أخبار العراق
أمن

العراق يستعد لاحتواء أزمة نزوح من الموصل

خالد الطائي

امرأة عراقية تحصل على المساعدات من مركز للنازحين في تلول الباج في بيجي. [حقوق الصورة لوزارة الهجرة والمهجرين العراقية]

امرأة عراقية تحصل على المساعدات من مركز للنازحين في تلول الباج في بيجي. [حقوق الصورة لوزارة الهجرة والمهجرين العراقية]

مع تقدم القوات العراقية نحو مدينة الموصل لاستعادتها من سيطرة تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش)، بدأت الحكومة العراقية بالتحرك لتنفيذ خطة احترازية تهدف إلى تطويق أية أزمة نزوح جماعي للأهالي من المدينة.

وأفاد مسؤولون عراقيون لموقع "ديارنا" اليوم الأربعاء أن التحرك الحكومي وقائي يستند إلى "معطيات الحرب الراهنة على الإرهاب"، معتبرين أنها اقتربت "من مرحلة الحسم النهائي" بطرد عناصر داعش من آخر المناطق التي يسيطرون عليها في شمال البلاد.

وأكد ستار نوروز، مدير عام دائرة شؤون الهجرة بوزارة الهجرة والمهجرين إن "العمليات العسكرية جارية حاليا لتحرير مدينة الشرقاط في محافظة صلاح الدين".

وأشار إلى أن "التقدم السريع للقوات العراقية في جنوب الموصل استدعت منا التحرك لاتخاذ كل التحوطات الممكنة والاستعداد جيدا لموجات النزوح الجماعية".

وتابع نوروز لديارنا "هناك تحضيرات مكثفة للمباشرة بإنشاء مخيمات كبيرة لإيواء النازحين تكون آمنة وبعيدة قدر الإمكان عن مسرح العمليات العسكرية".

وقد رصدت اللجنة الوطنية العليا لإغاثة النازحين في ٢٠ تموز/يوليو الحالي ثلاثة مليارات دينار (200 ألف دولار) لغرض إقامة هذه المخيمات.

ولفت إلى الحاجة لمبالغ أكبر لتجهيز هذه المخيمات بالخدمات كالماء والكهرباء والصحة والتعليم.

وأضاف نوروز إلى أن الوزارة ستعمل على "تكثيف اتصالاتها مع جميع المنظمات والمؤسسات الإنسانية الدولية للمساعدة في احتواء أية معرقلات ومواجهة شتى التحديات".

ونوّه بأن "الوزارة استنفرت كل جهودها لتأمين ما يلزم من احتياجات ومستلزمات ضرورية للأسر النازحة من مواد غذائية وعينية كالأغطية والمفروشات ومستلزمات للطبخ".

النزوح من الشرقاط

ولفت نوروز إلى أن "الوزارة أنشأت مركزا إيوائيا في منطقة تلول الباج شمال محافظة صلاح الدين لاستقبال وإسكان الأسر النازحة من الشرقاط وهو يضم حاليا نحو ستة آلاف أسرة".

وقال "ننسق عملنا مع الحكومة المحلية لمحافظة صلاح الدين والمنظمات الإنسانية لخدمة هذه الأسر التي عانت خلال رحلة نزوحها من مصاعب كبيرة".

وأوضح أن تلك العائلات "اضطرت للهرب مشيا على الأقدام لمسافات طويلة وفي الحر. ونعمل الآن على التخفيف من معاناتها".

وبدوره، أشار فزع الشمري، مدير فرع وزارة الهجرة في محافظة صلاح الدين إلى وصول شحنات عاجلة من المواد الغذائية والإنسانية للعائلات الفارة من الشرقاط وكذلك من مناطق جنوب الموصل.

وذكر لديارنا "نوزع يوميا ما لا يقل ٣٠٠ حصة غذائية ومياه للشرب ومراوح ومبردات ومستلزمات إغاثية للعائلات الموجودة في مركز الإيواء بمنطقة تلول الباج".

وتابع "كذلك قمنا بافتتاح مطبخ كبير في منطقة الحجاج لتجهيز تلك العائلات يوميا بالوجبات الغذائية الساخنة وبالمياه الباردة، وذلك بالتعاون مع المنظمات الإنسانية كجمعية الهلال الأحمر".

ويؤكد الشمري أن هناك ١٤٢٠ خيمة وصلت و٢٨٠٠ خيمة في طريقها إلى محافظة صلاح الدين من أصل عشرة آلاف خيمة كانت وزارة الهجرة قد جهزتها لاستيعاب حالات النزوح الجماعية من الشرقاط.

وأضاف "نسجل يوميا نزوح مئات العائلات من تلك المدينة التي يقدر عدد سكانها بنحو ٢٠٠ ألف نسمة".

ولفت إلى قيام الإدارة المحلية لمدينة الشرقاط بتشكيل لجنة فرعية تأخذ على عاتقها التنسيق مع كل الجهات الأمنية والحكومية والإنسانية بغية تأمين المأوى والاحتياجات الضرورية لجميع الأسر الفارة من المدينة.

العائلات تفر من مناطق جنوب الموصل

ومن جانبه، أشار عبد الرحمن الوكاع، عضو مجلس محافظة نينوى لديارنا إلى إن "هناك ما لا يقل عن ٢٤ ألف نازح غادروا مناطق سكناهم في قرى جنوب الموصل مع تقدم القوات العسكرية نحو بلدة القيارة لتحريرها من قبضة الإرهابيين".

وأوضح ان "أعداد كبيرة من هؤلاء النازحين جرى إيواؤهم في مخيم (ديبكة) ببلدة مخمور، وهم بحاجة للمزيد من الدعم الإنساني من الحكومة والمنظمات الدولية لتحسين أحوالهم المعيشية".

ورأى الوكاع أن على كافة الجهات الحكومية تسخير كل طاقاتها في المرحلة المقبلة من أجل تفادي أية أزمات إنسانية لاسيما مع اقتراب معارك التحرير من القيارة ومنطقة حمام العليل.

واستدرك "نتوقع نزوح ما لا يقل عن ٨٠٠ ألف نسمة من الموصل ومناطق الأطراف. وهذا العدد المحتمل من النازحين يتطلب منا اتخاذ كل الإجراءات الإغاثية الوقائية".

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق
سياسة ديارنا بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

ااحسنت م النشر

الرد