أخبار العراق
تربية

تعليم داعش في الرقة: العنف يطغى على المناهج أو لا تعليم على الإطلاق

وليد أبو الخير من القاهرة

شابان يدخلان مدرسة موسى بن نصير الخاضعة لسيطرة داعش في الرقة. [حقوق الصورة لمحمد العبدالله]

شابان يدخلان مدرسة موسى بن نصير الخاضعة لسيطرة داعش في الرقة. [حقوق الصورة لمحمد العبدالله]

مع استمرار سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) على مدينة الرقة، يحذر نشطاء من أن آلاف الأطفال يتم حرمانهم من التعليم.

وكانت داعش قد أقفلت عشرات المدارس وفرضت منهاجا يطغى عليه العنف في المدارس المتبقية، وفق ما قالوا.

أبو محمد الرقاوي، الناشط في تجمع "الرقة تذبح بصمت"، قال في 15 أيلول/سبتمبر إن نحو مائة مدرسة في الرقة أقفلت أبوابها منذ أربع سنوات لغاية اليوم.

ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عنه قوله إن "نحو 36 ألف تلميذ في المرحلة الابتدائية و15 ألف في المرحلة الإعدادية و12 ألف في المتوسطة، خارج المدارس".

صورة من كتاب الرياضيات الذي فرضته ’الدولة الاسلامية في العراق والشام‘ في مدارس الرقة يظهر رسما لسلاح. آلاف الأطفال في الرقة خارج المدرسة أو يتابعون تعليما حول العنف في المدارس التي تسيطر داعش عليها. [حقوق الصورة لمحمد العبدالله]

صورة من كتاب الرياضيات الذي فرضته ’الدولة الاسلامية في العراق والشام‘ في مدارس الرقة يظهر رسما لسلاح. آلاف الأطفال في الرقة خارج المدرسة أو يتابعون تعليما حول العنف في المدارس التي تسيطر داعش عليها. [حقوق الصورة لمحمد العبدالله]

وأشار إلى أن ثمة آلاف الأطفال، وهم جيل الحرب، الذي بلغوا التسع سنوات من عمرهم، لم يكن أمامهم الفرصة حتى الدخول إلى المدرسة.

ولفت أبو محمد إلى محاولات فردية من قبل معلمين سابقين أو ناشطين تهدف إلى تعليم مجموعات من الأطفال في المنازل بين العائلات والأحياء، لتعليمهم على الأقل القراءة والكتابة.

ووفق ما ذكرت الصفحة التابعة لـ "تجمع الرقة تذبح بصمت"، فإّنه وبعيد سيطرة التنظيم عام 2014، أصبح التنظيم يصدر بيانات بشكل يومي تأمر بإغلاق المدارس، وتعديل المواد الدراسية وإلغاء بعضها بحجة الكفر والردة.

ولفت إلى أن التنظيم فرض دورات "الاستتابة الشرعية" على جميع العاملين في المجال التعليمي.

تعميم إجباري لنهج داعش

وقد أكد اساتذة سوريون من الرقة ومناطق أخرى ترزح تحت سيطرة داعش لموقع ديارنا أن العديد من الأهالي باتوا يفضلون بقاء أبنائهم في المنازل وعدم التحاقهم بما تبقى من مدارس يديرها تنظيم داعش.

واعتبر الاستاذ ناصر العلي وهو من الرقة، أن الكثير من الأهالي، وبهدف حماية أبنائهم من أفكار داعش، يتمنعون عن إرسالهم إلى المدرسة ويعلمونهم في السر بمساعدة من تبقى من أساتذة في المنطقة.

وأكد العلي الذي فضل استخدام اسم مستعار خوفا على سلامته لديارنا أن الكتب التي عممتها داعش على المدارس التي فتحت ابوابها "هدفها غسل عقول الصغار وتحويلهم إلى آلات للقتل والاجرام".

وشدد على أن هدف داعش في تعليم الأولاد ليس تحصيل المعرفة والعلم "كما هو المفروض".

وأشار إلى أنه إطلع على الكتب الدراسية التي تم توزيعها في منطقة الرقة ليجد انها بعيدة جدا عن المناهج العلمية الصحيحة.

واعتبر أن 10 بالمائة فقط أو اقل من المعلومات العلمية صحيحة ويجب ان تتوفر في مناهج الاطفال في صفوف المرحلتين الابتدائية والاعدادية.

واكد أن "الهدف من هذه المناهج واضح جدا وهو اعداد جيل جديد من الشباب السوريين لا يعلم إلا ادبيات داعش، بدءا من القتل وصولا إلى تكفير كل من يخالفها الرأي".

جيل جديد من المقاتلين

بدورها، ذكرت الدكتورة باسمة حسني، أستاذة علم الاجتماع بجامعة القاهرة، لديارنا أن اقفال داعش للمدارس وحصر التعليم ببعض المدارس التي تشرف عليها بالشكل الكامل ليس بالامر الجديد، بل أسلوبها هذا مستمر منذ عامين.

وأشارت إلى أن "خطورة هذا الامر تعتبر كبيرة جدا اذا ما طالت فترة سيطرة داعش واستمرارها بعملية اعداد الاجيال الشابة بهذه الطريقة".

وبحسب حسني، فإن الخطورة تطال تحديدا الطلاب المنتمين للفئات العمرية الصغيرة، كطلاب المرحلة الابتدائية الذين لم يتلقوا أي علوم أخرى.

وأوضحت أن هؤلاء إما خارج الدراسة أو في مدارس داعش حيث ينمون على افكار التنظيم "وقد يرونها طبيعية لعدم وجود البديل الصحيح".

ورأت حسني أن هدف داعش "نشر مناهجها لاعداد الجيل الجديد من المقاتلين الموالين كليا لها" .

إضافة إلى ذلك، تسعى داعش لاستقطاب الفتيات الصغيرات من خلال غرس افكار داعش بروؤسهن "وتشجيعهن على الزواج بالجهاديين لانجاب الاطفال الذين سيكونون اشد خطورة من كل الاجيال السابقة".

إقفال مدارس مخيم اليرموك

أما ماجد الحمصي وهو مدرس متقاعد مقيم في مخيم اليرموك ومتحدر من مدينة الرقة، فقال لديارنا إن "تنظيم داعش وبعد بسط سيطرته على مساحات كبيرة من مخيم اليرموك بدأ فعليا بتطبيق ما يقوم به في الرقة ودير الزور بشكل كامل".

وذكر أن التنظيم "أقفل جميع المدارس الموجودة في المخيم ولم يبق إلا على مدرستين يتم فيها تعليم الاطفال مناهج التنظيم، واحدة للاولاد والثانية للبنات".

وقال إن عناصر داعش يقوم بجباية الاموال من الاطفال الميسوري الحال، بينما يفرض التنظيم تعليم الآخرين مجانا بمحاولة اغراء الاهل ببعض المساعدات الغذائية لإرسال اطفالهم الى المدارس التابعة للتنظيم.

وأشار الحمصي إلى أنه مع رفض ابناء المخيم لتدابير داعش يحجم العديد من الاهالي من ارسال أولادهم إلى المدارس خوفا عليهم من أفكار داعش.

وذكر أن "اجمالي عدد المدارس في المخيم كان يصل لاكثر من 20 مدرسة، كانت تتلقى الدعم من جمعيات ومؤسسات تربوية واجتماعية في المخيم".

ولفت إلى أن تلك المؤسسات تسعى للحفاظ على الواقع التعليمي للاطفال في المخيم، "إلا انه مع سيطرة داعش فالواقع تغير".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500