أخبار العراق
تربية

مديرة تقود حملة إعمار مدرستها في جلولاء

خالد الطائي

متطوعون ينظفون مدرسة الهدى في جلولاء في إطار حملة هادفة إلى إعادة إعمار المبنى. [حقوق الصورة لصفحة إدارة ناحية جلولاء على فيسبوك]

متطوعون ينظفون مدرسة الهدى في جلولاء في إطار حملة هادفة إلى إعادة إعمار المبنى. [حقوق الصورة لصفحة إدارة ناحية جلولاء على فيسبوك]

قبل شهرين من بداية السنة الدراسية الجديدة، قادت مديرة مدرسة الهدى في جلولاء جهوداً لإعادة إعمار المدرسة التي تحولت إلى كومة ركام بعد اجتياح تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) للمنطقة في صيف 2014.

وقالت المديرة ليلى سليمان حميد في حديث لموقع ديارنا إن أكثر من 300 طالب عادوا الآن إلى مدرسة الهدى في محافظة ديالى.

وأضافت "منذ رجوعنا إلى المدينة بعد تحريرها مطلع العام الماضي، كانت المدرسة مهدمة. واضطررت لنقل تلاميذ مدرستي إلى مدرسة خالد بن الوليد الابتدائية المجاورة لإكمال تعليمهم هناك".

وتابعت أن هذه المدرسة كانت أصلاً تعاني من اكتظاظ التلاميذ وكان الدوام المدرسي فيها موزعاً على وجبتين، الأولى صباحاً والثانية في فترة بعد الظهر. وذكرت أنه مع ارتفاع عدد التلاميذ، تمت إضافة وجبة ثالثة مساءً لاستقبال الجميع.

وأوضحت "كان هذا الأمر متعباً جداً للتلاميذ وأثر على مستواهم التعليمي وكان مرهقاً للهيئة التدريسية كذلك".

وأشارت إلى أنه، لتجنب تكرر تجربة العام الماضي، بادرت إلى إطلاق حملة تطوعية لإعادة إعمار المدرسة بمساعدة الأهالي.

وقالت "لبَّت الكثير من أمهات التلاميذ وآبائهم النداء وباشرنا بالعمل مع البنائين في إعادة تأهيل المدرسة من حسابي الخاص ومن التبرعات البسيطة التي جمعناها من المواطنين"، مضيفةً أن كلفة إعادة إعمار المدرسة بلغت 10 ملايين دينار عراقي (8600 دولار).

وأكدت حميد أن "المدرسة أصبحت الآن داخل الخدمة"، لافتةً إلى أنها جاهزة لاستقبال مزيد من التلاميذ في المستقبل.

وذكرت "حاولنا أيضاً بهذه المبادرة تخفيف العبء عن الدولة والمساهمة في تعزيز المبادرات التطوعية الشعبية انطلاقاً من مبدأ المشاركة الجماعية في بناء الوطن".

أهمية التطوع

وبدوره، قال يعقوب يوسف مدير ناحية جلولاء لديارنا إن "هذه المبادرة تؤكد على متانة الانتماء للوطن ورغبة المواطنين في محو كل آثار الإرهاب بهمة عالية لا تختلف عن همة جنودنا الأبطال في ساحات المعارك".

وتابع أن المدرسة تعرضت ʼلتدمير شبه كاملʻ، مشيراً إلى أن جناح الإدارة وأربعة صفوف دراسية تهدمت تماماً في حين تضررت بقية المباني والمرافق بنِسَب متفاوتة.

وأردف يوسف قائلاً "لكن بجهود [المديرة] ليلى والأهالي الخيرين، أعيد إعمار المدرسة وأصبحت أفضل حتى من قبل".

وأضاف أن إدارة الناحية دعمت هذه الجهود عبر تأمين كل الموافقات الإدارية اللازمة لإنجاز العمل.

وشدد على أن "هذه ليست المرة الأولى التي يبادر فيها أهالي جلولاء إلى المساهمة في إعادة تأهيل منشأتهم العامة التي دمرتها داعش".

ولفت إلى أن السكان سبق وشاركوا في عملية "إصلاح أحد الجسور المهمة في المدينة وقبل ذلك تطوعوا لتنظيفها ورفع مخلفات الحرب من شوارعها".

ومن جهته، أثنى عضو مجلس محافظة ديالى خضر مسلم على المبادرة.

وأكد لديارنا "نشجع على تبني هكذا مبادرات تطوعية من المواطنين ونعتبرها ضرورية جداً لا سيما في هذه المرحلة حيث يمر البلد اليوم بأزمة اقتصادية والدولة غير قادرة على تمويل كل مشاريع الإعمار".

وختم قائلاً "نحتاج اليوم إلى مشاركة جميع الأهالي وإلى دعم المنظمات المحلية والدولية والدول المانحة لتسريع عجلة البناء وإصلاح كل المرافق الخدمية".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500