أخبار العراق
أمن

المجلس المحلي في بعشيقة يسابق الزمن لإعادة بنائها

خالد الطائي

ترك تنظيم 'الدولة الإسلامية في العراق والشام' ورائه دمارا كبيرا في بعشيقة طال المنازل والبنى التحتية وأماكن العبادة. [حقوق الصورة للمجلس المحلي في نينوى]

ترك تنظيم 'الدولة الإسلامية في العراق والشام' ورائه دمارا كبيرا في بعشيقة طال المنازل والبنى التحتية وأماكن العبادة. [حقوق الصورة للمجلس المحلي في نينوى]

على بعد 12 كيلومترا من شمال شرق الموصل، تشهد مدينة بعشيقة في محافظة نينوى نشاطا كثيفا مع الجهد الحثيث الذي يقوم به المجلس المحلي لإعادة بناء ما دمرّه تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) بعد سنتين من سيطرته عليها.

وقال عضو المجلس المحلي حسين الشبكي، إن قوات البيشمركة العراقية طردت عناصر داعش من بعشيقة في 8 تشرين الثاني/نوفمبر، إلا أن الضرر الذي خلفه شمل تدمير نحو 30 في المائة من المنازل والمباني الحكومية والبنية التحتية.

وأكد لديارنا أن داعش حوّلت المدينة إلى "منطقة منكوبة".

وأوضح أنه "لا توجد مياه للشرب أو كهرباء. معظم المشاريع الخدمية والمنشآت العامة تضررت بسبب الإرهابيين، إما جزئيا أو كليا".

وأضاف أنه "لم تسلم الكثير من المنازل والممتلكات الخاصة ودور العبادة من التخريب المتعمد".

وأشار الشبكي إلى أن المجلس المحلي يعمل اليوم كخلية نحل لتأهيل البلدة، وقال: "نقوم برفع آلاف الأطنان من الأنقاض الإسمنتية المتراكمة بفعل تفجير مبنى المجلس ودائرة البيطرة المجاورة له".

و "يجرى تنظيف الشوارع الرئيسية من أكوام الحجارة والسيارات المحترقة وكل مخلفات الحرب"، حسبما ذكر.

لكن ما يعيق تقدم القوات العراقية هو انتشار الألغام والعبوات في كل مكان من البلدة، لافتا إلى أن "خبراء المتفجرات يعملون على تفكيك هذه العبوات، إلا إن وجود الآلاف منها وعلى مساحة جغرافية واسعة يجعل من عملية إزالتها مهمة شاقة وطويلة".

وأردف أنها إضافة إلى تفخيخ مبان كثيرة في البلدة، عمدت داعش أيضا إلى تفخيخ آبار المياه الارتوازية.

وحث الشبكي الجهات الحكومية والمنظمات المحلية الدولية إلى تقديم الدعم لإعادة بناء البلدة.

كما دعا إلى صرف تعويضات مادية للأهالي الذين تهدمت مساكنهم ليتمكنوا من العودة إلى حياتهم الطبيعية.

جرائم ضدّ الأقليات

ويشكل الأيزيدون ما نسبته 70 بالمائة من سكان البلدة والبقية من المسيحيين ومكونات اجتماعية أخرى، وفق كاوه عيدو الختاري الناشط الأيزيدي في مجال حقوق الإنسان ومسؤول منظمة جفين للتنمية.

وأكد لديارنا أنه لم يعد إلى بعشيقة حتى الآن أي من سكانها الذين يقدّر عددهم بنحو 100 ألف عائلة، نزح معظمهم إلى إقليم كردستان.

وأضاف أن "البلدة غير آمنة تماما من العبوات والخدمات ما تزال معدومة فيها. لكن هناك مساع محلية وشعبية مكثّفة لإزالة كل آثار الدمار الذي خلفه الإرهابيون".

ولفت إلى أن ما لا يقل عن 350 منزلا تعرضت للتخريب، فضلا عن تدمير مزارات ومعابد وكنائس.

وشدد الختاري على سعي منظمته لتوثيق كل الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش في بعشيقة وباقي مناطق سهل نينوى التي يعيش فيها جنبا إلى جنب خليط من أعراق وإثنيات وطوائف عراقية.

وقال إنه "علينا إعادة بناء كل معالم التراث الحضاري والثقافي والديني للسكان هناك بعمل وطني ودولي مشترك. لكن ينبغي البدء الآن بمشاريع الخدمات الملحّة".

وحثّ الختاري الحكومة على إعداد وتنفيذ برامج تؤسس للسلام والأمن الاجتماعي في المناطق المحررة من الإرهاب.

بدوره، أشار رئيس بلدية سنجر محما خليل، إلى أن أهالي بعشيقة وكباقي سكان المدن والقرى التي خضعت لسيطرة الجماعات الإرهابية، مروا "بكوارث لم يشهد التاريخ الحديث لها مثيلا".

وقال لديارنا إن "الإرهابيين هجّروا كل الأهالي من بعشيقة وقتلوا كل من وقع بأيديهم ونهبوا ودمروا أماكن العبادة وممتلكات الناس والمباني الحكومية".

ودعا خليل الأهالي إلى بذل كل ما يمكنهم للمساهمة في جهود إعادة الإعمار.

وختم قائلا إنه "بعد تحقيق فوز [ضد داعش]، علينا الآن العمل معا لإعادة المدينة وخدماتها إلى ما كانت عليه حتى يتمكن الناس من العودة إلى حياتهم اليومية والشعور بالأمان وعدم الخوف".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500