أخبار العراق
أمن

أهالي الموصل يقودون الجيش إلى معاقل داعش

خالد الطائي

خبيرا نزع ألغام من الجيش العراقية يحرسان زميلان لهما يبحثان عن مبان ملغمة شرق الموصل في ١٦ كانون الثاني/يناير خلال العملية الأمنية المستمرة ضد تنظيم ’الدولة الاسلامية في العراق والشام‘. [ديميتار دلكوف/وكالة الصحافة الفرنسية]

خبيرا نزع ألغام من الجيش العراقية يحرسان زميلان لهما يبحثان عن مبان ملغمة شرق الموصل في ١٦ كانون الثاني/يناير خلال العملية الأمنية المستمرة ضد تنظيم ’الدولة الاسلامية في العراق والشام‘. [ديميتار دلكوف/وكالة الصحافة الفرنسية]

يقوم السكان المحليون بمساعدة القوات العراقية المكلفة بتحرير الموصل في استهداف المعاقل السرية والمموهة لعناصر تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) في الأحياء المدنية والمنشآت العامة بالمدينة، بحسب ما قال مسؤولون عسكريون ومحليون.

وأكدوا أن عناصر التنظيم وخلال سيطرتهم على نينوى، قاموا باستخدام منازل المدنيين والمباني الحكومية كمقرات عسكرية للاحتماء من ضربات الطائرات واعتراض تقدم قوات التحرير.

وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت لديارنا إن " الإرهابيين لم يتوانوا عن فعل أي شيء لتعطيل زحف قواتنا ووضع العراقيل أمام تقدمها ".

"وكانت إحدى وسائلهم هي استغلال بيوت المواطنين والأبنية الحكومية والمنشآت الخدمية لتجنب القصف الجوي ونيران المشاة واتخاذها كحصون ومخابئ لتخزين السلاح وتصنيع السيارات المفخخة ومهاجمة قواتنا"، وفق ما أشار.

"وهذا يظهر مدى استخفافهم بأرواح الناس الأبرياء وتعريضهم للخطر ويكشف زيف حقيقتهم فهم ليسوا سوى أشخاص جبناء وعديمو الرحمة والإنسانية"، حسب جودت.

وأشار إلى أن تعاون الأهالي مع القوات المحررة كان سببا في تجاوز ذلك التحدي ودحر المسلحين في أحياء عدة من الساحل الأيسر لمدينة الموصل.

استهداف داعش وحماية المنازل

وأوضح جودت أنه و"مع كل تقدم يوفر لنا المواطنون كمّا هائلا من المعلومات حول المعاقل السرية والمموهة للإرهابيين والتي عادة ما تكون منازل أو مدارس أو مستشفيات أو مشاريع خدمية ومبان حكومية وجوامع".

ولفت إلى أنه "وبعد تلقي هذه المعلومات، تقوم قواتنا بمطاردة واستهداف العدو" وإجباره على التوجه لأماكن مكشوفة حتى لا تتعرض المنشآت التي اتخذوا منها ملجأ للدمار جراء الغارات الجوية.

وتابع "بفضل ذلك التعاون استطعنا تأمين وحماية عدة مبان ومشروعات تحتية في ساحل الموصل الأيسر".

وتشمل محطة الطاقة الكهربائية الرئيسية ومجمع مطاحن الحبوب فضلا عن تدمير مقرات لداعش كـ "مقر جند الخلافة" في حي الميثاق.

ولفت جودت إلى حصيلة خسائر داعش منذ بدء المرحلة الثانية من معارك تحرير أحياء الساحل الأيسر للموصل في كانون الأول/ديسمبر الماضي ولحد الآن، "قتلنا 1920 إرهابيا بينهم 27 من كبار قيادات التنظيم الإرهابي ودمرنا 63 عجلة مفخخة يقودها انتحاريون و78 سيارة عسكرية".

وأكد جودت إن "أغلب أحياء الساحل الأيسر كأحياء سومر، الوحدة، عدن، الانتصار، الشيماء، الميثاق أصبحت تحت سيطرة قواتنا بالكامل وبمساحة إجمالية تبلغ نحو 64 كلم مربع".

الأهالي يدعمون القوات الأمنية

ويشير بدوره نور الدين قبلان عضو مجلس محافظة نينوى إلى أن "التفاف سكان الموصل حول قواتهم العسكرية أحبط كل محاولات المسلحين للاستفادة من الظروف المعقدة لمعركة التحرير".

وقال لديارنا "مع بدء المعركة سعى العدو للتحصن بالسكان ولجأ للبنايات المدنية".

وأوضح أن عناصر التنظيم كانوا يتخذون من تلك المباني مقرات لإدارة عملياته الهجومية وحتى يكون بمنأى عن قصف سلاح الجو العراقي وطيران التحالف الدولي.

"لكن تلاحم الأهالي مع قواتهم المحررة وتزويدهم لها بالبلاغات الاستخبارية عن أماكن اختباء الإرهابيين وتحركاتهم أجبر العدو على تغيير ملاذاته"، وفق ما ذكر.

وأشار إلى أن مقاتلي التنظيم يتم اصطيادهم "بعمليات برية وجوية نوعية استخدمت فيها تقنيات المراقبة والاستطلاع والطائرات المسيرة والقاصفة".

وشدد قبلان على أن "خبرة واندفاع" القوات المحررة أسهمت أيضا في إفشال خطط داعش في استغلال كثافة السكان والمباني المدنية لمصلحته.

حماية المدنيين أولا

ويؤكد سيدو حسين التاتاني عضو مجلس محافظة نينوى إن تأخر تحرير الموصل ليس دليلا على قوة تنظيم داعش. وإنما هو نتيجة حرص القوات الأمنية على سلامة المدنيين بالدرجة الأولى.

وأضاف أنه رغبتهم بالحفاظ على أرواح المدنيين والبنية التحتية للمدينة هو ما يعيق حسم المعركة بسرعة.

وأوضح لديارنا أن"مسلحي التنظيم يحاولون دائما تعقيد القتال من خلال التحصن بالمنازل والمدارس والمباني العامة لعلمهم أن قواتنا لن تستهدفها بالأسلحة الثقيلة ولن تقصف من طائرات التحالف الدولي لتلافي وقوع ضحايا أبرياء".

واستدرك التاتاني قائلا "ورغم هذا الأسلوب القذر للإرهابيين تحقق قواتنا وبمساعدة السكان تقدما جيدا في الميدان وتنتزع المزيد من الأحياء والمنشآت الحكومية من قبضتهم".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500