أخبار العراق
إرهاب

دعاية داعش عن رفاهية الحياة تفندها شهادات أهالي الموصل

خالد الطائي

رجال ينتظرون أن يتحقق جنود من الفرقة الثانية التابعة للقوات العراقية الخاصة من هويتهم في حي كركوكلي شرقي الموصل في 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2016. وأُخذت مجموعة من الرجال إلى مسجد في المنطقة التي حررت حديثاً ليتحقق جهاز الاستخبارات والشرطة الاتحادية من هوياتهم. [أود أندرسون/وكالة الصحافة الفرنسية]

رجال ينتظرون أن يتحقق جنود من الفرقة الثانية التابعة للقوات العراقية الخاصة من هويتهم في حي كركوكلي شرقي الموصل في 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2016. وأُخذت مجموعة من الرجال إلى مسجد في المنطقة التي حررت حديثاً ليتحقق جهاز الاستخبارات والشرطة الاتحادية من هوياتهم. [أود أندرسون/وكالة الصحافة الفرنسية]

أكد الأهالي الهاربون من الموصل في حديث لديارنا أن ظروف الحياة تحت سلطة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) كانت قاسية، وقد جاء هذا التأكيد ليناقض إلى حد كبير ما كان يروّج له التنظيم.

وقال خليل ابراهيم الذي هرب من منزله في حي السماح الثاني شرق الموصل إلى مخيم الخازر إن مقاتلي التنظيم كانوا "بلا رحمة".

وأوضح "عشنا مذلة لا توصف. المواد الغذائية كانت شحيحة في السوق وباهظة. مرت علينا أيام لا نجد ما نأكله وهناك أشخاص ماتوا جوعاً".

وأضاف "معظمنا كانوا عاطلين عن العمل وبعنا كل ما لدينا لشراء الطعام لأطفالنا".

لقطة عن فيديو لداعش يحاول إظهار مظاهر الحياة الطبيعية داخل الموصل.

لقطة عن فيديو لداعش يحاول إظهار مظاهر الحياة الطبيعية داخل الموصل.

أهالي الموصل الذين هربوا من المعارك يستلمون المساعدات في ملجأ للعائلات النازحة في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر. [حقوق الصورة لوزارة الهجرة والمهجرين]

أهالي الموصل الذين هربوا من المعارك يستلمون المساعدات في ملجأ للعائلات النازحة في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر. [حقوق الصورة لوزارة الهجرة والمهجرين]

وذكر مواطن آخر من سكان المخيم وطلب استخدام اسم أبو أنور خوفاً على سلامته، أن "عناصر داعش كانوا يدّعون أنهم يوفرون لنا كل الخدمات والحقيقة عكس ذلك. إنهم كذابون ومخادعون".

وتساءل في حديث لديارنا "أي خدمات كانوا يقدمونها؟ لا توجد كهرباء أو ماء صالح للشرب. كنّا ننصهر في أوقات الحر وفي البرد نلف أجسادنا بالبطانيات فلا نمتلك حتى وقوداً للتدفئة".

وأضاف أن "المستشفيات فقط للدواعش وعائلاتهم، ومن يمرض منا إما أن يكتب الله له الشفاء أو يموت".

وتابع "البؤس والخوف كانا رفيقانا".

التضليل مقابل الواقع

وعمدت داعش مع اجتياحها للموصل إلى نشر عدة تسجيلات مصورة على المواقع التابعة لها، تباهت فيها بـ "رفاهية" سكان الموصل ورضاهم على الخدمات التي توفرها.

وفي إطار جهوده وحملته الدعائية، كان التنظيم يطلب من أنصاره زيارة الموصل "للسياحة فيها والتمتع بأجوائها".

وفي هذا السياق، قال هاشم بريفكاني رئيس اللجنة الأمنية بمجلس محافظة نينوى "كان يضحك على العالم وعلى نفسه أولاً".

وأضاف لديارنا أن عناصر داعش "بارعون في الخداع والتضليل فأفلامهم وصورهم تصور أرض خلافتهم المزعومة بأنها الجنة لكنها في الواقع كانت الجحيم بعينه".

وأوضح أن التنظيم فرض حصاراً إعلامياً على المدن التي احتلها وهذا ما ساعده على الترويج لأكاذيبه.

وتابع "لكن أخبار معاناة أهلنا في الموصل وواقعهم المعيشي المرير تحت سيطرة هؤلاء المجرمين كانت تصلنا أولاً بأول وتكشفت الآن وبشكل أكبر للعالم مع انطلاق عمليات تحرير المدينة".

ولكن شدد بالمقابل على استمرار عناصر داعش في دعاياتهم الكاذبة والتي كان آخرها ادعاؤهم بأن سكان الموصل يهربون إلى مناطق سيطرتهم خوفاً من الجيش وبحثاً عن الأمان.

وأكد "هذا ادعاء كاذب بالمطلق، فالحقيقة أن داعش تجبر الأهالي على مرافقتها أثناء الهروب من مناطق المعارك للاحتماء بهم من نيران القوات الأمنية".

تزييف الحقائق والترويج للأكاذيب

من جهته، قال بشار الكيكي رئيس مجلس محافظة نينوى لديارنا إن "دعاية داعش اعتمدت على تزييف الحقائق والترويج للأكاذيب".

وتابع "لقد روج الإرهابيون لحياة رفاهية مزيفة والحقيقة التي كانت ماثلة أمامنا أن الناس المحاصرين كانوا بلا حياة ويفتقرون لأبسط مقومات العيش".

وأوضح الكيكي أن الأهالي باعوا كل شيء لتأمين معيشتهم بعد انقطاع مصادر رزقهم وتوقف دوائر الدولة عن العمل.

وأضاف أنه "مع بدء معركة تحرير المدينة، انتعشت آمال المواطنين وكان خير دليل على رغبتهم بالخلاص سريعاً من معاناتهم، وقوفهم وتعاونهم الكبير مع القوات المحررة".

وبدوره، أكد مسؤول إعلام الحزب الديموقراطي الكردستاني بالموصل سعيد مموزيني لديارنا، أن المواطنين الذين هربوا من الموصل يشعرون بفرح كبير لتخلصهم من داعش.

وأضاف "لا يمكن تصور مدى ما عانوه هؤلاء الناس، فإلى جانب جرائم القتل والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، كانت تطبق الظروف المعيشية الصعبة على حياتهم فلا عمل ولا غذاء ولا خدمات عامة".

وشدد مموزيني على أن عملية تحرير المناطق المتبقية في نينوى من داعش تسير بخطى جيدة، مضيفاً أن "الأمور ستعود قريباً إلى وضعها الطبيعي في المدينة".

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

داعش التكفيري كيف أقنع أهالي الموصل بدخول المدينة وتدميرها علما بأن هناك إعداد كبير من الضباط الجيش الذين لهم باع بالحرب والخطط العسكرية. لماذا لاتوجد مقاومة منهم واستسلم الجميع للداعش علما بأن زمرة داعش هم إعداد قليلة مقارنة مع حجم سكان أهل الموصل. ولماذا بايعه شيوخ قبائل أهل الموصل. سؤال يطرح نفسه لشيوخ القبائل العربية في الموصل. ممكن جواب

الرد