أخبار العراق
إرهاب

أهالي الرقة ينتظرون القوات المحررة

وليد أبو الخير من القاهرة

نقطة تفتيش لتنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" في أحد شوارع الرقة. [حقوق الصورة لحملة الرقة تذبح بصمت]

نقطة تفتيش لتنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" في أحد شوارع الرقة. [حقوق الصورة لحملة الرقة تذبح بصمت]

مع استمرار تقدم القوات المحررة نحو مدينة الرقة السورية، ازدادت أساليب التضييق التي يمارسها تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) على حياة وفكر وتحركات سكان المدينة.

وتستمر المعارك بين قوات سوريا الديموقراطية وعناصر التنظيم على بعد 25 كيلومترا شمال المدينة مع اعلان حملة غضب الفرات التي انطلقت في 6 تشرين الثاني/نوفمبر.

ومع انعدام فرص العمل وعدم القدرة على الهروب إلى أي من المناطق السورية الاخرى، يعيش المدنيون في ظروف صعبة جدا بانتظار تخلصهم من سيطرة التنظيم لاعادة حياتهم الى ما كانت عليه.

فيما يستغل عناصر داعش الظروف الراهنية لتعزيز سيطرتهم ويفرضون فكرهم المتشدد ويبتزون الأموال بطرق مختلفة من الأهالي.

تعتيم اعلامي

الاستاذ ناصر العلي وهو من اهالي مدينة الرقة، الذي فضل استخدام اسم مستعار خوفا على سلامته، قال لديارنا إن "حملات التفتيش التي يقوم بها التنظيم كثيرة منذ البدء بعملية غضب الفرات، واصبح اي منزل عرضة للتفتيش بأي وقت".

حتى أن عناصر التنظيم في السابق كانوا يستدعون صاحب المنزل قبل الدخول، إلا انهم حاليا يقومون بالدخول مباشرة مجرد ان يتم فتح الباب لهم، وفق ما أضاف.

وتابع، "يجري التفتيش وبدقة عن اي وسيلة للاتصال أو أي وسيلة لنقل الاخبار خصوصا اجهزة استقبال القنوات الفضائية".

وذكر أن هذا يحصل بعدما تردد في المدينة أن العديد من الاشخاص يقومون بتركيب اجهزة استقبال القنوات الفضائية سرا لمعرفة ما يجري في العالم الخارجي.

كما يتم التفتيش ايضا، بحسب العلي، على اجهزة الهاتف التي تحتوي شرائح تمكنها من استقبال الانترنت، وقد تمت مصادرة عدد من الاجهزة وحكم اصحابها بالسجن لفترات تصل الى اسبوعين على الاقل.

وأشار إلى أن "مقاهي الانترنت اصبحت تحت سيطرة التنظيم بشكل تام، حيث يتم وفي غالبية الأوقات منع المدنيين من دخولها ويحصر الدخول بعناصر التنظيم".

وذكر أنه وفي الفترات التي تفتح للمدنيين فان الرقابة اصبحت لصيقة جدا، إلى درجة ان توزيع اجهزة الكمبيوتر اصبح باتجاه مكتب صاحب المقهى الذي غالبا ما يجلس معه عناصر من الحسبة ("الشرطة الدينية").

واكد العلي أن التنظيم يشدد كثيرا في هذه الفترة على ادخال الاطفال إلى المدارس التابعة له، حيث يتعلمون فكره المتطرف وبتابعون دروسا نظرية عن القتال والاسلحة.

ممارسات للتضييق على المدنيين

امجد المحمد وهو من اهالي الرقة، الذي فضل أيضا استخدام اسم مستعار خوفا على سلامته، قال لديارنا ان الخروج من مدينة الرقة بات من الامور المستحيلة في الوقت الحالي.

وذكر "في السابق كان يسمح الانتقال من وإلى منطقة ريف الرقة بكامل القرى والمزارع، باعتبار ان المنطقة باكملها تحت سيطرة التنظيم، الا انه وفي الوقت الحالي فحتى الذهاب الى الريف يعتبر من الممنوعات ويعرض من يقوم بهذه الخطوة الى الحرمان من العودة الى منزله".

وأوضح أن ديوان العقارات المختص بادراة المنازل والعقارات التابع للتظيم يضع يده على اي منزل يتركه صاحبه "مما ارغم مئات العائلات على البقاء في المدينة".

وقال إن الاهالي يدركون ان هذه الطريقة هي اسلوب للضعط على الاهالي للبقاء في المدينة "كدروع بشرية" تحميهم من غارات التحالف الدولي التي تستهدف مراكز داعش ومنازل عناصرها.

وأضاف المحمد أن مغادرة الرقة إلى خارجها مسموح من خلال إذن خاص من التنظيم، وغالبا لا يتم منحه إلا للمقربين من التنظيم، خصوصا بعض التجار وتجار العملة.

اما اذا قام احد المدنيين العاديين تقدم للحصول على الاذن فعليه رهن ممتلكاته جميعها الى حين عودته التي يجب تحديدها قبل المغادرة.

عدد المقاتلين يزداد في الرقة

بدوره، قال وائل مصطفى وهو من أهالي الرقة ويعمل في الاعمال الحرة، الذي فضل أيضا استخدام اسم مستعار خوفا على سلامته، لديارنا أنه كلما اشتدت المعارك في مناطق ريف الرقة كلما زاد التنظيم من التضييق على المدنيين.

وأوضح أن "المحاسبة اصبحت على اتفه الاسباب وغالبا ما يتم فرض العقوبات المالية بدلا من العقوبات المعهودة كالسجن أو الجلد امام الجميع في ساحات المدينة".

وتتم المحاسبة لا سيما على التأخر عن الصلاة او فتح المحلات التجارية خلال اوقات الصلاة، أو بيع المنتجات الممنوعة او خروج المرأة دون محرم، وفق ما لفت.

وقال إن "غالبا ما يتم طلب دفع هذه المبالغ بالدولار الاميركي، وهو امر يثقل كاهل المواطنين بسبب الاوضاع التي يعيشونها".

وأشار إلى أن المواطنين الذين يعملون بالزراعة تلقوا خسارة كبيرة بعد ان دفعوا اجار الاراضي الزراعية لديوان الزراعة التابع للتنظيم الا انهم ممنوعون حاليا من التوجه اليها نهائيا بسبب حالة الاستنفار التي تسود المنطقة.

ولفت ايضا إلى أن "حالة منع التجول شبه مطبقة رغم عدم الاعلان عنها، فبعد الساعة التاسعة مساء تتحول شوارع المدينة الى مدينة اشباح ولا يتواجد فيها الا عناصر التنظيم الذين يقومون بالدوريات الليلية".

وعن الاوضاع داخل المدينة، يقول مصطفى إن عدد العناصر داخل المدينة ازداد بشكل كبير.

وذكر أنه "يتردد بأن مقاتلي مدينة جرابلس اصبحوا غالبيتهم في الرقة، كما أن مجموعات كثيرة وصلت من العراق مؤخرا".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500