أخبار العراق
دين

الانبار توحد خطابها الديني

سيف احمد من الانبار

القوات العراقية تفرض الأمن في منطقة قرب المسجد الأكبر في الرمادي في 8 كانون الثاني/يناير الماضي، بعد استعادة السيطرة على المدينة من ’لـ’الدولة الاسلامية في العراق والشام‘ [حقوق الصورة لوكالة الصحافة الفرنسية]

القوات العراقية تفرض الأمن في منطقة قرب المسجد الأكبر في الرمادي في 8 كانون الثاني/يناير الماضي، بعد استعادة السيطرة على المدينة من ’لـ’الدولة الاسلامية في العراق والشام‘ [حقوق الصورة لوكالة الصحافة الفرنسية]

اعلن ائمة وخطباء مساجد محافظة الانبار وعناصر من القوات الأمنية أنهم يعملون معا لإعادة توحيد الخطاب الديني في المساجد ضد الدعاة المتطرفين وردع من يعتلي منابر الجوامع والمساجد عن خطاب الكراهية والتحريض على العنف.

وشكل مجلس محافظة الأنبار مؤخرا لجنة مشتركة تتألف من أعضاء من دار الاوقاف ومجالس المحافظات والشرطة للاشراف على اختيار الدعاة والأئمة في مساجد الأنبار.

وقال ناصر سامي الجريصي من لجنة الاوقاف في مجلس محافظة الانبار إن اللجنة تضم مختاري المناطق السكنية في الأنبار ورئيس عشيرة وإمام.

وأضاف أن "الانطلاقة الحقيقية لبناء المجتمعات والسلم الاهلي في الانبار سيكون من معالجة المشكلة الرئيسية وهي الخطاب الديني والاعلامي الذي استخدمه التنظيم في اثارة الفتن الطائفية وبث النزاعات".

وشدد على أن الأنبار يجب تحصينها ضد أي انتشار جديد للطائفية والتطرف لا سيما وأنها "خرجت من حرب وتهجير لم تشفَ منه بعد".

وأشار إلى أن "هناك بعض من اشباه الشيوخ وائمة المساجد الذين سيطروا على المساجد ودور العبادة وافتتاح تكايا دينية غير مرخصة في مدن الانبار وخصوصا في الرمادي والفلوجة والمناطق الريفية والقرى".

وتابع بأنه تم وضع خطة جديدة لخطب الجمعة حيث ستستخدم المنابر لدعوة الاهالي للتعاون مع القوات العراقية اولا ومخاطبة المواطنين عبرها حول ما يجري في كل مرحلة تتطلب الانتباه منهم.

وأضاف أنه سيتم عقد ندوات شعبية لوضع حلول للمشاكل والمعوقات التي قد تطرأ في الأنبار.

فكر داعش العدائي

وقال الشيخ عبد الله العايد الراوي من ادارة الوقف السني في الانبار لموقع ديارنا ان" الظروف التي عاشتها مدن الانبار طيلة السنوات الثلاثة الماضية من عمليات ارهابية وانتشار القتل والتخريب جراء فكر وعقيدة تنظيم داعش التي عصفت بالبلاد والعباد".

وأوضح أنه نتيجة لانتشار الفكر المنحرف، هجرت الالاف من العوائل من منازلها من دون ذنب.

واعتبر أن ذلك يستدعي جميع الاطراف ومنهم ائمة وخطباء المساجد "لوقفة جادة وحاسمة" لمواجهة ومنع هذا الانتشار.

وأضاف أن" الخطاب الديني في مساجد وجوامع الانبار سيكون موحدا من الان"، معتبرا أنه لن يسمح لمثيري الفتن والصراعات اعتلاء المنابر وسيتم محاسبتهم وفق القانون.

ولفت إلى أن لجان دار الوقف ستختار الدعاة لخطبة الجمعة في كل الجوامع والمساجد.

اما الشيخ احمد شهاب العلواني، إمام وخطيب جامع الرمادي القديم فقال في حديث مع موقع ديارنا إن داعش كان يستخدم خطابا متطرفا يشجع على الطائفية وبرر قتل المدنيين الذين اتهموا بالتعاون مع القوات العراقية واعتبر عناصر الأمن "كفار".

وذكر أن التنظيم حين سيطر على مساجد الأنبار وأماكن العبادة فيها غير اسماءها وشرع لنفسه اقامة الدورات الدينية لتدريب الاطفال واعتبار البعض خارجين عن القانون، وهو تشويه واضح للشريعة الاسلامية.

وأضاف أن "القوات الامنية واللجان الشعبية والحكومية ستراقب وتتابع من يعتلي منابر المساجد ومن يعقد الندوات الدينية وحتى طباعة الكتب الشرعية والاسلامية لمنع التحريض على العنف وترميم وتأهيل العقول التي لوثها فكر الارهاب".

تدمير المساجد ودور العبادة

وذكّر الشيخ حميد بدران الذيابي قائد مقاتلي عشائر الرمادي المحور الشمالي بأن "العشرات من المساجد دمرها تنظيم داعش الارهابي".

وشدد على أن ذلك "دليل واضح على اجرامهم بحق دور العبادة وانهم لا يعرفون معنى الاسلام والدين، فكيف لعاقل أن يعتلي منبر مسجد وبعد هروبهم من مدن الأنبار يقومون بتفجيره بالعبوات؟".

وأضاف أن "تنظيم داعش يمتلك فكر وعقيدة خطيرة جدا بتفجير المساجد ومعالم الدين ومقابر الانبياء والمرسلين".

وأشار إلى أن التنظيم قام بتفجير مسجد النبي يونس في الموصل، وقاموا بتفجير مرقد الامام الخضر عليه السلام في الرمادي وفجروا مئذنة مسجد قضاء عنه غرب الانبار "وهذا أكبر دليل كونهم لا يمتلكون الدين ولا يعرفون الاسلام ابدا".

وانتهى بالقول إن "الكتب الدينية التي كان يوزعها داعش على اهالي الانبار ومنها الرمادي كتب ملوثة ومفاهيمها خاطئة".

وقام التنظيم باجبار الناس على دخول الجوامع والصلاة والاستماع لخطبهم التي يقدمها عناصر من التنظيم من مناطق أخرى لاستبدال الدعاة والأئمة في المدينة، وفق ما أضاف.

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

هزم العدووبقي العراق وها نحن ننتظر اجراس النصر النهائي فمع دقاتها سيعلن الموت السريري للدواعش وحلم الخلافة الذي يعشعش برؤسهم العفنة واطياف العودةلأذيال التاريخ

الرد