أخبار العراق
تربية

وحشية داعش تظهر في كتب دراسية عُثر عليها في نينوى

علاء حسين من بغداد

طفل هرب مع عائلته من المعارك الدائرة في محيط الموصل وجد ملجأً له في مخيم حسن شامي للنازحين في 14 تشرين الثاني/نوفمبر. [أشيلياس زافاليس/وكالة الصحافة الفرنسية]

طفل هرب مع عائلته من المعارك الدائرة في محيط الموصل وجد ملجأً له في مخيم حسن شامي للنازحين في 14 تشرين الثاني/نوفمبر. [أشيلياس زافاليس/وكالة الصحافة الفرنسية]

عثرت القوات العراقية أثناء تقدمها لتحرير قرى ومدن محافظة نينوى، على مواد مربكة ومثيرة للقلق في المدارس التي كان تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) يستخدمها كقواعد عسكرية له.

فوجدت الأجهزة الأمنية وسط أنقاض هذه المباني، كتباً مدرسية اعتمدها التنظيم لتوجيه الأطفال نحو التطرف عبر استخدام تعاليم وصور مبنية على العنف ، وفق ما ذكره مسؤولون رسميون لديارنا.

ونشرت قيادة العمليات المشتركة مؤخراً صوراً عن الكتب المدرسية التابعة لداعش والتي اكتشفتها القوات العراقية خلال عملية تحرير محافظة نينوى التي انطلقت في 17 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وذكرت القيادة أن هذه المواد تشمل أطروحات عن الرياضيات والسياسة الشرعية واللغة العربية والتدريب البدني، وتضم هذه الأخيرة نصوصاً ومنهجية تدريس مصممة لزرع بذرة الإرهاب في قلوب الصغار.

أخرجت القوات العراقية من المدارس التي كانت تحت سيطرة ʼالدولة الإسلامية في العراق والشامʻ (داعش) كميات من المواد التعليمية المتطرفة التي كان يستخدمها التنظيم. [حقوق الصورة للمتحدث باسم وزارة الدفاع يحيى رسول]

أخرجت القوات العراقية من المدارس التي كانت تحت سيطرة ʼالدولة الإسلامية في العراق والشامʻ (داعش) كميات من المواد التعليمية المتطرفة التي كان يستخدمها التنظيم. [حقوق الصورة للمتحدث باسم وزارة الدفاع يحيى رسول]

ومن الأمثلة الواردة في كتب داعش المدرسية عن نوع "الدروس" التي يعلّمها التنظيم، أن تجمع رصاصة مع رصاصة فالناتج رصاصتين، وأن يفجر "استشهادي" نفسه في عشرة "كفار" فيقتل سبعة منهم، فناتج الطرح يكون ثلاثة.

وجاء في إحدى العمليات الحسابية في كتاب الرياضيات "اشترى محمد 3 بنادق يوم الجمعة ويوم الأحد اشترى 4 بنادق، فما مجموع البنادق التي اشتراها محمد؟".

وفي مسألة أخرى جاء ما يلي "اشترى يحيى بندقية بمبلغ مائة وعشرين ألف ريال، واشترى مالك رصاصاً بمبلغ ستة وعشرين ألفاً وسبعمائة ريال، أما عمار فقد اشترى له والده حزاماً من الرصاص بمبلغ ثمانية آلاف وسبعمائة وخمسين ريالاً، اكتب بالأرقام ما اشترى كل واحد منهم؟".

وفي هذا السياق، قال الملازم أول مروان مصطفى من المكتب الإعلامي للشرطة الاتحادية لديارنا، إن قوات الشرطة عثرت على المئات من تلك المناهج والوثائق التي تُظهر وحشية التنظيم ونهجه المتطرف.

وأشار إلى أن "داعش حوّلت المدارس إلى مصانع للتفخيخ وقواعد لعملياته العسكرية".

وأضاف أن الشرطة نظمت منذ تاريخ تحرير هذه المناطق، جولات ميدانية للصحافيين في منطقة حمام العليل لإطلاعهم على حجم الدمار الذي خلفه التنظيم في القطاع التربوي.

تعليم الأطفال على القتل

بدوره، قال قائد الحشد العشائري في جنوب الموصل الشيخ نزهان اللهيبي، إن الأمر لم يقتصر على حشو أدمغة الصغار بعمليات حسابية ملتوية، إذ قامت داعش أيضاً بإجبارهم على مشاهدة إعدامات جماعية نفذتها في الساحات العامة.

وأضاف في حديث لديارنا أن "بعض عناصر داعش يدربون الأطفال على الرماية بالأسلحة النارية الحية وعلى الذبح وحرب الشوارع، فيحاولون أن يجعلوا منهم مشاريع إرهاب وقتلة محترفين ".

وأكد أن الوضع أسوأ من ذلك، إذ أجبر التنظيم الكثير من الصبية على القتال في معركة الموصل، فيما ساق آخرين مع عائلاتهم إلى أماكن مجهولة لاتخاذهم كدروع بشرية.

وتابع قائلاً "إلى الآن لا نعرف مصير أسر بكاملها مع أطفالهم وشيوخهم ونسائهم، ساقهم التنظيم إلى أماكن مجهولة. وكنا نظن أنهم محتجزين في تلعفر أو في الرقة ولكن اتصالاتنا كشفت أنهم ليسوا هناك".

حلول حكومية

من جهتها، قالت لجنة التربية والتعليم في مجلس النواب العراقي إن وزارة التربية على علم بالجرائم الكثيرة التي ارتكبها التنظيم بحق الطفولة والتربية في المحافظة وهي تعمل على معالجة كل الحلول الممكنة.

وقالت النائب عن لجنة التربية في البرلمان العراقي ساجدة محمد، إن العديد من أهالي الموصل توقفوا خلال العامين الماضيين عن إرسال أولادهم إلى المدرسة.

وأكدت أن الوزارة تعمل مع اللجنة على معالجة الأزمة "وفق مقاربة ذات محورين".

وأوضحت أن المحور الأول يشمل حملة تثقيف لوضع حد لانتشار الفكر المتطرف الذي يستهدف الأطفال في المحافظة، والبدء بتقديم إعادة تأهيل نفسية لهم.

أما المحور الثاني، فيتعلق على حد قولها بإعادة الأطفال إلى المدرسة من أجل التعويض عن العامين الدراسيين الماضيين.

ولفتت إلى أن ذلك سيتم بأجراء اختبارات كفاءة لتحديد المرحلة الدراسية التي تتناسب مع عمر الأطفال، أو بإلحاقهم بالتعليم المسرّع والدروس المسائية وفق مرحلتهم الدراسية ومستواهم العلمي.

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

هذه صفحة رائعة للغاية!

الرد