أخبار العراق
حقوق الإنسان

فرق الطب الشرعي تحقق في المقابر الجماعية بالرطبة

خالد الطائي

قوات الأمن العراقية وخبراء الطب الشرعي يكشفون على موقع مقبرة جماعية في الأنبار تضم رفات ضحايا قتلوا على يد تنظيم 'الدولة الإسلامية في العراق والشام'. [حقوق الصورة لفوج طوارئ الأنبار]

قوات الأمن العراقية وخبراء الطب الشرعي يكشفون على موقع مقبرة جماعية في الأنبار تضم رفات ضحايا قتلوا على يد تنظيم 'الدولة الإسلامية في العراق والشام'. [حقوق الصورة لفوج طوارئ الأنبار]

عاين مسؤولون عراقيون رفات ضحايا قتلهم تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) في بلدة الرطبة غربي محافظة الأنبار، وألقى بجثثهم في مقابر جماعية.

وأوضح عماد مشعل قائم مقام الرطبة في حديث لديارنا، أن قوة من الفرقة الأولى في الجيش العراقي عثرت بمساعدة الأهالي يوم 9 شباط/فبراير على مقبرتين جماعيتين في البلدة .

وأضاف أن المقبرة الأولى أكتُشفت في موقع يستخدم لطمر النفايات الطبية في حي العسكري وسط الرطبة، بينما عُثر على المقبرة الثانية في المشارف الجنوبية للبلدة بمنطقة الوادي.

ولفت مشعل إلى أن المقبرتين الجماعيتين ضمتا رفات عناصر من قوات الأمن العراقية ورفات مدنيين أعدمهم تنظيم داعش.

ورجّح عدد الضحايا بين 20 إلى 30 ضحية، تمت تصفيتهم ودفنوا بطريقة عشوائية عبر إلقاء الأحجار ومخلفات البناء عليهم بواسطة الجرافات.

وتابع مشعل أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن داعش أعدمت الضحايا وألقت بجثثهم في مقابر جماعية بعد احتلالها الرطبة في صيف عام 2014 ، مؤكداّ صعوبة تحديد زمن وقوع الحادث بدقة أو عدد الجثث التي دُفنت حينها.

وكانت القوات العراقية قد استعادت الرطبة بدعم من مقاتلين محليين في أيار/مايو 2016، بعد معركة عنيفة مع داعش.

وشكّل تحرير الرطبة ضربة موجعة لداعش بسبب موقعها الاستراتيجي على الطريق الذي يربط بين العراق وكل من الأردن وسوريا، وكبدها خسائر في عائداتها الشهرية قُدرت بملايين الدولارات.

وإذ كشف مشعل أن المعلومات حول ضحايا المقبرة الجماعية الثانية شحيحة، قال: "لا نملك حتى الآن تصوراً واضحاً عنها، لكنها تضم أيضاً عدداً من الضحايا قتلوا على يد داعش".

وأردف: "طوقنا المقبرتين وأعلمنا الجهات الحكومية المعنية كوزارة الصحة ومنظمات حقوق الإنسان بشأنهما".

"ننتظر حالياً قدوم فريق من خبراء الطب الشرعي والمختصين بالمقابر الجماعية لفتح المقبرتين وانتشال الرفات وإجراء الفحوصات الجينية لمعرفة هوية أصحابها"، وفق ما تابع.

عشرات المقابر الجماعية في العراق

ومنذ نهاية عام 2015، عثرت القوات العراقية على عشرات المقابر الجماعية في العراق ، تركز أغلبها في مدينة سنجار بمحافظة نينوى.

ويُعّد حدث العثور على المقبرتين في الرطبة الأول من نوعه في القضاء، ولكن ذلك لا ينحسب على محافظة الأنبار بعامة.

ففي 20 نيسان/أبريل الماضي، أعلنت الحكومة المحلية في المحافظة عن اكتشاف ثلاث مقابر في حي الملعب جنوب مدينة الرمادي، ضمت رفات 30 عسكرياً ومدنياً أعدمتهم داعش.

إلى هذا، أشار عذال الفهداوي، عضو مجلس محافظة الأنبار، إلى أن اكتشاف المزيد من المقابر "يعطي صورة واضحة عن حجم انتهاكات الإرهابيين ضد سكان المناطق التي كانت رازحة تحت قبضتهم".

وقال لديارنا: " لم تظهر [داعش] أي رحمة تجاه السكان ولم تعاملهم معاملة البشر"، مرجحاً العثور على المزيد من المقابر الجماعية.

وأضاف أن المقبرتين المكتشفتين في الرطبة ستخضعان للإجراءات المعمول بها، وتتمثل "أولاً بفتحهما من قبل فريق طبي وفني متخصص والتعرف على عدد الضحايا ومتى وكيف قتلوا".

ومن ثم يتم "نقل عينات من الرفات إلى دائرة الطب الشرعي في بغداد لإخضاعها لتحليل الحمض النووي والتعرف على هويات أصحابها وتسليمها إلى أهاليهم لإعادة دفنها"، بحسب ما تابع.

التحقيق في جرائم داعش

من جانبه، أكد النائب حبيب الطرفي، عضو لجنة حقوق الإنسان البرلمانية، أهمية تلقي العراق مساعدة من المجتمع الدولي لجهة رصد جرائم تنظيم داعش والتحقيق فيها، لا سيما ملف المقابر الجماعية.

وأضاف لديارنا إن "التحالف الدولي يقدم لنا مساعدة عسكرية كبيرة وهناك جهود دولية متميزة في مجالات الإغاثة والدعم الإنساني".

وأردف: "لكننا نأمل من العالم أن يقدم لنا ما نحتاجه من خبرات وتقنيات حديثة "مرتبطة بكيفية انتشال الجثث وإجراء الفحوصات اللازمة للتعرف على أصحابها".

وختم الطرفي قائلاً إنه "في كل يوم يمر تحقق قواتنا تقدماً على داعش، ومع كل تراجع لهذا التنظيم يُكشف النقاب عن الكثير من جرائمه المروعة".

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

يسقط آل سعود الذين أسسوا داعش ويمولونه بالتعاون مع الصهيونية والشيطان الأكبر أميركا.

الرد