أخبار العراق
أمن

خنادق الفلوجة تحصن المدينة ضد داعش

علاء حسين من بغداد

تعمل الحكومة العراقية على حفر خندق حول أجزاء من الفلوجة مماثل لذاك الموجود حول كربلاء والأنبار، لتحصين المدينة ضد تسلل الإرهابيين. [حقوق الصورة لوزارة الدفاع العراقية]

تعمل الحكومة العراقية على حفر خندق حول أجزاء من الفلوجة مماثل لذاك الموجود حول كربلاء والأنبار، لتحصين المدينة ضد تسلل الإرهابيين. [حقوق الصورة لوزارة الدفاع العراقية]

أكد مسؤولون عراقيون لديارنا، أن الحكومة العراقية اتخذت سلسلة من الإجراءات الأمنية المشددة لمنع عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) من العودة إلى الفلوجة.

ومن هذه الإجراءات تحصينات ميدانية كحفر خندق في محيط المدينة للحد من عمليات تسلل الإرهابيين، وتدابير إدارية كتنظيم استمارات أمنية للمواطنين المقيمين داخلها، حسبما أوضحوا.

وباشرت الحكومة بتلك الإجراءات بعد نحو شهر على تحرير القوات العراقية لمحافظة الأنبار من قبضة داعش، في 26 تموز/يوليو الماضي.

وقال مدير شرطة الفلوجة العقيد جمال الجميلي لديارنا، إن الخندق حفر بعمق متر واحد وبعرض متر ونصف وعلى محورين اثنين من حدود المدينة.

وأضاف أن الخندق يلف المحور الشمالي بطول خمسة كيلومترات والمحور الجنوبي بطول أربعة كيلومترات.

وأشار إلى أن المحور الغربي محمي بنهر الفرات كحاجز طبيعي، بينما يمتد الطريق الدولي السريع بما فيه من حواجز أمنية على طول محورها الشرقي، ما يصعّب عملية اختراقهما.

ولفت إلى أن الخندق الشمالي والذي سيكتمل العمل فيه في غضون الأيام القليلة المقبلة، سيشكل حدا فاصلا بين قاطع عمليات الفرقتين العسكريتين الأولى والرابعة عشر.

أما بخصوص الخندق الجنوبي، فأوضح أنه خندق قديم سبق وأن حفر في العام 2013 قبل سقوط المدينة بيد تنظيم داعش، إلا أن العمل يجري حاليا على إعادة حفره من جديد وتوسيعه.

وأكد أن الخندق سيمنع تسلل عناصر داعش إلى داخل المدينة مجددا، وسيؤمن الحماية الكافية لمواطنيها ويبعد عنهم تهديدات هذا التنظيم.

وأشار إلى أنه لن يكون عائقا أمام حركة المواطنين والمزارعين، حيث سيكون بإمكانهم الدخول إلى المدينة والخروج منها عبر منفذين رئيسين، على أن يفتتح منفذان أخران في وقت لاحق وفقا للظرف الأمني في المدينة.

استمارات أمنية إلكترونية

بدورها، كشفت الإدارة المحلية في قضاء الفلوجة عن إجراءات إدارية أمنية جديدة للسيطرة على الوضع الأمني في المدينة بعد تحريرها واستعدادا لعودة النازحين إليها.

وقال قائم مقام الفلوجة عيسى العيساوي لديارنا، إن أهالي الفلوجة سيكونون ملزمين بتعبئة إستمارات أمنية إلكترونية خاصة قبل العودة إلى مدينتهم.

وأوضح أن هذه الإستمارات ستخصص لكل أسرة عائدة رقما متسلسلا خاصا بها، ما يسهل على الأجهزة الأمنية في القضاء التعرف بسرعة على البيانات الأولية للأسرة وخلفيتها الأمنية.

وأكد أن البيانات الواردة في هذه الإستمارات ستشكل قاعدة معلومات يتم لاحقا على أساسها إصدار بطاقات هوية وبطاقات تسجيل السيارات.

وتضمّ الاستمارة اسم رب الأسرة ومهنته وعنوان سكنه في الفلوجة، فضلا عن عنوان السكن في المنطقة التي كان نازحا إليها، مع ذكر أرقام بطاقات التعريفية الخاصة به.

كما تضمّ الاستمارة أسئلة عما إذا كان لدى رب الأسرة أقارب ينتمون إلى التنظيمات الإرهابية وما هي أسماؤهم، أو إذا ما كان له أقارب يقيمون خارج العراق.

القضاء على الفكر المتطرف

هذا وأكد رئيس مجلس العشائر المنتفضة ضد داعش في الأنبار الشيخ فيصل العسافي، أن الخندق سيحدّ من تسلل الإرهابيين إلى المدينة.

وذهب العسافي إلى أبعد من ذلك قائلا لديارنا: "نحن أصحاب قضية، ولو كان الأمر بيدنا لشيدنا سورا لعزل المدنيين الأبرياء عن الجماعات الإرهابية المتشددة في الفلوجة وغيرها من المدن التي يهددها الإرهاب".

ودعا العسافي إلى توسيع الإجراءات الاحترازية الأمنية في الفلوجة لتشمل محاربة الفكر المتطرف الذي يرعى جماعات كداعش ويغذيها.

ولفت إلى أن عناصر داعش اتخذوا من مساجد الفلوجة منصة لتجنيد الشباب ودفعهم للغلو والإرهاب.

وأضاف ان العراق يجب ان يطالب اليوم بإشاعة روح التسامح لضمان عدم استخدام الجماعات المتطرفة لمنابر المساجد بهدف التلاعب بعقول الشباب.

ورأى أن الفلوجة تمثل تحديا أمنيا كبيرا أمام الحكومة العراقية بسبب تسلل المتطرفين إليها وتمكنهم من قيادة الرأي العام فيها.

وذكّر أن الفلوجة كانت المدينة الأولى التي سقطت بيد داعش، مضيفا أن هذا التنظيم حولها إلى مركز لإنتاج السيارات المفخخة والصواريخ محلية الصنع والعبوات الناسفة.

وكل هذا جري فيما زجّ أهلها بسجون التنظيم أو أجبروا على الهرب إلى المحافظات المجاورة، حسبما ختم.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500