أكد مسؤولون محليون في مدينة الرطبة بمحافظة الأنبار الغربية لديارنا، أن القوات العراقية شدّدت التدابير الأمنية بالمدينة لردع عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) من التسلل إليها بعد إحباط هجوم حاولوا تنفيذه.

ووأوضحوا أن مقاتلي داعش هاجموا المدينة في 23 تشرين الأول/أكتوبر الماضي في محاولة لتشتيت أنظار الجيش العراقي عن معركة الموصل، إلا أن القوات العراقية تمكنت من قتل المتسللين بعد يومين من المعارك الضارية وإحراق مركباتهم.

وبعد أن استعادت المدينة حياتها الطبيعية إثر تحريرها في 19 أيار/مايو الماضي من سنتين من حكم داعش وبدأ الاستقرار يترسخ فيها، قال المسؤولون والأهالي إن الحذر عاد ليخيّم عليها بعد محاولة مهاجمتها.

وفي حديث لديارنا، أكد المواطن جبار العبيدي، 41 عاما، وهو يعمل خبازا في المدينة، أن "الناس ملتفون حول الجيش والشرطة لمنع تهديدات الإرهابيين".

وقال: "لن نفرّط بأمن مدينتنا. عدنا لمنازلنا بعد عناء طويل جراء تهجير داعش لنا ونستبشر الآن خيرا".

وأضاف أن "محاولات الإرهابيين سيكتب لها الفشل بعزيمة قواتنا ودعمنا لها"، مضيفا، "نريد العيش بسلام واستقرار بلا إرهاب ودمار. هذه أمنيتنا جميعا".

المحافظة على أمن الرطبة

من جانبه أشار قائم مقام الرطبة عماد مشعل الدليمي لديارنا، إلى أن تنظيم داعش لا يسيطر على أي شبر من المدينة.

وأوضح أن "قواتنا تمكنت بالتعاون مع الأهالي من صدّ الهجوم الكبير الذي نفذه التنظيم الإرهابي بعشرات الانتحاريين والسيارات المفخخة".

وأكد أنه "تمّ قتل جميع المهاجمين وتدمير سياراتهم، وأعقب ذلك إطلاق حملة دهم وتفتيش للتأكد من خلو كل الأحياء السكنية من الإرهابيين".

وتابع أن "المدينة هي اليوم مؤمنة والقوات والسكان كلهم في حالة استنفار لتلافي حصول أي خرق أمني جديد".

وحثّ الدليمي القوات الأمنية على تكثيف طلعاتها الجوية فوق تلك المناطق لتطهيرها من أوكار المسلحين وإبعاد الخطر عن المدينة.

وأردف أن "داعش فقدت موطأ قدمها في الرطبة، إلا أنه من الممكن أن يكون لديها أوكار وجيوب في الصحراء المجاورة".

وقال إنه يوجد بلدات في غرب الأنبار كالقائم وعانه وراوه وعكاشات "ما تزال بيد الإرهابيين ، وهي تشكّل مصدر تهديد كبير على أمن مدينتنا"، داعيا القوات العراقية إلى سرعة تحريرها.

بدوره، أوضح عضو اللجنة الأمنية بمجلس محافظة الأنبار راجع بركات، أن الرطبة مؤمنة حاليا وقوات الجيش والشرطة وأبناء العشائر يسيطرون على الوضع.

غير أنه لفت لديارنا، إلى أن "تهديد داعش ما زال قائما بسبب انفتاح المدينة على مناطق صحراوية شاسعة، وصعوبة فرض السيطرة الأمنية الكاملة على تلك المناطق نتيجة وجود الكثير من المخابئ الطبيعية".

وأشار بركات إلى أهمية تعزيز القطعات العسكرية المكلّفة بحماية الرطبة، وذلك بفتح باب التطوّع أمام سكان المدينة، لأنهم يعرفون جيدا جغرافية مناطقهم.

وتابع أنه "من الضروري أيضا تجهيز القوات هناك بالمزيد من العربات المدرّعة والسلاح الثقيل، إذ أن معظم أفراد شرطة المدينة لا يمتلكون سوى عددا محدودا من المدرعات وأسلحة خفيفة".

خدمات الحكومة المحلية

على صعيد آخر، تتواصل جهود الإدارة المحلية لتأمين الخدمات العامة للمواطنين العائدين للرطبة، وأكد صبحي جبير ذياب رئيس المجلس المحلي للمدينة، أن أربعة آلاف عائلة من أصل ستة آلاف عادت إلى المدينة منذ تحريرها.

وقال لديارنا: "نحاول قدر المستطاع تجهيز العائلات العائدة بحاجاتها من الخدمات".

وأضاف: "فتحنا أبواب المدارس، لكننا نعاني من نقص حاد في الكوادر التعليمية، كما أن مستشفى المدينة بحاجة للاهتمام لتحسين مستوى الخدمات الصحية المقدمة للأهالي، ونعمل على توفير مياه الشفة لكل الأحياء".

وتابع: "بالنسبة إلى الكهرباء، يعتمد الأهالي حاليا على المولدات الخاصة لأن المدينة تستمد أساسا الطاقة من محطة التوليد الكهربائية في مدينة القائم التي ما تزال تحت سيطرة الإرهابيين".

وختم مؤكدا أنه "رغم كل الصعوبات، فإن وضع المدينة يتحسن والأهالي سعداء بخلاصهم من حكم داعش ويشاركون القوات الأمنية في حماية مدينتهم".