أخبار العراق
أمن

النازحون من برطلة يحتفلون بتحرير بلدتهم من داعش

خالد الطائي

الأب ديفيد دوشا الكاهن في كنيسة مار شموني الواقعة في مدينة برطلة يتفحص الأضرار في 24 تشرين الأول/أكتوبر في مجمع الكنيسة بعد استعادة القوات العراقية السيطرة على البلدة من ’الدولة الاسلامية في العراق والشام‘. [صفين حامد/وكالة الصحافة الفرنسية]

الأب ديفيد دوشا الكاهن في كنيسة مار شموني الواقعة في مدينة برطلة يتفحص الأضرار في 24 تشرين الأول/أكتوبر في مجمع الكنيسة بعد استعادة القوات العراقية السيطرة على البلدة من ’الدولة الاسلامية في العراق والشام‘. [صفين حامد/وكالة الصحافة الفرنسية]

بالزغاريد وتوزيع الحلوى استقبلت العائلات النازحة من برطلة نبأ تحرير بلدتها ضمن معركة كبرى بدأت الأسبوع الماضي لتحرير الموصل، المعقل الأخير لتنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) .

واضطر سكان تلك البلدة التي تبعد نحو 20 كيلومترا شرق مدينة الموصل إلى هجرة منازلهم عقب اجتياحها من مسلحي داعش في صيف ٢٠١٤.

وأعلنت القوات العراقية يوم الاثنين، 24 تشرين الأول/أكتوبر، استعادة السيطرة كاملة على برطلة بعد القضاء على آخر جيوب التنظيم في البلدة.

جميلة سامي أو كما تكنى بأم رافد، واحدة من بين آلاف هؤلاء المهجرين الذين لجأ أغلبهم إلى مدينة أربيل.

جندي عراقي يتفقد الأضرار التي لحقت بالكنيسة في برطلة بسبب أعمال ’الدولة الاسلامية في العراق والشام‘. [حقوق الصورة لجهاز مكافحة الارهاب العراقي]

جندي عراقي يتفقد الأضرار التي لحقت بالكنيسة في برطلة بسبب أعمال ’الدولة الاسلامية في العراق والشام‘. [حقوق الصورة لجهاز مكافحة الارهاب العراقي]

وبينما كانت تتبادل التهاني مع نساء أخريات في أربيل، قالت لديارنا "فرحتي لا حدود لها".

"عندما سمعت بتحرير بلدتي هللت وبكيت من شدة الفرحة حتى أغمي علي"، وأضافت "كنت نذرت إذا تحررت برطلة أوزع على كل سكان الحي الحلوى. والآن أنا أوفي النذر ومعي نساء كثيرات".

وتضيف أم رافد "انقشع الظلام أخيرا وسيكون بإمكاننا العودة لمنازلنا قريبا. نحمد الله ونشكر جنودنا الأبطال".

وقال مسؤولون إن تحصينات مسلحي داعش لم تصمد طويلا أمام كثافة النيران والتقدم المباغت لقطعات الجيش إلى قلب البلدة.

وذكر المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعمان لديارنا إن معركة السيطرة على برطلة "استغرقت ٢٤ ساعة". وأوضح أن "البلدة حاليا آمنة. قضينا على آخر الجيوب التي يختبئ بها الإرهابيون. فجرنا ٢١ سيارة مفخخة للعدو ومئات العبوات الناسفة والألغام".

وكانت حصيلة قتلى عناصر داعش ٨٠ مسلحا، حسب النعمان.

أضرار محدودة

واعتبر أن "تحرير هذه البلدة تعني الشيء الكثير لقواتنا"، مشيرا إلى أنها كانت حائط الصد الأول لعصابات داعش باتجاه مركز مدينة الموصل من جهة الشرق.

وأكد " والآن انهار". تم إبعاد الخطر ولم نعط للإرهابيين فرصة تدمير منازل المواطنين والمنشآت العامة".

وتابع "والأضرار بسبب القتال محدودة. وهذا سيتيح لنا إعادة المواطنين المهجرين سريعا".

وكشف النعمان عن أن الجنود بادروا وبعد استكمال عملية التحرير إلى تنظيف الكنائس في البلدة وقرع أجراسها "ليعلو صوت السلام في كل الأرجاء".

"فلا مكان للإرهاب بعد الآن هناك"، بحسب ما قال.

وبدوره، قال دريد حكمت مستشار محافظ نينوى لديارنا إن برطلة كانت تضم نحو ٦٠ ألف نسمة من المواطنين المسيحيين، ولفت إلى أن "برطلة كانت مكانا آمنا لتآخي وتعايش كافة الطوائف والأديان. وسترجع كما كانت وأفضل".

وتابع "نحمد الله أن البلدة لم تشهد دمارا كبيرا على يد الإرهابيين. كانت معركة تحريرها من قبل أبطال جهاز مكافحة الإرهاب وجنود الفرقة ١٩ نظيفة للغاية".

وأضاف حكمت "السكان النازحون من البلدة ينتظرون اليوم بفارغ الصبر البدء بجهود إعادتهم لمنازلهم والتي لا أتصور أنها ستطول".

"البلدة خالية من الإرهابيين. لكن ربما ستحتاج القوات الأمنية مزيدا من الوقت للتأكد من خلوها من المتفجرات وتعزيز إجراءات حمايتها"، كما قال.

البوابة الشرقية إلى الموصل

وأشار إلى أن داعش ومع خسارتها لبرطلة تخسر معقلا مهما يعتبر بمثابة البوابة الشرقية للموصل.

"وقريبا لن يكون لعناصرها أي وجود في محافظة نينوى والعراق ككل"، حسب حكمت.

وأكد من جهته، النائب في البرلمان العراقي عن محافظة نينوى يونادم كنّا لديارنا إن "هذا انتصار عظيم حققه جنودنا الشجعان على قوى الشر".

وزاد بالقول إن مقاومة العدو "تضعف تدريجيا جراء ما يتلقاه من ضربات موجعة. ونهايته وشيكة".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500