أخبار العراق
إرهاب

سوريون يدينون هجوم داعش على حفل زفاف في الحسكة

وليد أبو الخير من القاهرة

لافتة خارج صالة أعراس السنابل قرب مدينة الحسكة في سوريا شاهد على الدمار الذي تسبب به تفجير انتحاري لـ ’الدولة الاسلامية في العراق والشام‘ في 3 تشرين الأول/أكتوبر. [حقوق الصورة لصفحة الحسكة على فيسبوك]

لافتة خارج صالة أعراس السنابل قرب مدينة الحسكة في سوريا شاهد على الدمار الذي تسبب به تفجير انتحاري لـ ’الدولة الاسلامية في العراق والشام‘ في 3 تشرين الأول/أكتوبر. [حقوق الصورة لصفحة الحسكة على فيسبوك]

دان سوريون الهجوم الدامي الذي نفذه تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) واستهدف عرسا قرب الحسكة وعتبروا أنه يؤكد أن التنظيم ليس سوى عصابة من المجرمين الذين لا يريدون إلا اراقة دماء المدنيين المعارضين له.

وكانت مدينة الحسكة بشمال سوريا قد شهدت هجوما نفذه انتحاري مراهق يوم الاثنين 3 تشرين الاول/اكتوبر استهدف إحدى صالات الافراح الكردية (صالة السنابل)، مما اوقع 37 قتيلا وعشرات الجرحى ومما يؤكد على الاستهتار الكامل بحياة المدنيين، بحسب ما قال مسؤولون وشهود عيان لديارنا.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، قتل 11 طفلا بين الضحايا، في الاعتداء الذي أعلنت داعش مسؤوليتها عنه عبر وكالة أعماق للأنباء.

داعش تستغل الشباب

وقال فرهاد خوجة، وهو احد ضباط قوات حماية الشعب، إنه "على الرغم من التدابير الأمنية المتخذة من قبل قوات سوريا الديموقراطية وقوات الاسايش في مناطق شمال سوريا والتي تم تحريرها من تنظيم داعش، إلا أن اجرام التنظيم يمكنه من التسلل إلى القرى الآمنة لقتل المدنيين".

وأضاف أنه بحسب روايات شهود عيان، فإن "منفذ العملية الانتحارية شاب لا يتعدى عمره الـ15 عاما، وربما يكون هذا السبب لوصوله إلى صالة الافراح وتنفيذه جريمته".

ففي اوضاع مشابهة، تابع، من السهل أن يتمكن مراهق صغير السن من دخول الاحتفال من دون لفت النظر باعتباره ابن احد المدعويين، منددا باستغلال داعش للمراهقين.

وأشار خوجة إلى أن التنظيم قد جهز جيشا كبيرا من الاطفال "تحت مسمى اشبال الخلافة" للقيام بعملياته بعد النقص الذي يعانيه في عدد عناصره بسبب العمليات العسكرية ضده.

وقال خوجة إن التفجير يؤكد إجرام داعش، كما يؤكد "ضرورة مواجهتها واقتلاعها من الاراضي التي تتواجد فيها في سوريا والعراق، لوقف إراقة الدماء".

نساء وأطفال بين القتلى

بدوره، أكد المصور في العرس، وليد محمد، أنه كان يلتقط الصور في الحفلة حين شعر بانفجار هائل، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال "رأيت الكثير من الناس يموتون -- أطفال صغار، عجزة".

وقد نجا العريس والعروس إلا أن والد الشاب وشقيقه قتلا في الهجوم، بحسب ما أشار أحد الأقرباء.

ولفت إلى أن "جروح العريس طفيفة، وهو وزوجته يبيتان في أحد منازل الأقرباء. ولا يريد أن يرى أحدا. لقد هزهم الاعتداء".

أما محمد قصار، وهو المغني الذي أحيا الحفل، فامتنع بصعوبة عن البكاء وهو يصف المشهد بعد الاعتداء.

وقال في حديث لوكالة الصحافة الفرنسية، "لا أزال في صدمة. كانوا أطفالا ونساء".

الممرض هافال عباس وهو أحد عناصر الهلال الاحمر الكردي، قال لديارنا إن الحصيلة الاولية لعدد القتلى كانت 22 قتيلا وحوالي المائة جريح تقريبا.

إلا أن الحصيلة ارتفعت إلى 37 قتيلا نظرا لأن "بعض الاصابات كانت خطرة جدا بسبب التعرض المباشر لشظايا التفجير"، وفق ما ذكر.

وأضاف أن عددا كبيرا من الجرحى ما زال يلقى العناية الطبية في مستشفيات المنطقة خاصة في مدينة الحسكة والقامشلي وعامودا، كما تم نقل أربع حالات حرجة لتلقي العلاج بمستشفى دهوك بالعراق.

بينما فارق أحد المصابين في مستشفى الدهوك الحياة، كما ِأشار.

موحدون ضد الارهاب

أما عمار صالح وهو ناشط اجتماعي ومن اعضاء مجلس السلم الاهلي لمدينة الحسكة، فقال لديارنا إن تنظيم داعش استهدف سكان الحسكة للانتقام منهم "لرفضهم وجوده في اراضيهم".

وسبق أن شن عدد من الانتحاريين هجمات على المنطقة، لكن الاعتداء الأخير هو "الابشع".

وأضاف صالح أن العرس كان لإحدى العائلات الكردية المعروفة في المنطقة، حيث كان من المتوقع أن تشهد الصالة والمنطقة المحيطة بها ازدحاما كبيرا.

وختم لافتا إلى أن "ابناء منطقة الحسكة من كل الطوائف والقوميات"، وهم يد واحدة بمواجهة الارهاب "الذي لا يفرق بين عربي او كردي".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500