أخبار العراق
شباب

الميليشيات المدعومة من إيران تلقي بالشباب العراقي إلى حتفهم

فارس العمران

مقاتلون من الميليشيا الشيعية العراقية المدعومة من إيران، حركة النجباء، يشاركون في معركة حلب بسوريا. [الصورة من حركة النجباء محور سوريا على موقع الفيسبوك]

مقاتلون من الميليشيا الشيعية العراقية المدعومة من إيران، حركة النجباء، يشاركون في معركة حلب بسوريا. [الصورة من حركة النجباء محور سوريا على موقع الفيسبوك]

من منزله شمالي بغداد، يتذكر أبو مسلم لحظة تم إبلاغه في 13 كانون الثاني/يناير 2015، أن أخيه جواد لاقى حتفه أثناء قتاله في صفوف فصيل عراقي يدعم النظام السوري.

وقال لديارنا: "لن أنسى أبداً ذاك المساء البارد".

وعن تفاصيل ما حدث هذه الليلة، أوضح أبو مسلم أنه تلقى اتصالاً هاتفياً يعلمه بمقتل أخيه الوحيد في حلب وأن جثمانه سينقل إلى منزله في غضون أيام قليلة.

وأضاف أنه اعتقد للوهلة الأولى أن هناك خطأ ما ولكن عندما أدرك أن ما قيل له صحيح، "رميت الهاتف من يدي وأجهشت بالبكاء".

أحد المفجوعين يبكي على نعش مقاتل في صفوف ميليشيا عراقية قُتل في سوريا. [حقوق الصورة لصفحة المقاومة الإسلامية عصائب أهل الحق على موقع الفيسبوك]

أحد المفجوعين يبكي على نعش مقاتل في صفوف ميليشيا عراقية قُتل في سوريا. [حقوق الصورة لصفحة المقاومة الإسلامية عصائب أهل الحق على موقع الفيسبوك]

"لم أشأ أن أصدق ما حصل"، تابع، ولكن "وصول جثمانه أزال كل شكوكي".

وقال أبو مسلم: "لم يكن مجرد أخ لي بل كان بمثابة أبني. فقد ربيته بعد وفاة والدينا".

وأضاف أن جواد رحل وترك وراءه زوجة وطفلين.

وجواد هو واحد من عراقيين كثر، انضوا في صفوف الميليشيات المدعومة من إيران والتي تقاتل دفاعاً عن النظام السوري منذ ربيع عام 2011.

وأكد أبو مسلم أن أخاه الذي كان ينتمي لجماعة عصائب أهل الحق -وهي ميليشيا تمولها وتدربها قوات القدس الخاصة التابعة للحرس الثوري الإيراني- "توجه للقتال باسم الدفاع عن العقيدة والمقدسات الدينية".

وأشار إلى أن قرار المشاركة في القتال كلفه حياته.

استهداف الفقراء

لكن الحماس الديني ليس الدافع الوحيد الذي يحدو بالشبان إلى الانخراط في القتال بسوريا.

وفي هذا السياق، أوضح الشيخ ثائر البياتي أمين عام مجلس العشائر العربية في محافظة صلاح الدين، أن المال يلعب دوراً في إغراء الكثيرين ممن يعانون البطالة والفقر.

وكشف لديارنا أن "الميليشيات كعصائب أهل الحق وحركة النجباء وكتائب حزب الله، نجحت في استدراج الشبان الفقراء برواتب مغرية"، تختلف بين مقاتل وآخر بحسب أقدميته في العمل القتالي.

وذكر أن هذه الميليشيات تمتلك مكاتب في بغداد ومحافظات جنوبية، وتتولى تمويل هؤلاء الشبان وتجهيزهم وتدريبهم قبل أن "ترسلهم على دفعات عبر المطارات العراقية والإيرانية للقتال في سوريا".

وأشار إلى أن "الكثير من شباننا الذين جندتهم تلك المكاتب سيقوا إلى الموت بحجة نصرة العقيدة الشيعية، في ما الحقيقة تدلّ على أنهم تحولوا إلى وقود لحرب طائفية مقيتة لا تخدم سوى الطموحات الإيرانية".

ولا تفصح الفصائل العراقية المسلحة عن أعداد مقاتليها الذين قضوا في سوريا، لكن التقارير الصحافية تتحدث عن مئات القتلى. ويضاف إلى ذلك غياب أرقام دقيقة عن أعداد الشبان العراقيين الذين يقاتلون حالياً في سوريا.

وفي هذا الإطار قال نائب الأمين العام للمشروع العربي في العراق، ناجح الميزان، إن "هذه الأعداد قد تزداد أو تقل وفق ما تقتضيه الأوامر الإيرانية".

وأضاف لديارنا أن "معظم الفصائل العراقية المدعومة من إيران ما تزال تحتفظ بوجود مسلح في سوريا بحجة محاربة الإرهاب، وتتحرك بأمر من قائد الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني.

وتابع أن هذه الميليشيات تعلن دوماً على لسان قادتها نيتها المشاركة في القتال "أينما ومتى يطلب منها الولي الفقيه [المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي]".

سياسة عدم التدخل

وحث الميزان الحكومة العراقية على اتخاذ إجراءات حازمة لوضع حد لنشاط هذه الميليشيات، "وتحديها لسلطة القانون والدولة واستخفافها بأرواح المواطنين".

وأعتبر أن هذه الميليشيات تشكل تهديداً لأمن البلد وسلامته.

وأكد أن "الدستور العراقي واضح في مسألة احترام مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان. وهذا جزء من إلتزامات العراق الدولية".

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أعلن في مؤتمر صحافي عقد يوم 20 كانون الأول/ديسمبر الماضي، أن أي جهة عراقية تقاتل في سوريا لا تمثل العراق، مؤكدا أن العراق لا يريد أن يزجّ في صراعات إقليمية.

من جهته، شدّد المحلل السياسي غانم العابد على ضرورة أن تمارس الحكومة دورها في تطبيق سياسة عدم التدخل في الأزمة السورية ولجم أنشطة كل الفصائل المسلحة.

وقال لديارنا: "لدينا ما يكفي من التحديات. نخوض معركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) والمشاكل التي تواجهنا كثيرة" ويجب التفرغ لها.

وختم مؤكداً: "لا نريد لوجودنا المسلح في سوريا أن يستمر. ولا نريد لشبابنا أن يموتوا في حرب لا معنى لها. سئمنا الحروب، وهذا ما يعتري نفس كل عراقي".

هل أعجبك هذا المقال؟

2 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

واينكم من المقاتلين الشيشان والافغان والعرب الذين استباحوا سوريا وفجروا أنفسهم في العراق وقتلوا آلاف العراقيين بسياراتهم المفخخة وعبواتهم الناسفة يجب أن يحاربوا بعيدا عن ارض العراق وكان لابد من الدخول إلى الصراع السوري لقتالهم هناك والوقاية من شرهم ان دخلوا الأراضي العراقية

الرد

الميلشيات والحشد المقدس العراقي احذيتهم تساوي الخليج ب اكمله لئنها اطهر منكم جميعآ

الرد