجمات الجوية والبرية المتواصلة التي نفذتها قوات الأمن والدفاع الوطنية الأفغانية دمّرت معاقل داعش في ننغرهار.

وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الجنرال دولت وزيري هذا التقييم.

وأكد لسلام تايمز "فشلت داعش في خططتها".

وقال وزيري إنه بالإضافة إلى فشل داعش في السيطرة على أي أراض واسعة، تكبدت خسائر كبيرة في قياداتها خلال السنوات الماضية.

فقتل الملا عبد الرؤوف خادم، نائب الزعيم الأول لفرع خراسان التابع لداعش، في ولاية هلمند في 9 شباط/فبراير 2015.

أما حفيظ سعيد خان الذي عُين أميرا لفرع خراسان في كانون الثاني/يناير 2015، فقتل أيضا في 26 تموز/يوليو 2016 في منطقة آشين.

وكان لزعيم خراسان عبدالحسيب وهو خلف خان، المصير نفسه كالآخرين في 27 نيسان/أبريل من العام الجاري في ولاية ننغرهار، حسبما أكد مسؤولون في الجيش الأفغاني والأميركي.

خطط مُحبطة

وخطط تنظيم داعش لبناء المقر الرئيسي لفرع خراسان التابع له في ولاية ننغرهار، إلا أن العمليات التي نفذت خلال الشهر الماضي وضعت حداً لهذا الطموح.

وذكرت وزارة الدفاع أن تقارير أوردت أن طرد داعش من تورا بورا حصل في 17 و18 حزيران/يونيو، أي بعد أيام من محاربة عناصر التنظيم لحركة طالبان وإلحاقهم الهزيمة بها، مسيطرين بذلك على كهوف استراتيجية في تورا بورا.

وفي المقابل، حارب الجيش الأفغاني عناصر داعش وطردهم من تورا بورا ومنطقتين أخريين. وكان الجيش قد طرد عناصر التنظيم في وقت سابق من ناحيتي كوت وآشين.

وأشار المتحدث باسم وزارة الدفاع محمد رادمانيش في حديث لسلام تايمز، إلى أنه "تم تطهير كل مناطق تورا بورا وباشيراغام وشابارهار من داعش. وتعمل فرق الجيش حالياً على رفع الألغام الأرضية التي زرعتها حركة طالبان وتنظيم داعش".

وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع وزيري لراديو أفغانستان الحرة أن السلطات تعمل بالتعاون مع المجتمعات المحلية من أجل منع داعش من العودة إلى تورا بورا.

وأوضح أن "المتطوعين المحليين وعناصر القوات المحلية جاهزون لحماية منطقتهم من أي توغل محتمل قد تنفذه داعش في المستقبل. ووزارة الدفاع على استعداد لدعمهم بأي طريقة ممكنة".

وتتواصل العمليات ضد داعش بالقرب من الحدود مع باكستان.

وقال مسؤولون من وزارة الدفاع إن ما بقي من داعش في ولاية ننغرهار هو جماعات متفرقة ومحبطة، ويعود سبب ذلك إلى ما عانته من هزائم في الولاية وإلى الهجوم الذي نفذه الجيش الأميركي بأكبر قنبلة ألقاها على شبكات المقاتلين في نيسان/أبريل.

وأوضح المتحدث باسم حاكم الولاية آية الله خوجياني أن العناصر الذين قتلوا في الهجوم كانوا من جنسيات متعددة.

وذكر لسلام تايمز أن "غالبية عناصر داعش الذين قتلوا على يد القوات الأمنية الأفغانية في تورا بورا كانوا من المقاتلين الأجانب القادمين من أوزباكستان والشيشان وباكستان".

حرب عصابات مع طالبان

وقال مسؤولون إن عناصر طالبان وداعش عالقون في معارك في مختلف أنحاء أفغانستان، وهم يتنافسون على قدرة ابتزاز ونهب المدنيين.

وفي هذا السياق، ذكر محمد رضا غفوري المتحدث باسم حاكم جوزجان أن التنظيمين يدعمان أنشطتهم الإرهابية عبر مصادرة المال وغيرها من الأصول من المدنيين.

وقال شريف الله وكان من سكان قوش تيبا وهرب للإقامة في كابل، "في الماضي، كانت طالبان تصادر الطعام من أهالي منطقتنا ثلاث مرات كل يوم. الآن، أصبحت طالبان وداعش تقومان بذلك".

وأضاف أنه "في كل شهر، يتوجب على كل عائلة دفع ما لا يقل عن 500 أفغاني (7.35 دولار) للحركة والتنظيم"، مشيراً إلى أن العائلات الأغنى مجبرة على دفع مبالغ مالية أكبر.

وتابع في حديث لسلام تايمز "كانت طالبان تجمع قسراً ضرائب العشر والزكاة والضرائب الدينية من سكان المناطق الواقعة تحت سيطرتها. ولكن اليوم بدأت داعش أيضاً بجمع ضرائب العشر والزكاة، الأمر الذي هو غير مقبول لدى طالبان".

وأوضح أنه بسبب هذا التنافس على ابتزاز المدنيين، "من المحتمل جداً وقوع مزيد من الاشتباكات الدامية بين التنظيم والحركة".

وقال عبد الستار درزابي النائب في البرلمان الأفغاني عن منطقة درزاب، إنه "في غضون شهر أو شهرين، سيبدأ الحصاد. ولهذا السبب، يحاول كل تنظيم إلحاق الهزيمة بالآخر لكي يتمكن من جمع التبرعات والضريبة على المحصول دون منازع".

وأكد أن "المدنيين كانوا أكثر المتضررين من أعمال عناصر داعش وطالبان".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500